تلفزيون ومسلسلات الويب: نحو الفيديوهات الفيروسية

04 يناير 2018
(جاب آريانز/ NurPhoto)
+ الخط -
جذب تلفزيون الإنترنت، كوسيلة إعلام جديدة، انتباه ملايين المشاهدين. ويأتي ذلك من رغبة صغار المنتجين في إنتاج محتوى من السهل التحكم فيه، ويكون في متناول الجمهور. لكنّ التحوّل الأبرز في الاهتمام، نحو إنتاج فيديوهات فيروسيّة، أي التي تكون الأكثر تداولاً على الإنترنت، بدأ يطغى على الاهتمام بالمحتوى في كثيرٍ من الأحيان، وهو ما يؤثّر أيضاً على المسلسلات والأفلام، وحتى الأخبار.

إنّ شكل المحتوى الذي يتم إنتاجه من أجل قنوات بثٍّ مباشر هو مسلسل يبث على الإنترنت، شبيه بالمسلسلات التلفزيونية. ولكن بالنسبة للوكالات التفاعلية (إنترويب) التي تجذب أعدادًا كبيرة من الجمهور، سواء تعلّق الأمر بالمحتوى الإعلامي مثل برامج الأخبار أو مسلسلات مُشكَّلَة من شخوص خيالية، فإنّ المحتوى مطلوبٌ بإلحاح، ويطوّر شعوراً بالانتماء إلى وسط إنتاج بالنسبة للشبكات الصغيرة الراغبة في أن يُتعرَّفَ عليها في سوق الإنترنت.

على سبيل المثال، عرض صانع الأفلام الفرنسي من أصول جزائرية، جون رشيد، فيلماً قصيراً على قناته في "يوتيوب" بعنوان "يوم من مطر"، يصف فيه رحلة صديقين في الفضاء. ومثّل الدَورَيْن جون رشيد وصديقه رفائيل في فترة التظاهرات الجزائرية من أجل الاستقلال عن فرنسا، تركز الفيلم حول ثيمتي العنصرية والقمع. هذا الفيلم القصير شاهده ما يقرب من مليوني شخص، وتم اعتباره نجاحاً كبيرًا لإنتاج الفيديو على الإنترنت.

ومسلسلات الويب هي محتوى إعلامي ناهض يجب دراسته، بحذر، بسبب تأثيره على الطبيعة المتغيرة للثقافة، مثل ما أتت به أجيال جديدة باستخدام وسائل جديدة ناتجة عن التقدم التكنولوجي. لذا، فإنّ مَشهداً ما يتم تصويره من أجل أن يعبّر الشباب في وسائل الإعلام القائمة، في استجابة لحاجيات منتجين صغار من أجل المساعدة على إرضاء رغبات منتوجات صغيرة وعادلة للثقافة أنتجها الشباب من أجل الشباب، تساعدهم، فقط، في وسائل الإنتاج من قبل احتكار وسائل إعلام بسبب طلب مصادر بديلة للترفيه.

إلا أنّ مسلسلات الويب ذات المحتوى الشعبوي، فهي في الغالب النتيجة لفيديو فيروسي ذي تصور شعبي. والفيديوهات الفيروسية (VIRAL VIDEOS)، (أي الفيديوهات المنتشرة بشكلٍ كبير على مواقع التواصل والأكثر تداولاً) هي اعتراف مرتكز على تأثير نزوع فيديو بدأ على منصات تدفق وسائل إعلام جديدة مثل "يوتيوب"، ثم حصدت ملايين المشاهدات بسبب محتواها الذي يراه الشباب مهما لهم.

ويمكن أن تستوعب تلك الفيديوهات، عموماً، محتوى كوميديا، مثل كلب يتم تحويل نباحه إلى أغانٍ، أو تكون قاطعة للأنفاس مثل فيديوهات الشلالات أو ألعاب باركور، أو مثل فيديوهات فْريد التي كانت السلسلة الأولى من الفيديوهات التي رفعت من شعبية "يوتيوب"، وهي تمثل مراهقاً تحت تأثير أدوية لعلاج اضطراب نقص الانتباه.

تشجع تلك المقاطع، المتفرجين، على التفكير في مسار تحليل من أجل تجميع الطابع الفيروسي للفيديو في فترة قصيرة، والاستفادة من قدرته على إدراك ما يجعله نزوعاً. الكثيرون يُصدرون ردود فعل على هذه الفيديوهات على "يوتيوب"، وقناةُ ردود الفعل الأكثر شعبية كانت Fine Bros Entertainment، وهي منصة لردود الفعل الصادرة من الأطفال والمراهقين والبالغين وحتى كبار السن وأيضا صناع الأفلام.

وتعرض القناة مقاطع إعلانية يابانية، وفيديوهات موسيقية شعبوية أو مقاطع فيديو من إنتاجات ضخمة، من أجل استقبال ردود أفعالها. وتطرح أسئلةً حول طبيعة المحتوى، وتُحاول إيجاد الجواب عند فئات اجتماعية وأفراد مختلفين، في محاولةٍ لمعرفة السبب الذي جعل الفيديو فيروسياً أو رائجاً.

هذا النمط من استخدام مسلسل ويب لمعرفة ردة فعل الجمهور يحظى دائماً بالأهمية، لأنه يجسّد إرادة المجتمع في فهم نفسه من خلال منظور كل جيل، ولكن، وبشكل أهم، إدراك جاذبية الجيل الجديد لهذا النمط من المحتوى.

إنّ إنشاء شكل مسلسل ويب مرتكز على رد الفعل كان مثار نقاش، لأنه يثير أسئلة حول ثيمات المِلكيّة الفكرية للمحتوى الثقافي، ولكن أيضاً قدرة أشخاص آخرين على إعادة إنتاج الشكل الذي شكّل جزءًا من كفاح Fine Bros من أجل وضع براءة اختراع على شكل رد الفعل الذي قامت بإنتاجه. وإذا كانوا قد تراجعوا عن مَطالبهم في تسجيل الاختراع لهذا الشكل، فإن تشريعات "يوتيوب" تتبع الأمر عبر إضافة إجراءات إيقاف الفيديو، وحقوق المؤلّف على القنوات التي تستخدم المحتوى الثقافي من دون موافقة المالك، وأصبحت هذه الإجراءات صارمة، على الرغم من أن الناس يجدون، دوماً، وسائل لتجنّبها، أو إضافة مؤثرات، فقط مقاطع قصيرة. ويوجد مطلب حقوقي يمكنه أن يسمح باستخدام بعض مقاطع المحتوى لبعض الوقت، وهو ما يستخدمه الناس بشكل مُرْضٍ، لأنه ليس من النادر رؤية أناس يضيفون عدّادات وقت إلى فيديوهاتهم من أجل أن يحدّدوا أنهم، وحسب قاعدة الاستخدام، من اليمين على المنصة. ولا يمكن أن يحظى مسلسل الويب المرتكز على "فيديوهات رد الفعل"، بالحماية، لأنه يطرح أسئلة حول حقوق المؤلّف واستخدام المحتوى.



دلالات