تلوّث مياه دجلة والفرات يهدد بتفشي السرطان في العراق

09 فبراير 2019
يهدد التلوث صحة وحياة العراقيين (Getty)
+ الخط -

حذّر مسؤولون في وزارة الصحة العراقية، من خطر تلوّث مياه نهري دجلة والفرات على صحة وحياة العراقيين، لما قد يسببه من أمراض من بينها السرطان. بينما طالب برلمانيون بوقفة جادة لمعالجة هذا الإشكال.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة العراقية، أنّ دوائر الصحة في بغداد والمحافظات سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في الحالات المرضية التي يتسبب فيها تلوث المياه، موضحا لـ"العربي الجديد" أن المخلفات التي تُرمى في نهري دجلة والفرات، وعدم وجود أجهزة تصفية حديثة، كلها عوامل أدت إلى تفشّي هذه الأمراض.

وبيّن أن أمراضاً كالحمى والإسهال والتهاب المسالك البولية والمعدة، تنتشر بكثرة بسبب تلوث المياه، لا سيما في المناطق الريفية التي تشهد قيام نسبة غير قليلة من السكان هناك بشرب الماء من النهر مباشرة، مشيرا إلى وجود تحذيرات من تسبب ذلك في أمراض خطيرة كالسرطان والكوليرا.

وأضاف أنّ "لون الماء تغيّر في بعض المناطق إلى (البيج)، لكثرة ما فيه من مواد ملوثة"، مشددا على ضرورة وجود تنسيق بين الوزارات المعنية لتلافي تداعيات هذا المشكل.

من جهتها، قالت عضوة لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، منال المسلماوي، إنّ نهري دجلة والفرات تحوّلا إلى مصدر رئيس للإصابة بالأمراض السرطانية بمختلف أنواعها، موضحة أن التلوث في النهرين وصل إلى معدلات مرتفعة.

ولفتت إلى أنّ رمي المخلفات الطبية ومياه الصرف الصحي، في نهري دجلة والفرات من دون وجود معالجات، تسبب في ارتفاع نسبة التلوث، مؤكدة، خلال تصريح صحافي، أن نسبة المصابين بالسرطان في العراق وصلت إلى أرقام مخيفة تنذر بكارثة كبيرة على المدى القريب والبعيد، ودعت إلى وقفة جادة وعاجلة لتلافي ذلك.

بدورهم، وجّه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لصمت السلطات العراقية المعنية عن تلوث مياه نهري دجلة والفرات.

ونشر الإعلامي العراقي حسين سعدون، على صفحته في فيسبوك، مقطع فيديو لإناء به ماء ملوث، متسائلا: "هل يجوز أن يُعطى هذا الماء الملوث لإنسان؟"، مطالبا سلطات بغداد بالتدخل.



أما الدكتور محمد العبيدي، المختص بشؤون الصحة والبيئة في جامعة بغداد، فقد وجّه دعوة إلى وسائل الإعلام لنقل معلومات بشأن وجود مواقع وصفها بالخطيرة والمضرّة بالصحة العامة في نهر دجلة، المار عبر العاصمة بغداد. موضحا، في حديث على صفحته بفيسبوك، أن النهر يستقبل المياه الثقيلة للصرف الصحي في مناطق بأطراف بغداد.

وشدّد على ضرورة وجود ثورة إعلامية للتخلص من البؤر الخطيرة التي تهدد البيئة وصحة المواطن، مبينا أن هذا الأمر لا يقتصر على بغداد، بل على امتداد نهر دجلة.

المساهمون