حرب أكتوبر: تفاصيل جديدة تؤكد خوف إسرائيل من الهزيمة ونفاد الذخيرة

08 أكتوبر 2019
فشلت إسرائيل حينها بتوقع الحرب (Getty)
+ الخط -

يتضح من محاضر جلسات سرية، كشف عنها أخيراً، لقيادة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، أنّ القيادات الأمنية والعسكرية في تل أبيب خشيت من خطر القضاء على إسرائيل، وخطر نفاد السلاح والذخيرة، وهو ما عبر عنه أكثر من شخص، لاسيما وزير الأمن الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه ديان، ورئيس أركان الجيش الجنرال ديفيد إلعزار.

وبحسب المحاضر السرية التي نشرها أرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، وأبرزتها صحف إسرائيلية، فقد قال ديان، حسبما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ "أكثر ما أخشاه هو أن تبقى دولة إسرائيل في نهاية المطاف بدون كمية أسلحة كافية للدفاع عن نفسها، لن تبقى لا دبابات ولا طائرات ولا أشخاص مدربون للدفاع عن إسرائيل".

أما إلعزار الذي قدّم استقالته بعد الحرب بأسابيع من رئاسة الأركان، والمعروف بكنية "دادو"، فقد استهل الجلسة الأولى لقيادة أركان الحرب، حينها، بقوله "لسنا متفائلين، أريد حدثاً يحول مجرى الحرب، ليصرخ أحدهم بصرخة الاستغاثة بأنّه يتم قتل الشعب، يجب وقف إطلاق النار".

في المقابل، يتضح من هذه المحاضر أنّ ديان أكد، خلال هذه الجلسات، أنّه "لا يجب بأي حال من الأحوال الانسحاب من أي شبر من الجولان، والعودة لاستدعاء وتجنيد كل الذين تم تسريحهم بسبب أعمارهم، من كبار السن، وتجنيد شبان في السابعة عشرة من عمرهم، وبحث إمكانية تجنيد يهود من مختلف أنحاء العالم: أميركيين، وإنكليز، وجنوب أفريقيين كل من يريد".

من جهته اقترح إلعزار هدم سورية كلياً، مضيفاً: "ستعلو صرخات غضب في العالم لكن ذلك سيوقف الحرب".

وسمحت وزارة الأمن، في هذا السياق، بنشر تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية، عشية الحرب، بعد تلقيها آخر رسالة إنذار قبل الحرب، مرسلة لكل من ديان، وإلعزار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" إيلي زعيرا.

وورد في هذه التقديرات "على الجبهة السورية برز توجه لاستكمال استعدادات أخيرة مختلفة ليومي 5 و6 أكتوبر، حيث تم نقل مشاعر تنتشر بين الضباط السوريين تتوقع حربا كبيرة دون أن يتم الكشف من سيبادر لشنها ولا على أي خلفية".

وبشأن الوضع على الجبهة الجنوبية مع مصر، جاء في تقرير الاستخبارات العسكرية: "تستمر مخاوف المصريين من نوايا إسرائيلية لاستغلال التدريب العسكري وشهر رمضان لعمل هجومي واسع".

وتفصّل الوثيقة الخطط التي قام بها الجيش المصري على أثر ذلك مثل "وقف دورات سلاح الجو المصري، وتغيير ذبذبات وموجات الاتصالات اللاسلكية وكلمات الشيفرة بشكل غير اعتيادي، والسماح للجنود بعدم الصوم في رمضان".

وبالرغم من كل هذه الإشارات فقد خلص تقدير شعبة الاستخبارات إلى أنّه "في هذه المرحلة لا توجد مؤشرات لاستعدادات مصرية عينية لعمل عسكري يبادر إليه سلاح الجو المصري".



وكانت مسألة خطأ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تقدير حقيقة النوايا والخطط المصرية والسورية بشأن الخروج إلى حرب، أحد أكبر الإخفاقات التي حددتها لجنة "أغرانات" التي تشكلت بعد الحرب في إسرائيل، للتحقيق في ظروف وأسباب الفشل الإسرائيلي في توقع الحرب.

وأوصت اللجنة، في حينه، بإقالة زعيرا من منصبه، وسلسلة من الخطوات الأخرى اتصلت بنقل ضباط وقادة عسكريين آخرين من مناصبهم.

وكان أبرز تداعيات الفشل الإسرائيلي، تقديم رئيسة الوزراء آنذاك غولدا مائير، في العام 1974 استقالتها، بالرغم من أنّ التقرير المذكور لم يحمّلها أي مسؤولية، بل أثنى على إدارتها للحرب. مع ذلك قدمت مائير استقالتها تحت ضغط المظاهرات الشعبية في إسرائيل، وتم اختيار إسحاق رابين خلفاً لها، في ولايته الأولى.

المساهمون