جولة ترامب الآسيوية: إجازة من صداع التحقيقات الروسية

04 نوفمبر 2017
ترامب وزوجته ميلانيا لدى وصولهما إلى هاواي(جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -

أفقدت تطورات التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، والاعتداء الإرهابي في نيويورك، جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآسيوية التي بدأت الجمعة، بعضاً من وهجها الإعلامي وأهميتها الاستراتيجية، خصوصاً إزاء الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وتزايد احتمالات وقوع مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية.

وطغت القضايا الداخلية على اهتمامات وسائل الإعلام، وأيضاً على اهتمامات الرئيس الأميركي الذي تجنّب في تغريداته على "تويتر"، خلال اليومين الماضيين، تناول الأزمة مع كوريا الشمالية، وحرص قبل مغادرة واشنطن في رحلته الآسيوية الطويلة، على إعادة التأكيد أن لا اختراق روسياً لحملته الانتخابية.

وأعرب ترامب عن خيبة أمله من السلطات القضائية الأميركية، ومن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، لعدم التحقيق فيما سماه الاختراق الروسي لحملة هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2016.


وبدأ ترامب، الجمعة، أطول جولة آسيوية لرئيس أميركي منذ أكثر من ربع قرن، يتطلّع خلالها للضغط على كوريا الشمالية، وتشمل: اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين، وتستمر حتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وتوجّه ترامب، أمس الجمعة، إلى هاواي حيث التقى بالقوات الأميركية في المحيط الهادي وزار بيرل هاربر.

المرجّح أنّ صورة الرئيس الأميركي الضعيف المثقل بالمشاكل والأزمات السياسية في الداخل، ستطغى على محادثاته في الدول الآسيوية التي تشملها الجولة.

ويرى خبراء أميركيون مختصون بسياسات النظامين الصيني والكوري الشمالي، أنّ الأخيرين، ليسا في وارد تقديم أي تنازلات لإدارة أميركية غارقة في المشاكل الداخلية.

وفيما اعتبر البعض أنّ عدم إجراء كوريا الشمالية، أي تجارب نووية جديدة، خلال الشهرين الماضيين، هو مؤشر على تقدّمٍ ما في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي سبق وأشار إلى وجود قنوات اتصال خلفية بين أميركا وكوريا الشمالية من أجل حل الأزمة بالمفاوضات، نقلت محطة "سي إن إن" عن مراسلها في بيونغ يانغ توقّعه قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة جديدة على صاروخ باليستي عابر للقارات بإمكانه الوصول إلى الأراضي الأميركية، خلال جولة ترامب الآسيوية، وربما لدى وصوله إلى سيول عاصمة كوريا الجنوبية.


ويراهن الرئيس الأميركي، خلال المحادثات التي سيجريها في بكين، على إقناع نظيره الصيني شي جين بينغ، بأهمية إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، وضرورة فرض بكين عقوبات اقتصادية ومالية أكبر على بيونغ يانغ، وإجبارها على تجميد تجاربها النووية والصاروخية التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي.

وفضلاً عن ورقة العلاقات التجارية الأميركية الصينية التي يعتقد ترامب أنّها ستُقنع الصين بالانضمام إلى الجهود الأميركية، في محاصرة نظام كيم جونغ أون، فإنّه حذّر بكين من احتمالات انطلاق سباق للتسلّح النووي في آسيا، في حال امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي.

وخلال الحملة الانتخابية، أعلن ترامب أنّه يؤيّد مساعدة اليابان وكوريا الجنوبية على امتلاك أسلحة نووية أميركية، من أجل الدفاع عن نفسيهما في وجه التهديدات النووية.

ومن وجهة نظر الرئيس الأميركي، فإنّ انتشار السلاح النووي في آسيا لن يكون في صالح الصين وطموحاتها الاقتصادية.

في ردّه على سؤال صحافي حول اللهجة التي سيعتمدها ترامب خلال محادثاته الآسيوية، وما إذا كان سيواصل الحرب الكلامية ضد كيم جونغ أون التي قد تشعل حرباً نووية، قال الجنرال إتس آر ماكماستر مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، إنّ "ترامب سيكون ترامب في آسيا أيضاً".