قررت السلطات الصحية في تونس خفض نسبة الملح في الخبز حماية لصحة المواطنين. وبعد نقاش دام سنوات وتجربة الفكرة في بعض المناطق، خلُصت السلطات الصحية إلى ضرورة تعميم التجربة على كامل أرجاء البلاد.
وسبق لوزارة التجارة التونسية أن أعلنت منذ أسابيع عن انخراطها في المبادرة الرامية إلى تخفيض نسبة الملح في الخبز، بالاتفاق مع وزارة الصحة وممثلين عن الغرفة الوطنية للمخابز، وأطباء ممثلي جمعية أمراض القلب والشرايين.
وأكدت ضرورة أن تتحول هذه المبادرة إلى خطة وطنية لخفض الملح في الخبز، إلى جانب توحيد الجهود مع قطاع الصناعات الغذائية من أجل تخفيض تدريجي لمحتوى الصوديوم في الأغذية المصنعة، وفق بيان للوزارة.
وأوضحت الوزارة أنها ستبدأ بتطبيق المرحلة الأولى من هذا البرنامج بالتعاون مع الغرفة الوطنية للمخابز ووزارة الصحة ومكونات المجتمع المدني، من خلال إسناد علامة خاصة للمخابز التي ستنخرط في هذه الخطة، ورفع مستوى الوعي لدى المستهلك من خلال حملة إعلامية متعددة المراحل.
وذكرت العضوة في الاستراتيجية الوطنية للوقاية من السمنة، الدكتورة ليلى علوان، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الانطلاق في تونس في تخفيض نسبة الملح من الخبز سيكون تدريجياً بنسبة 10 بالمائة كل ستة أشهر، على أن تصل النسبة إلى 40 بالمائة في غضون سنتين.
وقالت علوان إنّ البرنامج بدأ منذ عام 2014 في محافظة بنزرت شمال تونس، وسيتم العمل على تعميمه تدريجيا في بقية المحافظات، مشيرة إلى أن لقاءً جمعهم أمس الاثنين بوزيري الصحة والتجارة والغرفة الوطنية لأرباب المخابز، وخلص إلى الاتفاق على تعميم البرنامج الرامي إلى الحد من الملح في الخبز، وتخفيض النسبة من 1.8 غرام إلى 1.6 غرام في كل 100 غرام من الخبز في المرحلة الأولى.
وأوضحت أن التخفيض التدريجي لا يُشعر المواطن بتغير مذاق الخبز، لأنه تدريجي ويستمر حتى الوصول إلى تقليص الملح بنسبة 40 بالمائة. وبيّنت علوان أن آراء المستهلكين ستؤخذ بعين الاعتبار بعد التغيير، وسيقاس مدى تفاعلهم مع البرنامج حفاظاً على صحتهم، مشيرة إلى أن بعض المحافظات وصلت إلى نسبة 30 و40 بالمائة من تخفيض الملح في خبزها، وإن المواطن لم يلحظ الفرق.
وأضافت أن القانون في تونس يسمح بتخفيض 10 بالمائة كل 6 أشهر إلى حين بلوغ الهدف المنشود، مضيفة أنّ تخفيض 3 غرامات من استهلاك الملح في الخبز سيخفض 30 بالمائة من خطر الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب والشرايين والسمنة.
وتؤكد دراسات عدة خاصة بأمراض القلب والشرايين على الآثار السلبية للملح، من بينها ارتفاع الضغط وأمراض القلب وزيادة احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية. ويتراوح معدل الاستهلاك الطبيعي للملح بين 5 و6 غرامات في اليوم، في حين أن التونسي يستهلك كميات تتراوح بين 13 و14 غراماً يوميا، ما يعتبره الأطباء مؤشرا مفزعا خاصة مع تصنيف تونس ضمن مجموعة الدول المستهلكة للخبز.
وتشير الدراسات إلى أن الخبز في تونس يحوي نسبة 20 بالمائة من الملح الذي يستهلكه التونسي يومياً أي ضعف الكمية المطلوبة، فضلا عن وجوده بكميات كبيرة في مختلف الأطعمة الأخرى.