يحتفل التونسيون، اليوم الإثنين، بمرور ثماني سنوات على نجاح ثورتهم، احتفال ثانٍ بعد ذكرى 17 ديسمبر/ كانون الأول التي أطلقت شرارة الثورة، يوم أقدم الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه أمام محافظة سيدي بوزيد، وسط تونس، ليغيّر تاريخ البلاد وما أبعد منها، ولتبقى حركته اليائسة رمزاً لانتفاضة شعوب لا تزال حية إلى اليوم، مثلما يحدث في السودان، حيث يرفع الشعار ذاته "الشعب يريد إسقاط النظام".
ويبدو المسؤولون التونسيون على كثير من الارتباك بشأن عيد الثورة، وإن كان في 17 ديسمبر أو 14 يناير/كانون الثاني عندما سقط النظام وبدأت تونس رحلتها الجديدة، على الرغم من أنه جرى في البداية شبه اتفاق على التاريخ الثاني وتحوّل إلى يوم عطلة رسمية في تونس، ولكن سيدي بوزيد رفضت واستمرت طيلة السنوات الماضية على موقفها متمسكة بتاريخها وفارضة على الجميع أن يبقى ذلك الحدث راسخاً لا يُسمح بتهميشه.
وتعكس هذه الحالة بالتدقيق وضع البلاد اليوم بعد ثماني سنوات على الثورة، فالعاصمة المركز قطفت ثمار الثورة التي بدأت في سيدي بوزيد ثم القصرين وغيرها من محافظات الداخل وعلى الأطراف، لتُكلل يوم 14 يناير بذلك التجمّع التاريخي أمام وزارة الداخلية وانتهاء حقبة من تاريخ تونس وبداية أخرى. ولكن المناطق الفقيرة والمهمّشة تصر على حقها في صناعة الثورة التونسية، وتقف بالمرصاد للمركز وكأنها تريد قلب المعادلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي بقيت راسخة لعقود من الزمن في الخيارات التونسية، والتي تُركّز الحكم في العاصمة وكبرى المدن وتُهمّش الأطراف وكأنها مجرد مكمّل مهمته الوحيدة استخراج الثروات وتوزيعها على الآخرين.
وتنجح سيدي بوزيد والقصرين وغيرها من المدن في تخليد ذكرى سقوط شهدائها، ولكنها تكاد تحتفل به وحيدة، بلا مسؤولين ومن دون حضور رموز الدولة الذين قرروا فجأة عدم المشاركة في هذه الاحتفالات ومن دون إعلام مسبق. ويعتقد الأهالي هناك أن هؤلاء أصبحوا يخافون الذهاب إلى سيدي بوزيد تهرباً من سؤال ماذا فعلتم وماذا أنجزتم من وعود. ولكن الشباب الذي فجّر الثورة لا يزال متفائلاً وحاملاً لآماله في تغيير وجه البلد، على الرغم من كل الإخفاقات والعقبات.
ويبدو المسؤولون التونسيون على كثير من الارتباك بشأن عيد الثورة، وإن كان في 17 ديسمبر أو 14 يناير/كانون الثاني عندما سقط النظام وبدأت تونس رحلتها الجديدة، على الرغم من أنه جرى في البداية شبه اتفاق على التاريخ الثاني وتحوّل إلى يوم عطلة رسمية في تونس، ولكن سيدي بوزيد رفضت واستمرت طيلة السنوات الماضية على موقفها متمسكة بتاريخها وفارضة على الجميع أن يبقى ذلك الحدث راسخاً لا يُسمح بتهميشه.
وتعكس هذه الحالة بالتدقيق وضع البلاد اليوم بعد ثماني سنوات على الثورة، فالعاصمة المركز قطفت ثمار الثورة التي بدأت في سيدي بوزيد ثم القصرين وغيرها من محافظات الداخل وعلى الأطراف، لتُكلل يوم 14 يناير بذلك التجمّع التاريخي أمام وزارة الداخلية وانتهاء حقبة من تاريخ تونس وبداية أخرى. ولكن المناطق الفقيرة والمهمّشة تصر على حقها في صناعة الثورة التونسية، وتقف بالمرصاد للمركز وكأنها تريد قلب المعادلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي بقيت راسخة لعقود من الزمن في الخيارات التونسية، والتي تُركّز الحكم في العاصمة وكبرى المدن وتُهمّش الأطراف وكأنها مجرد مكمّل مهمته الوحيدة استخراج الثروات وتوزيعها على الآخرين.
وتنجح سيدي بوزيد والقصرين وغيرها من المدن في تخليد ذكرى سقوط شهدائها، ولكنها تكاد تحتفل به وحيدة، بلا مسؤولين ومن دون حضور رموز الدولة الذين قرروا فجأة عدم المشاركة في هذه الاحتفالات ومن دون إعلام مسبق. ويعتقد الأهالي هناك أن هؤلاء أصبحوا يخافون الذهاب إلى سيدي بوزيد تهرباً من سؤال ماذا فعلتم وماذا أنجزتم من وعود. ولكن الشباب الذي فجّر الثورة لا يزال متفائلاً وحاملاً لآماله في تغيير وجه البلد، على الرغم من كل الإخفاقات والعقبات.