تتسارع وتيرة تهجير آلاف المدنيين السوريين من الغوطة الشرقية لدمشق، في مسعى واضح من النظام وحلفائه لإخلاء المنطقة من غالبية أهلها، ضمن مشروع تهجير ديمغرافي كبير هدفه تأمين النظام في دمشق وريفها، فيما لا يزال مصير دوما، كبرى مدن الغوطة، مجهولاً في ظل تصريحات متناقضة بين فصيل "جيش الإسلام" المسيطر على المدينة، وروسيا الساعية إلى إخراج مقاتلي الفصيل من الغوطة على غرار ما فعلته مع فصائل أخرى.
ودخلت حافلات التهجير التابعة للنظام السوري، صباح أمس الإثنين، إلى مدينة عربين في الغوطة الشرقية، تحضيراً لنقل الدفعة الثالثة من المهجرين من مدن القطاع الأوسط، ومنها زملكا، وعربين وعين ترما، ومن حي جوبر الدمشقي إلى شمال البلاد. وأوضح الناشط عمر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القطاع الأوسط يضم أكثر من 120 ألف مدني من أهالي مدن وبلدات المنطقة"، متوقعاً أن "تستمر عملية التهجير على مدار الأسبوع". ووصلت أمس 81 حافلة تقل على متنها 5400 من مقاتلي فصيل "فيلق الرحمن" وعائلاتهم إلى شمال غربي سورية وتحديداً في منطقة قلعة المضيق بريف حماة، بعد خروجهم الأحد من حي جوبر وبلدات عربين وزملكا وعين ترما.
وأعلن "مركز المصالحة الروسي" في سورية عصر أمس أن أكثر من 114 ألف مدني خرجوا من الغوطة عبر "المنافذ الإنسانية" المقامة في المنطقة بإشراف العسكريين الروس. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت خروج نحو 6500 مقاتل من المعارضة السورية مع أفراد عائلاتهم السبت والأحد من مدينة عربين باتجاه الشمال الغربي السوري نتيجة للاتفاق مع "فيلق الرحمن".
ونصّ الاتفاق بين "فيلق الرحمن" والجانب الروسي على البدء الفوري بنقل الحالات المرضية والجرحى إلى مستشفيات العاصمة دمشق أو المستشفيات الميدانية الروسية، عبر الهلال الأحمر، مع ضمانة روسية بعدم ملاحقتهم من قبل النظام. كما نصّ على خروج المقاتلين بالأسلحة الخفيفة مع عائلاتهم، ومن يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، من دون تعرضهم للتفتيش من قبل قوات النظام، ومن يختار البقاء من المقاتلين تضمن روسيا عدم ملاحقتهم من قبل قوات النظام. ونصّ الاتفاق أيضاً على نشر نقاط للشرطة العسكرية الروسية داخل مدن وبلدات الغوطة وحي جوبر الدمشقي.
في غضون ذلك، لا يزال مصير مدينة دوما من دون حل نهائي، إذ لم تثمر مفاوضات يجريها فصيل "جيش الإسلام" مع الجانب الروسي عن اتفاق، في ظل أحاديث عن قرب حسم وضع هذه المدينة التي تؤوي عشرات آلاف المدنيين. ونفى "جيش الإسلام" تصريحات روسية عن موافقة قيادة الفصيل على خروج مقاتليه من الغوطة وترك سلاحهم. وقال المتحدث الرسمي باسم الفصيل حمزة بيرقدار: "ما زالت المفاوضات مستمرة من دون الوصول إلى اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة، ومحاولة الإصرار على التهجير ستكون كارثية".
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت عن هيئة الأركان العامة الروسية أن مسلحي "جيش الإسلام" أعربوا عن جاهزيتهم لتسليم أسلحتهم الثقيلة والخروج من الغوطة. وقال نائب رئيس غرفة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق ستانيسلاف حاجيمحمدوف، أمس، إن "المفاوضات مستمرة بين المسلحين وممثلي مركز المصالحة الروسي في سورية"، معلناً أن "المسلحين مستعدون لنزع أسلحتهم قريباً".
