ضمن جولة تشمل عدداً من دول الشمال الأوروبي، أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة إلى كوبنهاغن قبل توجهه إلى جزيرة غرينلاند، إذ تترأس بلاده رئاسة "مجلس القطب الشمالي".
وزيارة كيري التي امتدت لأيام بكل من أوسلو وكوبنهاغن، وأمس في غرينلاند، لم تكن فقط لبحث قضايا العلاقات الثنائية مع تلك الدول، فمصادر سياسية خاصة بـ"العربي الجديد" في كوبنهاغن أكدت بأنه "وعلى الرغم من أن الأمر شبه المؤكد هو الحرص الأميركي على إرسال رسائل لروسيا، فيها شيء من الرمزية عن الحضور الأميركي في البلطيق ومساهمتها بما يشبه حصار موسكو في مخططات تخص منطقة القطب الشمالي، إلا أن في جعبة كيري عدداً من الأمور التي يمكن أن تساهم في مزيد من الضغط على الروس. سورية وأوكرانيا قضيتان جرت مناقشتهما بشكل جدي في اجتماعات كيري في أوسلو وكوبنهاغن".
وبحسب ما أكدت الخارجية الدنماركية في بيان مرسل لمكتب "العربي الجديد" في كوبنهاغن فإن "الوضع في سورية من ضمن النقاط الأساسية التي تمت مناقشتها مع جون كيري".
وتبقى الولايات المتحدة منشغلة أيضا بمساهمة الدول الاسكندنافية في "التحالف الدولي" ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهي مساهمة باتت أكثر اتساعا في السابق.
وتؤكد مصادر الخارجية الدنماركية أن ما تبقى من وقت لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "هي أوقات تحاول فيها طمأنة الدول التي تشعر بتهديد روسي حقيقي في المنطقة (البلطيق وبحر الشمال). أضف إلى ذلك هي محاولة لتخفيف مخاوف هذه الدول حول مشاريع روسيا بفرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة القطبية الشمالية".
وبحسب المصادر نفسها فإن "حضور كيري وتأكيده على العلاقة الاستراتيجية مع دول الشمال وزيارته تحديدا إلى غرينلاند هي رسالة واضحة للروس بأن مصالح الدول الحليفة لن تمس حتى في حال تغير الإدارة الأميركية".
ووفقا للملحق الثقافي السابق في السفارة الدنماركية بواشنطن، تورستن يانسن، فإن قضية الزيارة والجولة في دول الشمال "وخصوصا اختيار دولتين في الناتو كالنرويج والدنمارك تحمل رسالة حول سياسة الأمن في المنطقة وهي مهمة للسويد وفنلندا وأيسلندا، بالتأكيد لا شيء دراماتيكي من هذه الزيارة سوى رمزيتها في العلاقة المتوترة مع روسيا".
ويأمل وزير الخارجية الدنماركية كريستيان يانس وفق بيان صحافي صادر عنه بأن "زيارة كيري ستشكل فرصة للاطلاع على ما تسببه التغيرات المناخية في غرينلاند والقطب الشمالي". وفي هذا المجال أيضا أصدرت "منظمة السلام الأخضر" بيانا صحافيا تدعو من خلاله جون كيري إلى "ضرورة الضغط على النرويج والدنمارك لتفهم أهمية حماية بحر القطب الشمالي. فالبلدان أعاقا التوصل لاتفاقية دولية لحماية القطب من مشاريع تجارية وصناعية مدمرة، وهو الاتفاق الذي يجب التوقيع عليه بين 20 و24 يونيو/ حزيران الحالي".
والتقى كيري في كوبنهاغن رئيس الوزراء لارس لوكا راسموسن ووزير خارجتيه كريستيان يانسن لبحث الأمور السياسية المتعلقة بقضايا سورية وأوكرانيا. وفي رد على سؤال لـ"العربي الجديد" حول تصريحاته الأخيرة بشأن الموقف الروسي من سورية أجاب جون كيري باختصار: "هذا ما سأبحثه مع رئيس الوزراء الدنماركي أيضاً".