تكية الخير: الملابس المستعملة تدثّر فقراء غزّة

19 يناير 2019
مشاكل عدة تعيق العمل (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تصفف المتطوعة نجاح حجاج مجموعة من القطع المتنوعة داخل مقر "تكية الخير" للملابس في مدينة غزة، تحضيراً لعرضها على الأسر الفقيرة التي تزور المكان من أجل أخذ احتياجاتها من الملابس "مجاناً".
ويساعدها زميلها المتطوع محمد أبو وطفة الذي يقوم بالتنسيق مع العائلات والأسر الفقيرة وفق كشوف ومواعيد يومية، كذلك مع الجهات المتبرعة، لاستلام التبرعات، وفرزها، وتجهيزها، بهدف تسهيل عملية اختيار العائلات المعوزة لاحتياجاتها.
ووُلدت لدى مجموعة من المبادرين الفلسطينيين قبل عام فكرة إنشاء "تكية" لتجميع الملابس الفائضة عن حاجة الأسر، وتصفيفها في معرض دائم، تقصده العائلات الفقيرة، لتحصل منه على مرادها، وصارت هذه الفكرة حقيقة على أرض الواقع.
"تكية الخير الدائمة للملابس والأدوات المستعملة"، هو الاسم الذي أطلقه المبادرون الستة على فكرتهم، والتي تمت إقامتها إلى الشمال من مدينة غزة، واستفاد منها نحو 2000 عائلة مستورة على مدار العام المنصرم.
الفكرة الأساسية نبعت عند ملاحظة الفريق حيرة المواطنين في تصريف الملابس الفائضة، فبادر ستة من النشطاء، من أجل إيجاد مكان دائم، ليصبح حلقة الوصل بين المتبرع والمستفيد، حيث يتم تجميع الملابس والأدوات المنزلية، وتصليح ما يمكن تصليحه، وفرزها وفق آلية مرتبة، لتسهيل عملية الاختيار.
ويقوم مبدأ المبادرة الدائمة على ثلاثة بنود أساسية، تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتلخص في "من لديه فائض من ملابس أو أدوات وأجهزة فليتواصل معنا، من يعرف أسراً مستورة بحاجة إلى ملابس (حالتها جيدة جداً) فليتواصل ويترك اسم العائلة ورقم جوالها، من أراد المساهمة المالية لتغطية مكافأة المتطوعين وتكلفة تصليح الأجهزة وإيجار مواصلات جلب الملابس من الناس وكذلك نقل الأجهزة إلى الأسر المستورة".
وتفتتح تكية الملابس والأدوات المستخدمة أبوابها مدة ساعتين يومياً، لاستقبال العائلات المسجلة، كي تحصل على حاجتها، إذ تضم التكية ملابس متنوعة الألوان والأحجام، تغطي حاجة كل أفراد الأسرة، حيث يتم منح كل فرد من أفراد العائلة قطعتَين، بعد إحضار صورة هوية رب الأسرة.



ويقول منسق تكية الملابس والأدوات المستخدمة، المهندس زكي مدوخ، إن الأنشطة الموسمية والمعارض المؤقتة لا تكفي لحاجة آلاف الأسر الفقيرة، ما دفع الفريق إلى التفكير في إيجاد تكية دائمة، تحاول إفادة أكبر قدر ممكن من الأسر.
ويوضح مدوخ لـ"العربي الجديد" أن تنفيذ الفكرة جاء تزامناً مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي، وعدم انتظام الرواتب، مضيفاً: "قمنا بتجميع مبلغ لاستئجار مقر للتكية بشكل شخصي في مدينة غزة".
وتستقبل التكية الناس يومياً، وفق كشوف يتم إعدادها عن طريق الأصدقاء، صفحة "الفيسبوك"، واتصالات الأسر، إلى جانب كشوف المؤسسات التي يتم رفد التكية بها، وفق مدوخ.
من جهتها، تشرح عضو فريق "تكية الخير"، نسرين خليل، العقبات التي تواجه عمل التكية التي تقدم خدماتها منذ 12 شهراً، وتتمثل في إيجار المكان، المصروفات التشغيلية، مكافأة المتطوعين، وعدم انتظام التبرعات.
وتشير خليل، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأوضاع الاقتصادية العامة، وعدم وجود جهة داعمة وممولة، تؤثر بشكل سلبي على سير عمل التكية، مشددة في الوقت ذاته على مواصلة العمل رغم الظروف الحالكة، مبينة أن الفريق يسعى من أجل استمرار عمل التكية، وعدم توقف أنشطتها بفعل الأزمات التي تواجهها.
ويوافقها عضو فريق تكية الخير جهاد مصبح، والذي تمنى استمرار عمل التكية من أجل خدمة أكبر شريحة ممكنة من الأسر الفقيرة، وأن تكون ملجأ للمعوزين، توفر احتياجاتهم على مدار العام، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والمتردية، والتي يعاني منها أهالي قطاع غزة نتيجة عدم انتظام الرواتب، وانقطاع نسبة كبيرة منها، إلى جانب تدهور الحالة الاقتصادية العامة.
ويأمل مصبح انتهاء العقبات التي تواجه عمل التكية، وتحديداً إيجاد مكان دائم، وقدرة على توفير المصروفات التشغيلية، ومكافآت المتطوعين، كذلك أن يتم افتتاح أفرع لها في كل محافظات قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، وذلك لتسهيل القدرة على استلام التبرعات، وتوزيعها بسهولة على الأسر المعوزة.
وأظهرت نتائج مسح أجراه الإحصاء الفلسطيني أن نسبة الفقراء في قطاع غزة وصلت إلى ما يزيد عن نصف السكان، وبلغت 53.0%، بينما بلغت نسبة الفقراء بناءً على خط الفقر المدقع في قطاع غزة 33.8%.
دلالات
المساهمون