عمّ الإضراب الشامل، صباح اليوم الخميس، بلدة سلوان، مسقط رأس الشهيد عبد الرحمن الشلودي، وسائر أنحاء القدس، حداداً على استشهاده، في وقتٍ تجدّدت فيه المواجهات، في بلدة العيسوية، وحي الطور، شمالي شرق القدس المحتلة.
واندلعت المواجهات في العيسوية، بعد إغلاق قوات الاحتلال المدخل الرئيسي للبلدة، بالمكعبات الإسمنتية، ومنعت تلاميذ المدارس، والعمّال من مغادرتها، في حين هاجم الشبّان جنود الاحتلال بالحجارة، والزجاجات الحارقة، في حي الطور بالقدس المحتلة.
ودارت صباح اليوم الخميس، مواجهات عنيفة في حي رأس العامود، إذ قام عشرات الشبّان بإطلاق وابل من المفرقعات النارية على حشود قوات الاحتلال، التي ردّت بإطلاق الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت، ليل أمس الأربعاء، في أحياء مقدسية عدّة عقب حادثة الدهس، التي أصيب فيها العديد من المقدسيين، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد الشلودي، ومنازل أخرى للعائلة في حي سلوان بالقدس المحتلة.
من جهةٍ أخرى، هاجمت مجموعات من المستوطنين، في وقتٍ متأخّر من ليل أمس الأربعاء، منازل المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وحاصروا منازلهم، في حين هاجموا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، والآلات الحادة، والعصي، إلى أن وصلت قوّات الاحتلال إلى المنطقة، وأبعدتهم عن المنازل.
وتأتي عملية مهاجمة المنازل الفلسطينية في حيّ الشيخ جراح من قبل المستوطنين، عقب حادثة الدهس، التي أدّت إلى استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي، متأثراً بجراح أصيب بها نتيجة إطلاق الرصاص عليه، بعد أن فقد السيطرة على مركبته التي كان يقودها، ودهس تسعة من المستوطنين، بينهم ثلاثة أصيبوا بجروح بالغة.
وفي وقتٍ ادّعت فيه قوات الاحتلال أنّ حادثة الدهس كانت متعمّدة، لا تزال ترفض إعطاء معلومات عن وجود جثمان الشهيد الشلودي، وسط إفادات لشهود عيان كانوا في مكان الحادث، تحدّثوا فيها عن ظروف استشهاده.
وأوضح أحد الشهود، إسلام الفروع، لـ"العربي الجديد" أنّه رأى مركبة الشهيد حين اصطدمت بأحد الأعمدة، في محيط منطقة القطار، بحي الشيخ جراح بالقدس، بعد دهسه لعدد من المستوطنين، وبعدها خرج الشلودي من نافذة مركبته، وحاول الهروب، إلّا أنّ أحد الحرّاس الإسرائيليين، قام بإطلاق الرصاص باتجاهه، مرّات عدّة. وأكّد الشاهد أنّ الشاب الفلسطيني كان أعزل من دون سلاح.
من جهتها، أكّدت والدة الشلودي لـ"العربي الجديد"، أنّ نجلها عانى في الفترة الأخيرة من وضعٍ نفسي صعب، بسبب تعرّضه للاعتقال والتحقيق المتكرّر، نافيةً ادّعاءات الاحتلال بخصوص الحادث، وهذا ما أكّده أيضاً محامي العائلة، والمتحدّث باسمها، عبد الشلودي لـ"العربي الجديد".
وأكّدت العائلة في وقتٍ لاحق، أنّها ترفض تشريح جثة نجلها، وهدّدت بالتوجّه إلى المحكمة في وقتٍ لاحق.
في سياقٍ آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل نور سليم الشلبي، من حي الصوانة، بالبلدة القديمة من القدس، واقتادته إلى أحد مركز التحقيق، وهو ابن شقيق أمين سر حركة "فتح" في القدس، عمر الشلبي.
وفي الضفّة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس 11 فلسطينياً في مناطق متفرّقة من الضفّة، إذ اقتحمت قرية قراوة بني حسان، بمحافظة سلفيت، شمالي الضفة الغربية، ودهمت عدداً من المنازل، واعتقلت ستة شبان، هم: رائد ريان، وآدم ريان، وأحمد ريان، ووهبي ريان، وإبراهيم عاصي، وأيسر عاصي.
وفي بلدة اليامون، غربي جنين، دهمت قوات الاحتلال منزل المواطن جميل خمايسة، وعبثت بمحتوياته، قبل أن تقوم باعتقال خمايسة.
في غضون ذلك، أصيب، العشرات بحالات اختناق، في مواجهات شهدتها بلدة يعبد جنوب غربي جنين، ليل أمس الأربعاء، بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الغاز والصوت، والأعيرة النارية في الهواء.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة أمر شمالي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، وهما: محمد بريغيت، وعماد أبو مارية، إضافةً إلى اعتقال الشاب حمدي أبو سنينة، عقب دهم منزله في مدينة الخليل.
وإلى الغرب من بيت لحم، دهمت قوات الاحتلال منزل الشاب رمضان سباتين، في قرية حوسان، واقتادته إلى جهة مجهولة.
إلى ذلك، عمد بعض الشبان من مستوطنة بيتر عيليت، إلى رشق مركبات الفلسطينيين، أثناء مرورها باتّجاه قرية نحالين، بمحافظة بيت لحم، وألحقوا الأضرار فيها.