اقــرأ أيضاً
من جهته، كان القيادي وعضو المكتب السياسي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، أعلن في بيان الأحد عقد جولة مفاوضات مع الجانب الروسي حول بنود عدة، لافتاً إلى عقد جلسة جديدة بعد ثلاثة أيام. وأشار علوش، إلى أنّ الحوار تمحور حول "الأوضاع المزرية لمراكز الإيواء التي يحتجز فيها المدنيون الخارجون من الغوطة أخيراً، وتبادل جثث الضحايا من موقوفي عدرا العمالية الذين قضوا تحت القصف". كما لفت إلى أن "الحوار تناول أيضاً، المبادرة المقدمة خلال اللقاء الماضي، إلى جانب السماح للمساعدات بالدخول، والتأكيد على استمرار وقف إطلاق النار طيلة فترة المفاوضات".
وأضاف علوش: "حددت الجولة المقبلة بعد ثلاثة أيام، سيتم خلالها استكمال الحوار حول المبادرة، وطلب الجانب الروسي إعادة النظر في المبادرة وطرح بعض الأسئلة والاستفسارات التي ينتظر الجواب عليها خلال الجولة المقبلة". وأشار إلى "إن جولات المفاوضات التي نخوضها صعبة للغاية، ولا نتوقَّع منها نتائج سريعة"، مضيفاً: "لذلك فإن المرحلة تحتاج منا جميعاً إلى طول النفس والصبر والتماسك وأخذ الحيطة والحذر، والبعد عن تداول المعلومات المغلوطة، والتحليلات الخاطئة".
في السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إن "المفاوضات متواصلة، إلا أنها تأخرت بسبب خلافات داخل فصيل جيش الإسلام"، مشيراً إلى أن قادة الفصيل "منقسمون، وبعضهم يعارض اتفاق الإجلاء".
بينما أكدت مصادر مطلعة أن فصيل "جيش الإسلام" لا يزال يصر على البقاء في مدينة دوما معقله البارز، رافضاً الخروج إلى الشمال السوري. وتدل تصريحات المسؤولين الروس على نيّتهم اخراج مقاتلي "جيش الإسلام" من الغوطة على غرار مقاتلي "فيلق الرحمن" و"أحرار الشام"، في مسعى روسي لإبعاد أي خطر على النظام في العاصمة دمشق.
إلى ذلك، تقوم قوات النظام ومليشيات تتبع لها بأكبر عملية نهب وسرقة (تعفيش) في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد خروج قوات المعارضة منها. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الغوطة "تشهد استمرار عمليات النهب لممتلكات المدنيين المهجَّرين، ومحتويات المرافق العامة والمقرات التي أخليت أو جرى السيطرة عليها". وأضاف: "عمليات النهب التي يقوم بها مسلحون موالون للنظام وعناصر من قوات النظام، لا تزال مستمرة في مدينة حرستا، إذ يقوم منفذو عمليات النهب بنقل كل المسروقات إلى مناطق سيطرة قوات النظام في ضواحي دمشق". كما أكد أن المناطق التي تقدّمت إليها قوات النظام في الغوطة، والتي بقي فيها قرابة 37 ألف مدني، تشهد أيضاً عمليات اعتقال تطاول شباناً يتم اقتيادهم إلى مراكز اعتقال في المنطقة، في نسف واضح لاتفاق "فيلق الرحمن" مع الروس.
على صعيد آخر، يواصل الجيش التركي تطهير مدينة عفرين وريفها في ريف حلب الشمالي الغربي من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الوحدات الكردية قبيل انسحابها السبت ما قبل الماضي. وكان الجيش التركي أعلن أخيراً، السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، بعد السيطرة على مركزها السبت ما قبل الماضي، في سياق عملية "غصن الزيتون"، بالتعاون مع الجيش السوري الحر.
بينما لا يزال مصير منبج محور جدل بين واشنطن وأنقرة. وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحافي أمس، إن وزير الخارجية الأميركية السابق ريكس تيلرسون "عرض علينا خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، أن نعمل معاً لحفظ الأمن في منبج"، مضيفاً: "نحن في تركيا نريد إخراج المنظمات الإرهابية ومستعدون لحفظ الأمن في المنطقة مع أميركا".
