ورجحت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات، تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن تستمر الجولة السادسة منها مدة ثلاثة أيام فقط، إلا إذا ارتأى الطرفان تمديدها، خاصة إذا ما حصل تقدم كبير في الملفات التي تتم مناقشتها. وتجري هذه الجولة برعاية قطرية، وخلف أبواب مغلقة، في أحد فنادق الدوحة.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد سهيل شاهين، لـ"العربي الجديد"، إن "الجولة الجديدة من المفاوضات تناقش نقطتين، هما انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد دول أخرى".
وأضاف شاهين أن رئيس فريق التفاوض لحركة "طالبان" وجه في اليوم الأول من جولة المفاوضات السادسة، أمس الأربعاء، الشكر لدولة قطر على استضافتها للاجتماعات ودورها البناء في المفاوضات.
وسبق أن جرى الاتفاق على النقطتين في الجولة السابقة من المفاوضات التي جرت في الدوحة في شهر مارس/آذار الماضي، إلا أنه من المفترض أن يجري التفاوض هذه المرة حول تحديد جدول زمني للانسحاب الأميركي وباقي القوات الأجنبية من أفغانستان، والضمانات التي ستقدمها حركة "طالبان" لواشنطن، بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد دول أخرى.
وترفض "طالبان" التفاوض حول وقف إطلاق النار في أفغانستان، قبل التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي حول هاتين القضيتين، كما لا تزال ترفض التواصل مع الحكومة الأفغانية.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الملا عبد الغني برادر، قد التقى في الدوحة، أمس الأربعاء، قبل انطلاق جولة المفاوضات الجديدة، زلماي خليل زاد.
وقالت "طالبان"، في بيان، إن برادر أكد خلال اللقاء على ضرورة الانتهاء من نقطتي جدول الأعمال للاجتماع السابق، وهما "الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، والضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بالآخرين".
ورأت، في البيان نفسه، أن التوصل الى اتفاق نهائي بشأن هاتين النقطتين "سيفتح الطريق لحل الجوانب الأخرى من المشكلة، وأن حركة طالبان لا يمكنها بحث مواضيع أخرى قبل الاتفاق على ذلك"، من دون كشف الرد الأميركي على هذه المطالب.
وانتهت الجولة الخامسة من المفاوضات بين الطرفين، التي استضافتها الدوحة في 12 مارس/آذار الماضي، بتأكيد الطرفين على "إحراز تقدمٍ كبير في المفاوضات بين الطرفين".
وذكرت حركة "طالبان" أن التقدم المحرز في المفاوضات يتعلق بـ"كيفية خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان والفترة الزمنية وآلية خروج هذه القوات، وأيضاً حول كيفية طمأنة الأميركيين وحلفائهم إلى عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدهم".
من جهتها، أشارت وزارة الخارجية الأميركية، في بيانٍ، إلى أن الولايات المتحدة وحركة "طالبان" حققتا "تقدماً ملموساً" في المحادثات.
وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت بالادينو، إن "طالبان وافقت على أن السلام سيتطلب من الجانبين أن يتعاملا بشكل كامل مع أربع قضايا رئيسية، هي ضمانات بشأن مكافحة الإرهاب وانسحاب القوات الأجنبية والحوار بين الأفغان ووقف شامل لإطلاق النار".