توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي بين لبنان وهولندا

03 مايو 2016
تمّام سلام ومارك روتيه (الأناضول)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتيه، أن لبنان يستضيف من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر في العالم إذا ما قيس الأمر بعدد سكانه، حيث قال: "هناك مليون ونصف مليون لاجئ هنا، وهذا رقم هائل، وخصوصا أن عدد سكان لبنان هو أربعة ملايين نسمة فقط".

خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، عقب توقيع اتفاقية ثلاثية بين مركز تشجيع الاستيراد من البلاد النامية التابع لوزارة التجارة الخارجية والتعاون للتنمية في هولندا، والمؤسسة اللبنانية لتشجيع الاستثمارات "ايدال" واتحاد غرف التجارة والصناعة والتجارة في لبنان، بهدف تشجيع وتطوير حركة تصدير المنتجات اللبنانية، خصوصا المنتجات الزراعية، دعما للتنمية في لبنان.

وأشار روتيه إلى أن "التعامل مع هذا الحجم من النزوح وإيجاد مأوى لكل هؤلاء النازحين يشكلان عبئاً كبيراً على البنى التحتية المحلية، ويولدان حاجيات كثيرة للشعب اللبناني أيضاً".

وأضاف: "إنني أقدر الطريقة التي أعطي بها اللاجئون مأوى مؤقتاً، وأنتم تعملون، على سبيل المثال، على إيجاد أماكن في المدارس اللبنانية لجميع الأطفال غير اللبنانيين البالغ عددهم 550 ألفاً، بحيث يستطيعون الاستمرار في بناء مستقبلهم، رغم أنهم تركوا كل شئ وراءهم عندما اضطروا لمغادرة بلدهم".

وأكّد روتيه أن هولندا تحاول مساعدة لبنان بقدر الإمكان.

وتابع: "لقد ساهمنا منذ عام 2012 بما يقارب 111 مليون يورو في جهود إيواء اللاجئين السوريين في لبنان، كما خصصنا للعامين 2016 و2017 ما مجموعه 260 مليون يورو للدول المستضيفة للنازحين السوريين، وهذا المبلغ يضاف إلى 100 مليون يورو سبق أن خصصت لهذه الغاية للفترة نفسها، وأنفقت على مبادرات تهدف إلى فتح آفاق المستقبل للنازحين وللمجتمعات المضيفة (بنى تحتية وتشغيل) في المنطقة".

ولفت إلى أن هذا الإنفاق الجديد يعني تخصيص 80 مليون يورو إضافية للبنان، مؤكدا أن هولندا تعتبر استقبال النازحين في المنطقة "جزءاً مهماً من مقاربة واسعة ومتكاملة لأزمة النازحين".


كما رأى روتيه أن لبنان يستحق أيضا "الثناء بسبب المهنية التي يظهرها الجيش والقوى الأمنية في المعركة ضد "داعش"، وفي جهود تثبيت الاستقرار الداخلي، ومن الأهمية بمكان أن نواصل تعزيز العلاقات في ما بيننا، وهولندا تدعم لبنان حالياً في موضوع مراقبة الحدود، ونحن نعمل على تقوية العلاقات التجارية".

بدوره، أشار سلام إلى أن الطرفين تبادلا وجهات النظر "حول سبل التصدي للتطرف والإرهاب، ووسائل دعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في المواجهة اليومية التي يخوضها ضد الإرهابيين على الحدود، واغتنمت فرصة هذا اللقاء، لتوجيه الشكر إلى السيد روتيه على المساعدة التي تقدمها بلاده إلى لبنان في ميادين عدة، خاصة في القطاع الزراعي وتصدير المنتجات الزراعية كالبطاطا".

ولفت سلام إلى أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين سوف تمهد الطريق أمام تعاون بين القطاعين الخاص والعام في لبنان وهولندا مع الاستفادة من "التسهيلات والحوافز اللبنانية التي تقدم للمستثمرين المحليين والأجانب من قبل إيدال، ويوفرها قانون تشجيع الاستثمار في لبنان".

من جهته، أكّد رئيس مؤسسة تشجيع الاستثمارات (إيدال)، نبيل عيتاني، أن هذه الاتفاقية "تندرج في إطار المهام المنوطة بالمؤسسة، والتي تتركز على المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، كما أنها تندرج في إطار العمل على تعزيز عملية دخول الأسواق الأوروبية".

وشدد على "ضرورة الاستفادة من اتفاقية تحرير التجارة بين لبنان والاتحاد الأوروبي"، معتبرا أن التوقيع على هذه الاتفاقية "يشكل مدخلاً لتوفير المساندة التقنية حول كيفية دخول أسواق الاتحاد الأوروبي والأسواق الهولندية".

وقال عيتاني إن "الاتحاد الأوروبي من الشركاء التجاريين الأساسيين للبنان، حيث تسجل التجارة البينية معدل نمو سنوي يصل إلى 12.7% منذ عام 2008، لتصل إلى 6.9 مليارات يورو في عام 2014.

ويصدر لبنان 12% من صادراته إلى أوروبا، لكنه يعاني عجزا في تبادله التجاري مع الاتحاد الأوروبي وصل إلى 4 مليارات دولار في عام 2015.

المساهمون