تونس تحبط مخططاً إرهابياً ورئيسها سعيّد يؤكد الجهوزية للتصدي للمؤامرات

22 يوليو 2020
خططت خلية للاعتداء على المنشآت والدّوريات الأمنيّة (Getty)
+ الخط -

تمكنت مصالح مكافحة الإرهاب في تونس، اليوم الأربعاء، من الكشف عن خلية إرهابية في محافظة سوسة، كما نجحت في إحباط مخطط إرهابي، مساء الإثنين. في وقت أكد فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد، فجر اليوم، رفع درجات اليقظة، والتصدي لكلّ من تجاوز القانون وخرج عن الشرعية.

وأعلنت وزارة الداخلية "تمكّن الوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني وبالتّنسيق مع مصلحة التوقي من الإرهاب بإقليم الحرس الوطني في سوسة، من الكشف عن خلية تكفيرية مكونة من خمسة عناصر، من بينهم امرأة (متزوّجة على خلاف الصّيغ القانونيّة بأحد عناصرها الذين يلقّبونه بأمير الخليّة) تنشط بين محافظات سوسة والقصرين وقابس"، وفق بلاغ لوزارة الداخلية. وأضافت الداخلية أن "عناصر الخلية التكفيرية خططت للاعتداء على المنشآت والدّوريات الأمنيّة، بعد أن فشل البعض منهم في الالتحاق بالعناصر الإرهابية المتحصّنة بالجبال، ليشرعوا في تلقّي تكوين في صناعة المتفجّرات بالاستعانة بعناصر إرهابية متواجدة في مناطق النّزاع، مع الإشارة إلى أنّهم قاموا بتكوين مجموعة للتّواصل السرّي والآمن عبر وسائل التّواصل الاجتماعي أطلقوا عليها مجموعة "الذّئاب المنفردة".

وفي السياق، نجحت "مصالح الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظّمة والماسّة بسلامة التّراب الوطني في الإدارة العامّة للمصالح المختصّة للأمن الوطني، بالتّنسيق مع الإدارتين المركزيّتين لمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامّة، بعد عمليّة نوعيّة استباقيّة، من إحباط مخطّط إرهابي، من خلال الكشف عن عنصر تكفيري عمليّاتي (غير مكشوف أمنيّاً)  تابع لما يسمّى بتنظيم "داعش" الإرهابي، كان يخطّط لاستهداف دوريّة أمنيّة في إحدى محافظات الجنوب بواسطة "عبوة ناسفة" (تمّ حجز المستلزمات الأوّليّة لإعدادها)، غير أنّه تمّ إيقافه في الوقت المناسب، بعد نصب كمين محكم له بالتّنسيق مع النّيابة العموميّة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وهو ما حال دون تنفيذ مخطّطاته الإرهابيّة".

تحدّث خبير أمني لـ"العربي الجديد" عن أن المؤسسة الأمنية أصبحت تعتمد الهجوم أكثر من الدفاع في التصدي للإرهاب

وذكرت الداخلية، أمس الأول، أن "عملية استخباراتية مشتركة بين عناصر من الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني وإدارة مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات والأمن للدفاع، أفضت إلى الكشف عن عنصر تكفيري خطير مبايع لما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي".

وقال الخبير الأمني علي الزرمديني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هذه النجاحات في الكشف عن الخلايا النائمة تحسب للمؤسسة الأمنية، التي أصبحت تعتمد الهجوم أكثر من الدفاع في التصدي للإرهاب، مشيراً إلى أنها تعتمد على عقيدة ثابتة في مكافحة الإرهاب، من خلال الاستباق، على الرغم من محدودية الإمكانيات اللوجستية والبشرية حتى مقارنة بدول الجوار".

وبيّن الخبير أن "المؤسسة الأمنية تعتمد على الاستباق من خلال قوة الاستعلام (الاستخبارات) فهو أكثر نجاعة من استعمال الدبابات في محاربة الإرهاب"، على حدّ تعبيره.  ولفت إلى أن "وزارة الداخلية بصدد استرجاع أنفاسها في مجال الاستعلام، لأن مكافحة الارهاب تحتاج عملاً في العمق ومتابعة يومية، لأن الإرهاب يتلوّن ويتجدّد"، منوهاً إلى براعة المحققين التونسيين الذين يتمكنون، من خلال البحث، من كشف مخططات وقضايا جديدة.

