قتل أكثر من 20 من عناصر الأمن وأصيب عشرات آخرون بجراح، ليل أمس الثلاثاء، جراء هجومين كبيرين لمسلحين في شمال غرب باكستان. يأتي ذلك بينما أعلنت الحكومة الباكستانية عن شنّ عملية عسكرية موسعة ضد الجماعات المسلحة في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد.
وقالت الشرطة المحلية في منطقة بنو بإقليم خيبربختونخوا شمال غربي باكستان إنّ "هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مركزاً أمنياً في منطقة جاني خيل وسط مدينة بنو، ما أدى إلى مقتل 12 من عناصر الأمن". كما أصيب عدد آخر بجراح بعضهم في حالة خطرة.
كما أكد بيان الشرطة أنه بعد الهجوم الانتحاري تحصن مسلحون داخل المركز واشتبكوا لساعات طويلة مع قوات الأمن. فيما أكدت مصادر محلية عن شهود عيان أن اشتباكات عنيفة استمرت بين المسلحين وبين قوات الأمن لساعات طويلة خلال الليل الفائت.
وتبنت حركة طالبان فرع حافظ كل بهادر مسؤولية الهجوم. وقالت في بيان، إنّ "مهاجماً انتحارياً (سماه البيان الفدائي) قد استهدف بسيارته المركز الأمني المسمى بمركز مالي خيل، والذي تحصنت فيه قوات الجيش". وأضاف البيان أنه بعد الهجوم الانتحاري "تمكّن مسلحو الحركة من الدخول إلى داخل المركز والاستيلاء عليه بشكل كامل، وقتل كل من كان بداخله، وهم 23 من عناصر الجيش"، موضحاً أنّ "جميع المسلحين انسحبوا من موقع الهجوم سالمين، ولم يصابوا بأي أذى سوى الانتحاري الأول الذي قاد السيارة المفخخة".
وفي حدث ثان قتل عشرة من عناصر الأمن في هجوم لمسلحين على مركز أمني آخر في منطقة وادي تيراه بمقاطعة خيبر القبلية المحاذية للحدود الأفغانية. وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إنّ هجوماً كبيراً شنه المسلحون على مركز للجيش في منطقة وادي تيراه، مساء الثلاثاء، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ما أدى إلى مقتل عشرة من عناصر الجيش وإصابة آخرين.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين استمرت بين قوات الأمن والمسلحين لوقت متأخر يوم الثلاثاء، وأن حالة من الذعر تخيم على المنطقة. كما ذكرت المصادر أنه إثر سقوط صواريخ وقذائف على سوق محلي انهار عدد كبير من المحلات التجارية في السوق.
ولم يعلق الجيش الباكستاني على الحادثين حتى الآن، فيما أعلنت الحكومة الباكستانية شنّ عملية عسكرية كبيرة ضد المسلحين في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وقالت الحكومة، في بيان لها، إن القرار جاء في اجتماع لمجلس الأمن الوطني، مساء أمس، في إسلام أباد، وإن الهدف من تلك العملية "هو القضاء على الجماعات التي تربك أمن الإقليم وتستهدف المشاريع التنموية".