قتل وأصيب 71 عراقياً، مع تصاعد الاحتجاجات في مدينة البصرة، جنوب العراق، في حين انتشرت قوات الجيش في الشوارع، وتم فرض حظر للتجول هناك، بعد اقتراب المتظاهرين من القنصلية الإيرانية.
وأفادت مصادر محلية بأن زعماء قبائل في المحافظة رفضوا لقاء دعا إليه قائد الجيش في البصرة، الفريق جميل الشمري، لاحتواء أعمال العنف.
والتهمت النيران مبنى مجلس المحافظة، ومباني حكومية ومقرات لأحزاب وفصائل مسلحة، فيما اتهم ناشطون مليشيات بالوقوف وراء حادثة مبنى مجلس المحافظة.
وقال مصدر محلي إن مبنى مجلس محافظة البصرة أُحرق بشكل شبه كامل، مساء اليوم الخميس، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن فرق الدفاع المدني تحاول السيطرة على الموقف.
وأشار المصدر إلى قيام متظاهرين باعتلاء الجزء غير المحترق من مجلس محافظة البصرة، ورفع الأعلام العراقية فوقه، مطالبين باستقالة المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة.
وقال عضو في تنسيقيات البصرة إن مئات المتظاهرين الغاضبين اقتحموا عدداً من المباني والمقرات التابعة للأحزاب والمليشيات العاملة في البصرة، وأضرموا النيران فيها، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن المحتجّين أحرقوا مقرّ "تيار الحكمة" الذي يتزعّمه عمار الحكيم، ومقرات حكومية وحزبية أخرى.
وأضاف: "كما اقتحم عشرات المتظاهرين مقرّ مليشيا بدر في البصرة"، مبيناً أن المحتجين أحرقوا المقر، كما أضرموا النيران في مكتب "قناة الغدير"، و"إذاعة النخيل" المحلية، التابعتين للمليشيا، ومقر مليشيا "عصائب أهل الحق"، ومنزل رئيس مجلس المحافظة.
ولفت إلى محاصرة متظاهرين آخرين مكتب عضو البرلمان السابق، القيادي في "تحالف الفتح"، فالح الخزعلي، موضحاً أن تظاهرة أخرى تجمّعت أمام مقر مليشيا "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري.
وبيّن أن عشرت المحتجّين انطلقوا باتجاه القنصلية الإيرانية في البصرة، مؤكداً وجود قوة أمنية كبيرة لحماية القنصلية.
إلى ذلك، اتهم عضو تنسيقيات احتجاجات البصرة، مجيد الركابي، مليشيات تابعة لأحزاب متنفذة في البصرة بالوقوف وراء الحريق، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن البناية أحرقت قبل نحو خمس دقائق من وصول جموع المتظاهرين إليها.
ولفت الركابي إلى وجود جهات تعمل على تشويه سمعة التظاهرات، وحرفها عن مسارها، من أجل منح السلطات العراقية ذريعة لاتهامها بالتخريب، مبيناً أن الاحتجاجات "مستمرة في جميع أنحاء البصرة، ولن تتوقف ما لم تتم الاستجابة لجميع المطالب، فضلاً عن محاسبة المسؤولين الفاسدين، ومحاكمة القادة الأمنيين المسؤولين عن الاعتداء على المتظاهرين".
وأكد قيام عشرات المتظاهرين بقطع الطريق المؤدّي إلى ميناء أم قصر في البصرة، مشيراً إلى وجود أنباء تفيد بتوقف العمل في الميناء، بسبب الاحتجاجات.
وفي السياق، قال مدير الدفاع المدني في البصرة تحسين ساري، إن الفرق التابعة لدائرته باشرت عملية إطفاء حريق مجلس المحافظة، موضحاً في تصريح صحافي أن الفرق ما تزال تمارس عملها، ولم تتمكّن من تحديد الخسائر.
وبيّن ساري أن فرق الدفاع المدني لم تتمكن من دخول المبنى المحترق، بسبب شدة النيران.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة البصرة إجراءات أمنية مشددة، على الرغم من قرار قيادة الشرطة بإلغاء قرار حظر التجوال الذي أعلنت عنه في وقت سابق من اليوم الخميس.
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن أهالي البصرة إلى التعاون مع القوات العراقية، والابتعاد عن الأعمال التي تسيء إلى التظاهرات المكفولة دستورياً.
واندلعت قبل نحو شهرين حركة احتجاجات شعبية واسعة في البصرة، قبل أن تنتقل إلى العاصمة العراقية بغداد، وبقية المحافظات الجنوبية، قابلتها القوات العراقية باستخدام وُصف من قبل المحتجين بأنه "مفرط" للقوة، تسبب بمقتل وإصابة عشرات المتظاهرين، كذلك شكّلت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي لجاناً عدة لتلبية مطالب المتظاهرين في جنوب العراق، إلا أن هذه اللجان لم تتمكّن من الاستجابة لأي مطلب.