تقرير إسرائيلي يحتفي بأيزنكوط: حجّم نفوذ إيران في سورية

04 يناير 2019
احتفاء إسرائيلي بـ"إنجازات" أيزنكوط (توماس كويكس/ فرانس برس)
+ الخط -

كشف تقرير موسع لإجمالي فترة ولاية الجنرال غادي أيزنكوط في رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2015، أن دولة الاحتلال، وخلافا لتصريحات المسؤولين فيها، كانت شريكا في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية، وخاصة في مجال الحرب الاستخباراتية ونقل معلومات مهمة حول قواعد التنظيم.

وقال التقرير إن أيزنكوط تمكن عمليا من إحباط مخططات إيران للتموضع في سورية، مقابل فشله في توفير الشعور بالأمن للمستوطنين في محيط قطاع غزة، وذلك لأنه غيّر من سلّم أولويات جيش الاحتلال في تحديد مكامن الخطر على إسرائيل، فوضع الحرب، أو المواجهة المباشرة مع إيران، في المرتبة الأولى.

وبحسب التقرير الذي وضعه المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، فإنه بمقدور أيزنكوط مع انتهاء العام 2018 أن يسجل في رصيده العسكري انهيار الخطة الإيرانية للتموضع في سورية ومنها الانطلاق في الحرب القادمة على إسرائيل وإن كانت هذه الخطة لم تختف مطلقا، إلا أن التهديد الإيراني للأمن الإسرائيلي بلغ طريقاً مسدوداً يلزم إيران باتخاذ قرارات بشأن مستقبل خططها في هذا السياق. لكن أهم ما يكشفه التقرير المذكور هو أن مشروع مهاجمة أنفاق "حزب الله" الهجومية، والتعامل مع الخطط التي أعلنها الحزب مرارا بشأن الدخول إلى منطقة الجليل، ظلت حتى قبل عام في نظر قائد جيش الاحتلال خططاً منفصلة، وفقط في العام الماضي تم ربطها بالخطة الإيرانية واعتبارها جزءاً من مخططات إيران.

وبحسب فيشمان، فإن أيزنكوط هو أول رئيس أركان لجيش الاحتلال يخوض حربا مباشرة ضد إيران، عبر مواجهة أشكال الخطط الإيرانية المختلفة، بدءا من مهاجمة شحنات السلاح الموجهة إلى "حزب الله" في الأراضي السورية والغارات الكثيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي لهذه الغاية، ناهيك عن مهاجمة قواعد لمليشيات إيرانية في سورية، وعمليات برية واستخباراتية في العمق السوري. ووفقا لفيشمان، فإن طيران الاحتلال نشط في سورية خلال العام 2018 بما يفوق الـ300% من حجم العمليات والغارات التي نفذها خلال العام 2017، علما أن المصادر الإسرائيلية نفسها تحدثت عن أكثر من 300 غارة تقريبا في العامين الأخيرين.

وبحسب الادعاءات لجهة "إنجازات" أيزنكوط في الجبهة ضد إيران، ادعى التقرير أنه لولا نشاط الجيش لكانت سورية تعج اليوم بعشرات القواعد العسكرية الإيرانية التي كان مخططا لها أن تكون مقر نحو 100 ألف متطوع طائفي في سورية، واليوم لم يبق هناك وجود لأي قاعدة بحرية أو جوية إيرانية في سورية، بحسب مضمون التقرير.

ويقول التقرير إن الممر البري لتهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان ثم إلى "حزب الله"، قد تم سده وضربه وإبطاؤه، و"كل هذا لم يكن لينجح، لو لم تتمكن إسرائيل من شراء تذكرة العضوية في التحالف الدولي ضد داعش في سورية". ووفق مضمون التقرير، كان القرار بالانخراط في التحالف الأميركي نتاج إدراك وقرار اتخذه أيزنكوط مع توليه منصبه ما أدى إلى تعاون إسرائيل في الحرب على "داعش"، كي لا تواجه لاحقا صعوبات أو عقبات للعمل بحرية كاملة. وفي هذه النقطة يقر التقرير بأن الادعاءات والبيانات الإسرائيلية الرسمية بأن إسرائيل لا تتدخل في ما يدور في سورية كانت تحمل نصف الحقيقة، ذلك أن "إسرائيل كانت عمليا شريكا في الحرب على داعش، في البعد الاستخباراتي، وبفعل اهتمامها الاستخباراتي بما يحدث في سورية، ونشطت بشكل حر في المناطق التي أقلقتها، أي جنوب السودان، مرة واحدة على الأقل".

ويعترف التقرير بأن إسرائيل "حافظت على نيران خفيفة، وعبر تعتيم إعلامي حتى لا تفسد على الأميركيين التعاون العربي. وتجلت مساهمة إسرائيل في هذه الحرب بآلاف القتلى والجرحى في صفوف عناصر داعش، إذ إن المعلومات التي جمعتها إسرائيل وصلت حتى لدول أقل صداقة معها مثل تركيا، وأنقذت حياة أعداد لا بأس بها من المواطنين".


ويعتبر فيشمان أن "كل هذا جاء نتاج تحديد أيزنكوط أن على الجيش أن يواجه أولا الأقوى بين الأعداء، وهو إيران، على اعتبار أن تموضع الحرس الثوري في سورية هو الخطر الاستراتيجي الأكبر، ثم في المرتبة الثانية حزب الله، فالساحة الفلسطينية، وأخيرا الحرب على داعش".