وكان أردوغان قد أعلن قبل يومين، أن مدينة تل رفعت شمال سورية ستكون الهدف المقبل لعملية "غصن الزيتون"، من دون تحديد موعد لبدء العمليات العسكرية. وكانت "الوحدات" الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت (شمال حلب بنحو 40 كيلومتراً) وقرى في ريفها، في فبراير/شباط 2016، إبان اندلاع أزمة بين الأتراك والروس، إذ دعمت موسكو، في ذلك الحين، الوحدات الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية. ويُعدّ وضع مدينة تل رفعت وريفها معقداً في ظل وجود نقاط مراقبة روسية في المنطقة، ونزوح عشرات آلاف المدنيين من عفرين إليها، ولكن المعارضة السورية تقول إنها مُصرة على استردادها لإعادة أهلها النازحين منها منذ عامين، والمقدرين بعشرات الآلاف إلى منازلهم.
اقــرأ أيضاً
ودخلت حافلات التهجير التابعة للنظام السوري، صباح أمس الإثنين، إلى مدينة عربين في الغوطة الشرقية، تحضيراً لنقل الدفعة الثالثة من المهجرين من مدن القطاع الأوسط، ومنها زملكا، وعربين وعين ترما، ومن حي جوبر الدمشقي إلى شمال البلاد. وأوضح الناشط عمر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القطاع الأوسط يضم أكثر من 120 ألف مدني من أهالي مدن وبلدات المنطقة"، متوقعاً أن "تستمر عملية التهجير على مدار الأسبوع". ووصلت أمس 81 حافلة تقل على متنها 5400 من مقاتلي فصيل "فيلق الرحمن" وعائلاتهم إلى شمال غربي سورية وتحديداً في منطقة قلعة المضيق بريف حماة، بعد خروجهم الأحد من حي جوبر وبلدات عربين وزملكا وعين ترما.
ونصّ الاتفاق بين "فيلق الرحمن" والجانب الروسي على البدء الفوري بنقل الحالات المرضية والجرحى إلى مستشفيات العاصمة دمشق أو المستشفيات الميدانية الروسية، عبر الهلال الأحمر، مع ضمانة روسية بعدم ملاحقتهم من قبل النظام. كما نصّ على خروج المقاتلين بالأسلحة الخفيفة مع عائلاتهم، ومن يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، من دون تعرضهم للتفتيش من قبل قوات النظام، ومن يختار البقاء من المقاتلين تضمن روسيا عدم ملاحقتهم من قبل قوات النظام. ونصّ الاتفاق أيضاً على نشر نقاط للشرطة العسكرية الروسية داخل مدن وبلدات الغوطة وحي جوبر الدمشقي.
في غضون ذلك، لا يزال مصير مدينة دوما من دون حل نهائي، إذ لم تثمر مفاوضات يجريها فصيل "جيش الإسلام" مع الجانب الروسي عن اتفاق، في ظل أحاديث عن قرب حسم وضع هذه المدينة التي تؤوي عشرات آلاف المدنيين. ونفى "جيش الإسلام" تصريحات روسية عن موافقة قيادة الفصيل على خروج مقاتليه من الغوطة وترك سلاحهم. وقال المتحدث الرسمي باسم الفصيل حمزة بيرقدار: "ما زالت المفاوضات مستمرة من دون الوصول إلى اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة، ومحاولة الإصرار على التهجير ستكون كارثية".
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت عن هيئة الأركان العامة الروسية أن مسلحي "جيش الإسلام" أعربوا عن جاهزيتهم لتسليم أسلحتهم الثقيلة والخروج من الغوطة. وقال نائب رئيس غرفة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق ستانيسلاف حاجيمحمدوف، أمس، إن "المفاوضات مستمرة بين المسلحين وممثلي مركز المصالحة الروسي في سورية"، معلناً أن "المسلحين مستعدون لنزع أسلحتهم قريباً".
من جهته، كان القيادي وعضو المكتب السياسي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، أعلن في بيان الأحد عقد جولة مفاوضات مع الجانب الروسي حول بنود عدة، لافتاً إلى عقد جلسة جديدة بعد ثلاثة أيام. وأشار علوش، إلى أنّ الحوار تمحور حول "الأوضاع المزرية لمراكز الإيواء التي يحتجز فيها المدنيون الخارجون من الغوطة أخيراً، وتبادل جثث الضحايا من موقوفي عدرا العمالية الذين قضوا تحت القصف". كما لفت إلى أن "الحوار تناول أيضاً، المبادرة المقدمة خلال اللقاء الماضي، إلى جانب السماح للمساعدات بالدخول، والتأكيد على استمرار وقف إطلاق النار طيلة فترة المفاوضات".
