وقال مصدر في مستشفى الحسين التعليمي، في محافظة المثنى لـ"العربي الجديد"، إنّ "العشرات من جرحى الحشد الشعبي يصلون في كل يوم إلى مستشفيات محافظة المثنى، ومنها مستشفى الحسين"، مبينا أنّ "الطاقة الاستيعابية لمستشفيات المحافظة بدت غير كافية لاستيعابهم، كما أنّ المستشفيات تعاني نقصا كبيرا في المستلزمات والضمادات وغيرها من ضروريات علاج الجرحى".
وأضاف أنّ "دائرة صحة المحافظة خاطبت وزارة الصحة العراقيّة وناشدتها بتقديم المساعدات والدعم لصحة المثنى قبل بدء عمليات الأنبار، لكنّها أهملت تلك المطالب، ولم تتخذ أيّ إجراءات، ولم تضع خطة احترازية لهكذا مواقف".
من جهته، قال عضو مجلس المحافظة، علي الساري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العشرات من أهالي جرحى الحشد الشعبي تظاهروا أمام مستشفى الحسين، مطالبين بتوفير العلاج إلى أبنائهم".
وأكّد أنّ "المتظاهرين حاولوا اقتحام المستشفى، لكنّ القوات الأمنيّة طوقت التظاهرة ومنعتهم من دخول المستشفى، فيما فرقت التظاهرة بالقوة".
وأضاف أنّ "المتظاهرين قدموا ورقة مطالب إلى مجلس المحافظة، من ضمنها توفير العلاج اللازم في المستشفيات العراقية لأبنائهم، ونقل الحالات المستعصية إلى الخارج"، مبينا أنّ "المجلس تعهد لهم باتخاذ الإجراءات اللازمة خلال أسرع وقت، وستتم مخاطبة الجهات المسؤولة بذلك".
اقرأ أيضا: العراق: جرائم المليشيات مستمرة والأمم المتحدة تحذر
بدوره، انتقد عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة المثنى، حسين السماوي، "إهمال الحكومة للجانب الإنساني، وعدم وضع خطة صحية متكاملة قبل البدء بخوض معارك محافظة الأنبار".
وقال السماوي لـ"العربي الجديد" إنّ "من الممكن القول إنّ عدد الجرحى كبير، لكنّ الإهمال الحكومي وعدم الاستعداد اللازم للمعركة هو السبب في معاناة الجرحى وعدم تلقيهم العلاج اللازم"، مشيرا إلى أنّه "كان من المفترض على الحكومة أن تضع خطة متكاملة قبل البدء بخوض المعارك، تشمل كافة الجوانب، ومنها الجانب الصحي، وهو الجانب الأساسي في المعركة".
وأضاف أنّ "إهمال الجرحى سيؤثر سلبا على سير المعارك، من خلال التأثير على معنويات المقاتلين الذين يرون إخوانهم الجرحى يتلوّون من الألم بلا علاج"، داعيا الحكومة إلى "إيجاد حل سريع لهذه الأزمة الإنسانية والبحث عن بدائل، والاستعانة بالمجتمع الدولي لنقل الجرحى وتوفير العلاج اللازم لهم".
يشار إلى أنّ الهجوم على مدينة الفلوجة الذي انطلق فجر الـ13 من يوليو/تموز الجاري، يشارك فيه نحو 12 تشكيلاً برياً وجوياً ونهرياً متفاوتة العدد والقوى، مقابل نحو 3 آلاف مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) موجودين في الفلوجة.
اقرأ أيضا: "داعش" يخترق محافظة ديالى العراقية ويربك خطط معركة الفلوجة