يمر عيد الأضحى العاشر على السوريين في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، منذ اندلاع الثورة السورية مطلع عام 2011 بهدوء نسبي مقارنة بالأعياد السابقة، من ناحية القصف، إلا أن أجواء العيد وبهجتها لم تكتمل خوفاً من خرق الهدنة القائمة حالياً، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي في الشمال السوري نتيجة قلة فرص العمل للمدنيين و غلاء السلع التجارية مقارنة بدخل المواطن.
يقول صاحب محل الألبسة في مدينة إدلب عبد اللطيف السيد علي، لـ"العربي الجديد"، إن انتشار فيروس كورونا في العالم "أثر سلبا على الحركة التجارية في مدينة إدلب، و خاصة إغلاق المعابر الحدودية التي نستورد منها الألبسة، كما أن تخبط سعر صرف الليرة السورية مقابل باقي العملات الاجنبية يقلل من حركة البيع والشراء، وأتمنى أن تستمر المناطق المحررة بتداول الليرة التركية الأكثر استقرارا".
وبسبب الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها منطقة إدلب، شمال غربي سورية، حرمت غالبية السكان من شراء حاجيات العيد الضرورية، وهذا العيد هو الأصعب بالنسبة للأهالي بسبب تراجع الدخل وانتشار فيروس كورونا في المنطقة وإغلاق المعابر وتراجع الدعم الممنوح من قبل المنظمات الإنسانية للنازحين بالدرجة الأولى والأهالي بالدرجة الثانية.
بدوره، عبد الملك مدرك، وهو أيضاً صاحب محل ألبسة رجالية، يقول لـ"العربي الجديد": "إن الإقبال قليل على الشراء بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، فشراء الألبسة آخر اهتمامات الناس، فهي تؤمن لقمة عيشها أولا، و يجب عليها ادخار بعض المال قدر الإمكان تحسبا لرحلة نزوح مجهولة الوجهة".
و يقول صاحب محل ألبسة الأطفال محمد الزير، بحديثه لـ"العربي الجديد"، إن الحركة التجارية في مدينة إدلب محدودة، "إلا أنها جيدة بالنسبة لمحلي، لأنني أبيعكسوة الأطفال مقابل قسائم شرائية بالتعاون مع فريق ملهم التطوعي، وأتمنى أن يتم تأمين كسوة العيد و إدخال بهجته إلى قلوب جميع الأطفال السوريين، سواء بمبادرات فردية أو جماعية برعاية تجار أو جمعيات أو منظمات".
وهناك بعض الأمور الضرورية التي لا يمكن التخلي عنها في العيد بالنسبة للسوريين بعد تخليهم عن شراء الملابس، بحسب محمد المصطفى، من مدينة بنش، الذي أشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الوقت غير مناسب لشراء ملابس لأطفاله حاليا، نظرا للأسعار المرتفعة، فضلا عن أن المدخول ضعيف جدا. ويوضح أنه أقدم على شراء ضيافة العيد، كونها شيئا أساسيا يقدم للزوار يوم العيد، ولا يمكن التخلي عنها، فضلا عن القهوة العربية التي تعتبر من ضرورات الضيافة.
وترواح الأسعار ما بين 10000 ليرة سورية (4.8 دولارات)، و 22770 ليرة سورية (11 دولارا)، لكافة قطع الألبسة النسائية والرجالية وألبسة الأطفال الجديدة في إدلب، ضمن الأنواع المتوفرة في السوق حاليا، حيث ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ مع إغلاق المعابر بسبب انتشار فيروس كورونا في المنطقة.