تونس: وفد حكومي مصغّر لامتصاص غضب أهالي فرنانة

18 سبتمبر 2016
أهالي المنطقة انتظروا وفداً أكبر على رأسه الشاهد(فتحي بلعيد/Getty)
+ الخط -
على أثر تنامي الاحتجاجات بمعتمدية فرنانة، بمحافظة جندوبة غرب تونس، انتظم، اليوم الأحد، مجلس وزاري مصغّر بحضور أربعة من أعضاء الحكومة، وهم وزراء الفلاحة، سمير بالطيب، والشؤون المحلية والبيئة، رياض الموخر، والوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس نواب الشعب، إياد الدهماني، وكاتب الدولة للفلاحة، عبد الله الرابحي، للنظر في أهم مطالب الجهة ومشاغلها.


و في تصريح لـ"العربي الجديد"، قال النائب عن محافظة جندوبة، فيصل التبيني، إن "الوفد الحكومي الذي وصل جندوبة ليس في مستوى الاحتجاجات التي عاشتها المنطقة ومطالبها"، مضيفاً أنهم "انتظروا وفداً أكبر، على رأسه رئيس الحكومة، يوسف الشاهد".


واعتبر التبيني، في السياق ذاته، أن الوزراء الحاضرين هم من الوزراء الجدد، ولا يوجد من يمثل "نداء تونس"، ولا "النهضة "، العمود الفقري للحكومة، مضيفاً أنه "كان من الأجدر حضور وزير التنمية، ووزير التشغيل، ووزير الصحة، وأيضاً السياحة، للنظر في مشاغل المنطقة الحقيقية، معللاً ذلك بأن الوزراء الحاضرين لا يستطيعون أخذ قرارات عاجلة وهامة".

وحذر التبيني الحكومة من أن تكون هذه الزيارة لمجرد امتصاص غضب أهالي فرنانة، مضيفاً بأنهم "مخطئون لأن الاحتجاجات لن تتوقف بمجرد زيارة يتيمة".


ومن جهتها، رأت النائبة عن حركة النهضة، سناء مرسني، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن عقد مجلس وزاري مضيق بجندوبة قرار صائب يساهم في امتصاص غضب الأهالي المحتجين في فرنانة.


وأضافت المرسني، والتي كانت حاضرة في عين المكان بجندوبة، أن الوفد الوزاري، خلال هذه الزيارة، سيتخذ إجراءات عاجلة، كالتحقيق في ملابسات حرق الشاب لنفسه، وأيضاً تفعيل قرارات سابقة، كالتحقيق في تعطيلات بعث المنطقة الصناعية وأيضا التسريع في فتح فروع للإدارات الجهوية بفرنانة، مضيفة أنه خلال الجلسة مع الوالي الجديد بالمنطقة سيتم أخذ قرارات محلية تهمّ الولاية.


وبخصوص عدم حضور وزراء ممثلين عن حركتي "النهضة" و"نداء تونس"؛ قالت مرسني إن الحكومة تمثل نفسها، ولا تمثل الأحزاب، مضيفة أنه لا يهم من حضر، ولكن الأهم هو أن هذا الوفد سيتخذ قرارات عاجلة، وأنهم سيقومون بإيصال أهم احتياجات المنطقة لرئاسة الحكومة.

وجدير بالذكر أن الاحتجاجات، والتي شهدتها مدينة فرنانة، اندلعت بعد إقدام الشاب وسام نصري على إضرام النار في جسده يوم 7 سبتمبر/أيلول الماضي، وقد توفى يوم الأحد الماضي بمستشفى الإصابات والحروق البليغة متأثراً بحروقه.


وعلّق عدنان الزوابي، (وهو شاب جامعي عاطل عن العمل، ينتظر منذ سنوات الموافقة على تركيز مشروع خاص به، وصديق لوسام نصري)، بالقول: "بصراحة لا ننتظر الكثير، خاصة أن العديد من الجهات في تونس تنتظر قطار التنمية الذي لم يصل رغم مرور سنوات على الثورة".


وأضاف عدنان أنه يدعو الحكومة إلى تشجيع المبادرات الحرة في بعث المشاريع الصغرى من خلال التسهيل في الوثائق التي تعيق الشباب في إرساء مشاريعهم.


وفي المقابل، عبر عدد من أهالي فرنانة، أول أمس، عن سعادتهم بإقالة عدد من المسؤولين في مدينتهم وفي المحافظة، معتبرين أنها بداية حل الأزمة.

المساهمون