جهود لـ"تصفير الخلافات" بين قوى المناطق العراقية المحررة

24 مايو 2019
يتشتت البرلمانيون السُنّة بين تحالفي الإصلاح والبناء(Getty)
+ الخط -

تبذل شخصيات سياسية عراقية جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية الممثلة عن المناطق العراقية المحررة شمال وغرب البلاد، والتي شهد أبرز تحالفاتها، "المحور الوطني"، مؤخراً، تصدعاً حاداً حدث نتيجة خلافات عميقة نشبت داخله، بعد تأييد بعض أطراف "المحور" انتخاب محافظ نينوى من تحالف "عطاء" الذي يتزعمه رئيس مليشيا "الحشد الشعبي" فالح الفياض.

وقال قيادي سابق في تحالف "المحور"، إن نوابا ووزراء وقادة "سُنّة"، أجروا خلال اليومين الماضيين، عدداً من الاتصالات، لتقريب وجهات النظر بين المختلفين، عبر تحركات جرت في بغداد والأردن وإربيل، حيث مقر تلك الزعامات.

ولفت المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاتصالات ركزت على ضرورة إقناع الأطراف المختلفة بضرورة الجلوس حول طاولة حوار واحدة، بهدف التوصل الى اتفاق يمكن أن يفضي الى تحالف "سُنّي" واحد، بإمكانه المناورة بشأن حصته المتبقية من الوزارات والمناصب الخاصة.

وأشار القيادي السابق في "التحالف" الى وجود اعتقاد بأن حسم مرشحي وزارتي الدفاع والتربية المخصصتين لـ"السُنّة"، وبقية المناصب العليا والدرجات الخاصة، لا يمكن أن يتم ما لم يكن هناك اتفاق بين جميع الأطراف، مبيناً أن القوى "السٌنّية" تنقسم الآن الى ثلاث جبهات، الأولى بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وأطلقت على نفسها اسم "تحالف القوى العراقية"، والثانية تضم ما تبقى من سياسيين ونواب في تحالف "المحور"، فيما تضم الجبهة الثالثة النواب السابقين والحاليين الذين قرروا التحالف مع النائب عن محافظة نينوى أسامة النجيفي.

في هذه الأثناء، قال عضو البرلمان السابق مشعان الجبوري إنه استقبل في منزله رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ونوابا وسياسيين آخرين، كاتباً عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه "شرفنا الخميس (أمس) الرئيس محمد الحلبوسي، ومعالي الوزراء والنواب قاسم الفهداوي، وسلمان الجميلي، وعادل المحلاوي".

وأضاف الجبوري في منشوره أن الجلسة "اتسمت بالصراحة والعتاب بقدر الأخوة"، متحدثاً عن أن اللقاء "انتهى بالاتفاق على تصفير الخلافات، وبدء صفحة جديدة".


كما ظهر عدد من السياسيين السُنّة في مقطع فيديو، وهم يتناولون الإفطار في "المجمع الفقهي العراقي" بمدينة الأعظمية في بغداد، ومن بينهم النائب أسامة النجيفي، ورئيس المشروع العربي خميس الخنجر، اللذان نشب بينهما خلاف حاد على خلفية تأييد الأخير لانتخاب منصور المرعيد، المدعوم من الفياض، محافظاً لنينوى.

وفي السياق، انتقد عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين، مثنى السامرائي، تشتت البرلمانيين "السُنّة" بين تحالفي "الإصلاح" و"البناء"، مؤكداً في مقابلة تلفزيونية أن هؤلاء النواب أصبحوا كـ"النرد"، كل طرف يلقيه على الآخر.

وبيّن السامرائي أن ما حصل في قضية انتخاب محافظ نينوى، كان عبارة عن صفقة واضحة، مشيراً الى تقديم طعون وشكوى لدى المدعي العام، فضلاً عن إجراءات أخرى، وموضحاً أن الإرادة الخارجية تدخلت في هذا الانتخاب.

يشار الى أن أبرز تحالفات المناطق الشمالية والغربية، "المحور الوطني"، كان قد تفكك نتيجة لانقسام أعضائه بين مؤيد ورافض لانتخاب محافظ نينوى الذي تمّ في 13 من شهر مايو/أيار الحالي.