أكد منسق "الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة" السورية رياض حجاب، اليوم الأربعاء، أنه "لا بد من تنفيذ كافة القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي في سورية"، مشيراً إلى أن "استمرار الهجمات الإيرانية والروسية هو للتهرّب من الاستحقاقات السياسية"، مبدياً تفاؤلاً في أن "النظام لن يسيطر على حلب".
وقال حجاب، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة البريطانية لندن، حيث التقى قبل ذلك بوزير خارجيتها فيليب هاموند، إن مختلف القوى الداعمة للمعارضة متفقة على "الحل السياسي، وهذا ما سمعناه اليوم من وزير الخارجية البريطاني، وحتى بالنسبة للسعوديين والقوى الشقيقة أيضاً، ولكن نحن بحاجة لإعادة التوازن على الأرض ولإفهام هؤلاء (النظام وحلفائه) أن ليس هناك حلاَ عسكرياً، وبالتالي هم لا يستطيعون فرضه".
واعتبر أن "الروس والإيرانيين يتبعون سياسة الأرض المحروقة، من خلال تكثيف القصف بشكل عنيف جداً، للتأثير على معنويات الثوار"، و"ما سمعته من قادة الجيش الحر (التقى بهم أمس في أنقرة) المعنويات عالية جداً.. ومكتسبات النظام على الأرض هشة وهو غير قادر على الحفاظ على المناطق التي تقدموا لها".
وأضاف حجاب، الذي يرأس وفداً من المعارضة السورية في زيارةٍ رسمية لبريطانيا، أنه و"خلال الأيام القادمة، ستسمعون وترون انتصارات ستحققها فصائل الثورة السورية، ضد المليشيات الطائفية والمرتزقة"، موضحاً أن لدى المعارضة "خيارات كثيرة والبدائل كثيرة".
وحول استئناف لقاءات جنيف، المزمعة في الخامس والعشرين من هذا الشهر، لفت إلى أنه "لن يكون هناك أي تنازل على الإطلاق، وما عجزوا عن تحقيقيه منذ خمس سنوات على الأرض، لن يحققوه في المفاوضات".
وأكد أن "المفاوضات ستكون في 25 فبراير/ شباط، كما أعلن السيد دي ميستورا"، لكن "هناك إجراءات يجب أن تتم وتتخذ قبل العملية التفاوضية، حتى لا يحدث معنا كما في الجولة الأولى من خلال تهرّب النظام وداعميه من استحقاقات العملية السياسية، وبالتالي إفشالها عبر عمليات القصف وترويع المواطنين".
اقرأ أيضاً: "العربي الجديد"يروي تفاصيل مقتل 250 من جنود النظام بالغوطة
كما أشار حجاب إلى أنه "خلال عشرة أيام هناك 100 ألف مواطن على الحدود السورية التركية"، بعد نزوحهم من قراهم نتيجة القصف الروسي في ريف حلب الشمالي.
وذكر بأن المعارضة أكدت "تنفيذ القرارات الأممية، وخاصة المواد 12-13 (من قرار مجلس الأمن الدولي 2254)، التي تتحدث عن الجانب الإنساني وأكدت عليها الأمم المتحدة".
وأورد حجاب في تصريحاته، "نحن نتحدث عن رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين وايصال المساعدات للمحتاجين، ووقف القصف على المناطق السكنية"، و"بالتالي يجب قبل الذهاب للموعد المحدد، لا بد من وجود إجراءات تُطبّق على الأرض".
وحول الحديث الدائر عن نية المملكة العربية السعودية مع دولٍ أخرى، التدخل عسكرياً في سورية، أوضح حجاب أن "هذه الدول اقترحت محاربة داعش، فالروس دخلوا سورية بحجة مكافحة الإرهاب وقتال التنظيم، ولكنهم وجّهوا كل نيرانهم والأسلحة المحرّمة دولياً باتجاه المدنيين والمعارضة المعتدلة، وتركوا داعش والمتطرفين الآخرين"، و"لذلك لا بد من نزع الحجة من يد الروس، والمملكة موجودة في التحالف الدولي (ضد داعش) وأعلنت عن استعدادها للدخول ومقاتلته".
وأضاف في هذا السياق: "نحن، المعارضة، دفعنا ثمناً كبيراً في قتال داعش، فالنظام وحلفاؤه هم صنعوا التنظيم ليقولوا للعالم اختاروا بيننا وبينه".
اقرأ أيضاً: مضايا: حزب الله يقتل رجلين لمحاولتهما إدخال مواد غذائية
من جهةٍ أخرى، شدد حجاب على أن "الحل في سورية إنهاء هذه المأساة والكارثة الإنسانية، وذلك بإزالة هذا النظام وخروج بشار الأسد وزمرته الحاكمة الذين قتلوا أكثر من 350 ألف إنسان، ويعتقلون الآن مئات الآلاف، ودمروا سورية وجاؤوا بالقوات الأجنبية والمليشيات الطائفية والمرتزقة لقتل الشعب السوري".
وأكد أيضاً أنه "بوجود بشار الأسد لا يمكن القضاء على الإرهاب والتطرف، لأنه هو من أوجد التطرف من أجل الحفاظ على كرسيه".
اقرأ أيضاً: خشية من "مساومة كبرى" سورياً في مؤتمر ميونيخ
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، رياض نعسان آغا، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن وقف قصف الطيران الروسي للمدن والبلدات السورية، وتنفيذ بنود القرار الأممي 2254 يشكل أولوية قبل العودة إلى الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 3.
وقال نعسان آغا: "من حيث المبدأ، لم نقل إننا انسحبنا، كان توقفاً، ولكننا ننتظر المستجدات"، مضيفاً: "يجب أن نتابع لقاء الغد في ميونخ"، وأوضح أن العودة إلى مفاوضات جنيف 3 تحتاج إلى اجتماع للهيئة العليا للتفاوض لـ"التشاور".
وعشية مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يبدأ غداً الخميس في ألمانيا، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن واشنطن تدرس مقترحات قدمتها موسكو لحل الأزمة السورية.
اقرأ أيضاً: شتاينمير يأمل بدفع محادثات السلام السورية في "مؤتمر ميونيخ"
وأكد لافروف أن بعض الدول لا تخفي نيتها المراهنة على الحلول العسكرية في سورية، في حال فشل المفاوضات السلمية. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، نشرت اليوم الأربعاء: "يبدو أن هناك المراهنة على الحل العسكري، في حال فشل المفاوضات أو منع انطلاقها. وتؤكد ذلك بشكل علني بعض الدول التي تنطلق، كما أتفهم، من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد".
ومن المقرر أن تشهد مدينة ميونخ الألمانية، غداً الخميس، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي حول السياسة والأمن، ويُتوقع أن يكون الملف السوري على قائمة المباحثات بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف على هامش المؤتمر.
تجدر الإشارة إلى أن مفاوضات جنيف 3 انطلقت يوم الـ29 من يناير/ كانون الثاني في جنيف، وأعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يوم الـ3 من فبراير/ شباط عن توقف مؤقت للمفاوضات، وحدد الـ25 منه موعدا لاستئنافها.
اقرأ أيضاً: آغا لـ"العربي الجديد": الاتحاد ضرورة لمقاومة إيران وروسيا