جرائم عراقية تحاكي سيناريوهات الأفلام والمسلسلات

وقال الملازم في شرطة بغداد/ الرصافة، علي فاضل، إن دوريات النجدة عثرت قبل أيام على جثة لشاب في منزل مهجور بمنطقة الطالبية، شرقي بغداد، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن التحقيقات وكاميرات المراقبة ساعدت الشرطة في القبض على الجناة.
وأضاف "بعد القبض على الجناة تبين أنهم من أصدقاء الضحية، وأنهم اختطفوه وطلبوا من أهله فدية مالية مقابل إطلاق سراحه كونه ينتمي إلى عائلة غنية، ولما رفض الأهل دفع الفدية قاموا بقتله كي لا ينكشف أمرهم".
وتابع "من خلال اعتراف القتلة، تبين أنهم قتلوه عن طريق قص أوردة الرسغ، وتركه ينزف حتى الموت"، مبينا أن صغر سن الجناة دفع المحققين إلى الخوض في طريقة القتل، "أكد المتهمون خلال التحقيق أنهم شاهدوا الطريقة في أحد المسلسلات المدبلجة الذي يعرض على قناة فضائية".

" من خلال اعتراف القتلة، تبين أنهم قتلوه عن طريق قص أوردة الرسغ، وتركه ينزف حتى الموت "

وأشار الضابط العراقي إلى أن مراكز الشرطة في العاصمة بغداد تستقبل بين الحين والآخر حالات مماثلة، وأن الشهر الماضي شهد جريمة قتل شاب عن طريق رميه من فوق بناية مرتفعة، وبعد التحقيق تبين أن الجريمة تماثل مشهدا في أحد المسلسلات المدبلجة.

وأكد المحامي أحمد المهنا، أن المحاكم تستقبل شهريا عشرات جرائم القتل التي ينفذ عدد منها اعتمادا على خطط تظهر في أعمال درامية أو تقليدا لمشاهد في مسلسلات، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن التأثر بالمسلسلات والأفلام بدا واضحا خلال التحقيقات.
ولفت إلى أن التحقيق في عدد من القضايا، كجرائم قتل الزوجة لزوجها وتقطيعه ثم دفنه في حديقة المنزل، أو قتل الزوج لزوجته ورميها في النهر، بدأت تتكرر في بغداد ومناطق جنوب العراق، مبينا أن نتائج التحقيق أظهرت في كثير من الأحيان تأثر المجتمع بقصص تلفزيونية.

وأضاف أن "آخر جريمة مرت عليه من هذا النوع، كانت قيام زوجة بفتح أنبوب الغاز في ظل وجود زوجها المسن نائما، ومغادرة منزلها الواقع في محافظة بابل، جنوب بغداد"، مؤكدا أن هذا المشهد تكرر كثيرا في الأفلام والمسلسلات.

وفي السياق، أكد الباحث الاجتماعي واثق صالح، أن انتشار ظاهرة جرائم القتل المخطط لها مسبقا أمر مثير للرعب كونه يتسبب بفقدان المجتمع للضحية والقاتل الذي ستتم معاقبته بالإعدام أو السجن المؤبد، موضحا أن هذا الأمر يتطلب تكثيف برامج التوعية التي غابت عن المجتمع قبل أن يتحول إلى ضحية للعصابات.
وشدد على ضرورة التواصل مع الأسرة والمدرسة والجامعة من أجل تحصين الأطفال والشباب من أفكار الجريمة التي تظهر على شاشات التلفزيون، مضيفا أن "المسلسلات والأفلام تؤثر في الشاب العراقي بسبب غياب الرقابة وضعف تنفيذ القانون".