وبيّن الخبير أن "الوضع السياسي العام والتجاذبات الحزبية والصراعات، تبعث برسائل مشفرة إلى هذه العناصر لمحاولة ارتكاب أفعال إرهابية أو إجرامية"، مشدداً على أن "السياسيين لديهم ضلع كبير في مستوى الجرائم والإرهاب، لأن الإرهاب يستغل الفوضى الخلاقة وضرب المؤسسات واهتزازها"، على حدّ توصيفه.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي السياق، قام الرئيس التونسي بزيارة فجائية، فجر اليوم، إلى وزارة الداخلية، حيث اجتمع بالوزير هشام المشيشي، وكوادر المؤسسة الأمنية، بعد قيامه في وقت متأخر من الليل، بزيارة تفقدية لمقر قيادة "فيلق 21" من القوات الخاصة العسكرية في مدينة منزل جميل.

وقال سعيّد لوزير الداخلية هشام المشيشي: "نحن في ظروف عادية، ولكن يجب أن نستعد لظروف غير عادية يمكن أن يهيئ لها بعض الأطراف في الداخل"، مشيرا إلى أن "هناك حسابات سياسية ضيقة، وأنتم تعلمون تفاصيلها وما يروم البعض تحقيقه أو لتهيئة إمكانية تحقيقه مستقبلاً". وأكد "تمسكه بالشرعية والقانون، حتى وإن كان القانون أحياناً لا يعبر عن المشروعية الحقيقية"، مشيرا إلى أن هناك احتجاجات تحركها قوى المال، حاولت الزج لإدخال القوات المسلحة في المواجهات، وتحملت القوات الأمنية العبء الأكبر لتفادي ذلك، قائلاً: "لقد كان "كميناً" مرصودا للجيش، وأكدنا على عدم إطلاق أي رصاصة حتى نحبط هذه المؤامرة".

وقال سعيّد لإطارات وزارة الداخلية: "ما زال القليل على الفجر، وسيطلع الفجر في سماء تونس من جديد، وسيتم إفشال الفوضى التي يريدون إدخال البلاد فيها، بإرادتكم وحزمكم، وإرادتنا. ومهما كانت التضحيات، لن نقبل بأن تكون تونس عند الإرهابيين".

وشدد الرئيس التونسي على أن "من يتآمر على تونس من التونسيين سيتحمل المسؤولية كاملة أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ، ولن نقبل بأن يكون هناك عملاء يتعاملون مع الخارج لإدخال تونس في الفوضى، فليس لهم مكان في تونس، ولا تحت الثرى".

وبيّن سعيّد أنه "سيتصل بوزيرة العدل لمتابعة الأموال التي تصرف في غير محلها من أموال  الشعب التونسي"، مشيراً إلى تمسّكه بالقانون بالحرف، وأنه سيعمل على تطبيقه على الجميع.

وأكد الرئيس التونسي أن "زيارته الفجائية في الفجر وفي الهزيع الأخير من الليل إلى وزارة الداخلية والفيلق 21 للقوات الخاصة العسكرية، دليل على أن رئاسة الجمهورية ليست مجرد كرسي، بل إنه سيسهر على تطبيق القانون، فالجميع سواسية أمام القانون ولا أحد فوقه، بداية من رئيس الدولة نفسه".

وخاطب سعيّد القوات الخاصة العسكرية قائلاً: "سنواجه بالقوة وبالضرب على أيدي كلّ من يفكر مجرد التفكير بأي شكل من الأشكال في تجاوز الشرعية من الخارج أو من الداخل"، مشيراً إلى أن "القوات العسكرية المسلحة جاهزة دائماً للتصدي للمؤامرات، فجيشنا الوطني البطل لا يقبل إلا بالانتصار أو بالاستشهاد، ومن يفكر في تجاوز الشرعية سيجد حائطاً تتكسر عليه أضغاث أحلامه.. تونس أمانة سنحافظ عليها في إطار القانون"، على حدّ قوله.

المساهمون