ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن حسن الخميني، الحفيد المعتدل لقائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، قرر خوض غمار العمل السياسي، موضحة أن ذلك قد يكون له تداعيات كبيرة على المنافسة القائمة لتحديد مستقبل إيران.
الصحيفة لفتت إلى أن الخميني، رجل الدين البالغ 43 عاما والذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشباب، سيترشح شهر فبراير/ شباط المقبل لشغل منصب ضمن هيئة الخبراء، التي يمكن أن تناط بها مهمة تحديد هوية المرشد الأعلى القادم بإيران، موضحة أن هذا الأخير سيكون أول فرد من عائلة الراحل، روح الله الخميني، الذي سينخرط بشكل مباشر في العمل السياسي منذ ثورة 1979 بإيران.
"فاينانشال تايمز" قالت إن رجل الدين تعتبره الدوائر المؤيدة للإصلاح قائدا محتملا لإيران، مضيفة أنه من السابق لأوانه معرفة طبيعة رد المتشددين الإيرانيين على ترشح الخميني، بما أن نسبه لا يشجعهم على إبداء أية انتقادات مباشرة.
وتوقع خبير، حسب ما نقلته الصحيفة، أن يؤدي ترشح الخميني إلى مزيد من الاصطفاف السياسي بإيران، وإلى تشديد القمع بحق الراغبين في الإصلاح.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الراغبين في الإصلاح يقولون إن المتشددين، الذين أزاحهم روح الخميني، قاموا بعد وفاته عام 1989، بمصادرة مبادئ الثورة، التي قادها وأخرجوها عن السكة التي رسمها. ونقلت الصحيفة تصريحا لسعيد لايلاز، وهو محلل سياسي محسوب على دعاة الإصلاح، قال فيه إن "ترشح حفيد الخميني يعد خطوة أخرى للدفع بالرجوع إلى مبادئ الثورة، التي تتمثل في سيادة القانون، والعمل على عدم سقوط إيران بين أيدي الأوليغارشية العسكرية-المالية"، في إشارة منه إلى الحرس الثوري الإيراني.
وبخصوص توقيت الإعلان عن الترشيح، قالت الصحيفة إنه يأتي في وقت شدد فيه المتشددون قبضتهم على كل شيء، بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع القوى العالمية شهر يوليو/ تموز.
كما أضافت أن هناك تكهنات تدور على نطاق واسع حول كون حسن الخميني ينوي دخول غمار السياسة، بتشجيع من الرئيسين السابقين، محمد خاتمي، المحسوب على دعاة الإصلاح، وأكبر هاشمي رفسنجاني، المحسوب على الوسط. ولفت تقرير الصحيفة إلى أن نفس هذا التحالف هو من قاد للفوز المفاجئ، لحسن روحاني، بالانتخابات الرئاسية في 2013، مما فتح الطريق أمام التوصل للاتفاق النووي.
الصحيفة نقلت كذلك أنه سيتم متابعة ترشح الخميني عن كثب، بما أن نسبه يجعل من الصعب على المتشددين التخلص منه، موضحة أن خبراء يرون أن المتشددين قد يحاولون إضعافه من خلال دفع العديد من المعتدلين إلى عدم التحالف معه.