وأضاف علوش: "حددت الجولة المقبلة بعد ثلاثة أيام، سيتم خلالها استكمال الحوار حول المبادرة، وطلب الجانب الروسي إعادة النظر في المبادرة وطرح بعض الأسئلة والاستفسارات التي ينتظر الجواب عليها خلال الجولة المقبلة". وأشار إلى "إن جولات المفاوضات التي نخوضها صعبة للغاية، ولا نتوقَّع منها نتائج سريعة"، مضيفاً: "لذلك فإن المرحلة تحتاج منا جميعاً إلى طول النفس والصبر والتماسك وأخذ الحيطة والحذر، والبعد عن تداول المعلومات المغلوطة، والتحليلات الخاطئة".
في السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إن "المفاوضات متواصلة، إلا أنها تأخرت بسبب خلافات داخل فصيل جيش الإسلام"، مشيراً إلى أن قادة الفصيل "منقسمون، وبعضهم يعارض اتفاق الإجلاء".
بينما أكدت مصادر مطلعة أن فصيل "جيش الإسلام" لا يزال يصر على البقاء في مدينة دوما معقله البارز، رافضاً الخروج إلى الشمال السوري. وتدل تصريحات المسؤولين الروس على نيّتهم اخراج مقاتلي "جيش الإسلام" من الغوطة على غرار مقاتلي "فيلق الرحمن" و"أحرار الشام"، في مسعى روسي لإبعاد أي خطر على النظام في العاصمة دمشق.
إلى ذلك، تقوم قوات النظام ومليشيات تتبع لها بأكبر عملية نهب وسرقة (تعفيش) في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد خروج قوات المعارضة منها. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الغوطة "تشهد استمرار عمليات النهب لممتلكات المدنيين المهجَّرين، ومحتويات المرافق العامة والمقرات التي أخليت أو جرى السيطرة عليها". وأضاف: "عمليات النهب التي يقوم بها مسلحون موالون للنظام وعناصر من قوات النظام، لا تزال مستمرة في مدينة حرستا، إذ يقوم منفذو عمليات النهب بنقل كل المسروقات إلى مناطق سيطرة قوات النظام في ضواحي دمشق". كما أكد أن المناطق التي تقدّمت إليها قوات النظام في الغوطة، والتي بقي فيها قرابة 37 ألف مدني، تشهد أيضاً عمليات اعتقال تطاول شباناً يتم اقتيادهم إلى مراكز اعتقال في المنطقة، في نسف واضح لاتفاق "فيلق الرحمن" مع الروس.
بينما لا يزال مصير منبج محور جدل بين واشنطن وأنقرة. وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحافي أمس، إن وزير الخارجية الأميركية السابق ريكس تيلرسون "عرض علينا خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، أن نعمل معاً لحفظ الأمن في منبج"، مضيفاً: "نحن في تركيا نريد إخراج المنظمات الإرهابية ومستعدون لحفظ الأمن في المنطقة مع أميركا".
وكان أردوغان قد أعلن قبل يومين، أن مدينة تل رفعت شمال سورية ستكون الهدف المقبل لعملية "غصن الزيتون"، من دون تحديد موعد لبدء العمليات العسكرية. وكانت "الوحدات" الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت (شمال حلب بنحو 40 كيلومتراً) وقرى في ريفها، في فبراير/شباط 2016، إبان اندلاع أزمة بين الأتراك والروس، إذ دعمت موسكو، في ذلك الحين، الوحدات الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية. ويُعدّ وضع مدينة تل رفعت وريفها معقداً في ظل وجود نقاط مراقبة روسية في المنطقة، ونزوح عشرات آلاف المدنيين من عفرين إليها، ولكن المعارضة السورية تقول إنها مُصرة على استردادها لإعادة أهلها النازحين منها منذ عامين، والمقدرين بعشرات الآلاف إلى منازلهم.