تدور خلافات حادة، منذ أمس الإثنين، في أروقة جامعة الدول العربية قبيل انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب عن بعد يوم غد الأربعاء، وذلك على خلفية رفض الإمارات والبحرين مشروع قرار فلسطينياً يرفض الاتفاق الثلاثي الإماراتي الإسرائيلي الأميركي التي أشهرت بموجبه أبوظبي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ما جعل الإمارات تهدد بالانسحاب من اجتماع جامعة الدول العربية.
وقال مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد"، اشترط عدم ذكر اسمه، إن "فلسطين أودعت مشروع قرار لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والذي من المفروض أن تقوم الأخيرة بتعميمه على الدول الأعضاء ويتم نقاشه في الاجتماع على مستوى المندوبين في اجتماع يوم الإثنين لكنها لم تفعل".
وتابع المصدر قائلا: "اليوم الثلاثاء تمت إتاحة المشاورات حول مشروع القرار لكن خارج الإجراءات الرسمية للاجتماعات"، قبل أن يضيف أن "الإمارات قدمت مشروع قرار مضاداً للمشروع الفلسطيني، يتضمن ترحيباً بالاتفاق الثلاثي (التطبيع)، وأن الدول العربية أخذت علما بالاتفاق".
وحسب ما ورد مراسلة "العربي الجديد" من معلومات، فقد طلبت دولة فلسطين إضافة بند إلى جدول الأعمال يبحث تداعيات الاتفاق الثلاثي على القضية الفلسطينية والمبادرة العربية، لكن الإمارات والبحرين رفضتا أن يكون هذا البند على جدول الأعمال. ولم تبد أي دولة عربية تأييدا للطلب الفلسطيني، بل إن المغرب وموريتانيا أيدتا إزالة هذا البند.
وحول مشروع القرار الفلسطيني، أوضح المصدر: "طلبنا أن تقوم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتوزيع مشروع القرار على مختلف المشاركين في الاجتماعات التي تسبق اجتماع جامعة الدول العربية، لكن مكتب الأمانة العامة رفض". وقال إن الرد جاء كالتالي: "نفضل أن يكون مشروع القرار بين الوزراء فقط".
وتابع قائلا: "الغريب أنه لا توجد دولة عربية واحدة عرضت علينا أن ترى مشروع القرار، والمفاجأة أن العديد من الدول العربية تقوم بمناشدتنا منذ يوم أمس، ألا "نقسم جامعة الدول العربية" و "لا تحولوا قضية فلسطين لقضية خلافية مثل ليبيا واليمن"".
وأوضح المصدر ذاته أنه "على ضوء هذه المناشدات فإن دولة فلسطين عدلت من رفض الاتفاق إلى رفضها لكل ما ينتقص من الحقوق الفلسطينية في الاتفاق الثلاثي"، مشيرا إلى أنه "حتى هذا الموقف أصبح محل نقاش".
وأضاف المصدر المسؤول: "لقد أكدت لنا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها لا تريد أن تصدر قراراً يرفض الاتفاق الثلاثي الإماراتي الإسرائيلي الأميركي، لأن هناك دولاً سوف تتبع الإمارات في هذا الاتفاق، ولا نريد أن نقسم الجامعة".
وأمام هذه المعارك الخفية لدولة فلسطين في أروقة جامعة الدول العربية، أضاف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بندا جديدا وطلب التمسك به في المشروع الفلسطيني وهو "إدانة الخروج عن المبادرة العربية".
وقال المصدر: "هناك احتمال ألا تطرح فلسطين مشروع القرار الذي تم تعديله من صيغة رفض الاتفاق الثلاثي إلى رفض أي مضامين في الاتفاق الثلاثي التي تتناقض مع الحقوق الفلسطينية المشروعة والمنصوص عليها في المرجعيات الدولية، وإدانة الخروج عن المبادرة العربية".
وأضاف: "نواجه احتمال ألا يتم طرح مسودة القرار الفلسطيني المعدل أيضا، وحاليا ندرس كل الخيارات بما فيها الانسحاب من اجتماع يوم غد الذي ترأسه فلسطين"، لافتاً إلى أن "الإمارات تطالب بتأجيل الاجتماع إذا لم يتم التوافق على صيغة مشروع القرار الفلسطيني حسب ما تريده من تعديلات".
وختم المصدر المسؤول تصريحه لـ"العربي الجديد" بالقول: "في حال انسحبت فلسطين التي تترأس اجتماع جامعة الدول العربية، فلن تكون هناك جلسة على الأغلب".