يبدو أن تفاعلات تغطية قناة "الجزيرة" للأحداث التي عاشتها منطقة بنقردان، على الحدود التونسية الليبية، لم تتوقف بعد، إذ طالب عدد من التونسيين، من إعلاميين وقيادات نقابية وناشطين إلكترونيين، بإغلاق مكتب "الجزيرة" لأنها لم تصف من قاموا بعملية بنقردان بالإرهابيين، واكتفت بوصفهم بالمسلحين.
ومن المواقف اللافتة فى هذا المجال، دعوة بلقاسم العياري، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، إلى إغلاق مكتب القناة، الأمر الذي استوجب تدخل مدير مكتب "الجزيرة" في تونس، لطفي الحاجي، الذي عبّر في تصريح إذاعي عن استغرابه لما صدر عن العياري، وقال:
"من مهام اتحاد الشغل الدفاع عن العمال، وليس إغلاق مقرات القنوات الفضائية"، موضحاً أن قناة الجزيرة في تونس "تشغّل 20 صحافياً، تدفع رواتبهم والضرائب بشكل منتظم، وأن الاتحاد يريد إغلاق وسائل الإعلام الحرة، بدل الدفاع عن حقها في العمل".
الجدل حول مكتب قناة "الجزيرة" تواصل على مواقع التواصل، فتباينت الآراء حوله، البعض استغرب هذه الحملة، ومنهم وجدي الهاني، الذي قال "هل أن المؤاخذة على الجزيرة أنها لم تسم العملية عملا إرهابيا؟ السي أن أن والبي بي سي دعت من نفذوا عملية بنقردان بالمقاتلين ووضعت كلمة إرهابي وهجمات إرهابية بين ظفرين. يعني وكالات الأنباء الأجنبية متحفظة على كلمة عمل إرهابي".
فى المقابل، قال الإعلامي التونسي زياد الهاني إن "غلق مكتب قناة الجزيرة بتونس أصبح قضية أمن قومي، والقادم أخطر بكثير". وقد حذّر بعض الحقوقيين والإعلاميين من أن يكون إغلاق مكتب "الجزيرة"، إنْ حصل، عودة إلى مربّع الاستبداد والسيطرة على الإعلام بعد أن عرف حيّزا من الحرية بعد الثورة التونسية.
هذا الجدل حول قناة "الجزيرة" وتغطيتها لأحداث بنقردان، وصل إلى الإدارة العامة للقناة في قطر، فكتب مديرها ياسر أبوهلالة على "فيسبوك": "لا يغيب عن ذاكرتي مشهد أعلام الجزيرة مرفوعة في مهرجانات الثورة، أثناء تغطيتي لتونس بعد انتصار ثورة الياسمين، ولا أنسى عتاب شباب القصبة لي "نحن أولاد الجزيرة". أتذكر ذلك وأنا أتابع العتب على الجزيرة بسبب تعليق زميلة على صفحتها على فيسبوك جانبت فيه الصواب".
Facebook Post |
وأضاف "تحوّل العتب إلى غضب، وهذا من حق المشاهد التونسي علينا. غير أن الأمر تحول إلى حملات منظمة ضد الجزيرة، وهي حملات لم تتوقف بسبب وبدون سبب. أود هنا أن أؤكد على التضامن مع الشعب التونسي بعامة وضحايا الإرهاب بخاصة وحرصها على أمنه وسلامته".
أما عن ما كتبته الإعلامية فاطمة التريكي، العاملة بقناة "الجزيرة"، على صفحتها، عن الجيش التونسي، فقال "ما ينشر في الحسابات الشخصية على منصات التواصل لا يعبّر عن موقف القناة، لكن القناة وفق لوائحها تحاسب كل موظف على ما يكتب في حسابه، سواء كان إساءة مباشرة لطرف أو ما يفهم منه إساءة".
اقرأ أيضاً: "سيلفي جثث الإرهابيين" يحرج المؤسسة العسكرية التونسية