تصاعد خلال الأيام القليلة الماضية عدد جثث المدنيين، التي وجدت ملقاة في شوارع وأرصفة أحياء الموصل القديمة في الساحل الأيمن، والتي قتل بعض أصحابها على يد عناصر تنظيم "داعش"، والبعض الآخر جراء القصف العشوائي الذي تنفذه القوات العراقية على الأحياء غير المحررة.
وأفاد مصدر طبي في المستشفيات الميدانية بالجانب الأيمن للموصل، اليوم الثلاثاء، "العربي الجديد"، باستقبال أكثر من 30 جثة لمدنيين خلال الـ72 ساعة الماضية، لافتاً إلى أن القوات العراقية عثرت على هذه الجثث أثناء تجوالها في الجزء المحرر من حي الزنجيلي بالمدينة القديمة.
وأشار إلى أن هذا العدد يضاف إلى عشرات الجثث الأخرى التي استلمتها المستشفيات الميدانية خلال الأسبوع الماضي، مبيناً أن بعض الجثث عليها أثار إطلاق نار من مسافات قريبة، والبعض الآخر فارق الحياة بسبب إصابته بشظايا القصف الجوي والمدفعي العراقي.
في السياق ذاته، أكّد محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، في بيان، وجود نكبة في حي الزنجيلي في الجانب الأيمن للموصل، مضيفاً "مهما فقدت الموصل من ضحايا، وتراكمت جثث شهدائها، ومهما تهدمت دور هذه المدينة العريقة بأهلها وحضارتها، فإن الأمل بالله أكبر من هذا الدمار، وستنهض الموصل قريباً بسواعد أبنائها القادرين على إعادة بنائها". وتابع "ستعود الحياة للزنجيلي بعد أسابيع من نكبتها".
وانتقد الناشط في مجال حقوق الإنسان عماد الحمداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، صمت الحكومة العراقية عن المجازر التي ترتكب في الموصل على يد القوات العراقية وتنظيم "داعش"، مشيراً إلى سقوط ضحايا من المدنيين بشكل شبه يومي في الجانب الأيمن للموصل.
ولفت إلى أن غالبية الضحايا سقطوا في حي الزنجيلي الذي يشهد معارك عنيفة وقصفاً عنيفاً تنفذه القوات العراقية، مضيفاً أن "المدنيين يقتلون بالقصف العشوائي، وببنادق داعش الذي يطلق النار على كل من يحاول مغادرة المناطق التي لا تزال تحت سيطرته".
من جهته، كشف مرصد الحريات للدفاع عن المرأة المعنفة عن قيام تنظيم "داعش" بقتل مدنيين في حي الزنجيلي، مبيناً أن التنظيم استخدم المدنيين كدروع بشرية.
ودعا المرصد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التعاون مع القوات العراقية للدخول إلى المناطق المحررة الأخرى لإجلاء جثث القتلى وتقديم المساعدة للأسر التي كانت محتجزة لدى تنظيم "داعش".