ولد تور خان في مديرية خان آباد بإقليم قندوز شمالي أفغانستان قبل 35 عاماً. كان عمره ثلاث سنوات فقط عندما هاجر والده إلى باكستان بعد أن دمر منزله في المديرية بسبب الحروب العنيفة بين القوات الحكومية والمجاهدين. عاش تور خان طفولته في مخيمات مختلفة. لم يذهب إلى المدرسة، ليس لأنه لم يكن يرغب بذلك أو لأن أسرته ما كانت تريد ذلك، بل لأن التنقل من مكان إلى آخر من جهة، والفقر من جهة ثانية حالا دون ذلك.
يقول تور خان إن "الدراسة كانت حلم والدي وكان دائماً يرغب بتعليم أولاده، سعى لذلك وبذل كل ما كان في وسعه ولكن يده الخالية لم تسعفه بذلك، فبقينا جميعاً، أخوة وأخوات، من دون تعليم". وعندما بلغ الثامنة عشرة توجه إلى مدرسة دينية وكان يرغب في أن يدرس فيها ولكن لأنه كان يعمل في النهار مع والده في مصنع الطوب وكان دوام المدرسة خلال الليل، كان الأمر شاقاً عليه وبالتالي لم يستطع أن يوفق بين الأمرين، فتخلّى عن الفكرة وركّز على عمله فقط.
أمضى الشاب عدة سنوات في العمل الشاق بمصنع الطوب لذلك يعاني الآن من مرض المفاصل وأوجاع في الظهر ولا يستطع أن يمشي مسافات طويلة. يقول تور: "أعاني من آلام حادة في الركبتين وفي الظهر. ذهبت إلى أطباء عدة ولكن بلا جدوى. جميع الأطباء يعطونني الدواء ويوصونني بالاحتياط وتجنب الأعمال الشاقة في المستقبل. ولكن كيف يمكن ذلك لرجل فقير ليس له دخل سوى عمله اليومي؟".
يعمل تور حاليا في سوق الخضار يشتري صباحاً الفواكه التي تأتي من المناطق البعيدة والأقاليم المختلفة ثم يبيعها طيلة النهار للزبائن. يعمل حتى المغرب كي يتمكن من كسب لقمة العيش لأولاده ولكنه في الغالب يتعب من شدة الألم في الرجلين والركبتين فيترك العمل أحياناً قبل العصر ويعود إلى المنزل.
يكسب يومياً ألف روبية تقريباً (نحو ثمانية دولارات) يدفع منها إيجار المنزل وفاتورة الكهرباء. يصرف مما يكسبه على علاج أطفاله الذين يصابون بأمراض مختلفة نظراً لأنهم يعيشون في منزل بلا كهرباء ولا يحميهم من البرد. يدرس الأبناء الأربعة في مدرسة حكومية بالقرب من المنزل. هو يسعى ألا يكون أولاده مثله، أي بلا تعليم. كما يحث أخوته الثلاثة على أن يرسلوا أبناءهم إلى المدرسة.
أما الوالد فيض محمد فقد توفي في ديار الغربة عام 2005، وكان حلمه أن يعيش الأيام الأخيرة من حياته في البلاد وكان أولاده يسعون أن يحقق حلمه ولكن الوضع السيئ في أفغانستان حال دون ذلك. يقول تور خان إن "والدي كان يحلم دائما أن يرجع إلى البلاد وأن يعيش أيامه الأخيرة في أفغانستان، ولكننا بسبب العمل هنا والوضع السيئ هناك لم نتمكن من ذلك".