تقارير إسرائيلية: عباس يقدّم تنازلات فلسطينية لتسهيل إطلاق مبادرة ترامب الإقليمية

09 يونيو 2017
صحف إسرائيلية: عباس مستعد للقاء نتنياهو(Getty)
+ الخط -
ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن قيادة السلطة الفلسطينية على استعداد لتقديم تنازلات أولية بهدف تمكين إطلاق مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإقليمية، وبدء مفاوضات للتوصّل إلى تسوية دائمة.

وفي هذا الإطار، أفادت كل من صحيفة "هآرتس" وموقع "والاه" الإخباري، نقلاً عن وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية، بأنّ المستشار الاقتصادي السابق للرئيس محمود عباس، محمد مصطفى قال في مقابلة مع الوكالة المذكورة، إنّ "الرئيس عباس سيكون مستعداً للتنازل عن شرط تجميد البناء الاستيطاني لتسهيل استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية".

وبحسب التصريحات المنسوبة للمسؤول الفلسطيني السابق، فإن عباس مستعد أيضاً لتخفيف حدة ووتيرة النشاط الدبلوماسي الفلسطيني في المحافل الدولية بشأن مقاضاة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية بتهم "جرائم الحرب".

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن محمد مصطفى قوله: "إننا نعتقد حالياً بأنه من الأفضل لنا جميعاً التركيز على منح فرصة للإدارة الأميركية الجديدة لاستئناف المفاوضات بيننا وبين إسرائيل".

وفي السياق، نشرت صحيفة "هآرتس" أيضاً بعضاً من التصريحات التي يتضمنها خطاب مسجل للرئيس محمود عباس سيبث وسط هذا الأسبوع في مؤتمر سنوي تنظمه الصحيفة العبرية، تحت عنوان "مؤتمر إسرائيل للسلام".

وبحسب "هآرتس"، فإن عباس يدعو في خطابه المسجل، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لعدم إضاعة الفرصة التي يطرحها ترامب لتحقيق سلام دائم. كما يكرر عباس استعداده للقاء نتنياهو والدفع باتجاه خطوات عينية ومحددة للتسوية الدائمة مع الفلسطينيين.

ووفقاً لما تقتبسه الصحيفة من الخطاب، سيقول عباس للمشاركين في المؤتمر الذي سيعقد الاثنين المقبل، "إن الشعب الفلسطيني يتطلع لإقامة دولته على الأراضي التي احتلت عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية، التي ستعيش بأمن وسلام مع دولة إسرائيل. إننا نتطلع أيضاً إلى التوصل لحل لكافة القضايا الجوهرية ولتسوية دائمة وإنهاء هذا النزاع مرة وإلى الأبد، وهو ما سيقود إلى سلام وحياة مشتركة مع كافة شعوب المنطقة، كما جاء في مبادرة السلام العربية التي تدعو أيضاً إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين".


إلى ذلك، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقرّبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على لسان مسؤول فلسطيني، قالت إنّه "مقرّب جداً" من عباس، أنّ تراجع السلطة عن شرط تجميد البناء الاستيطاني، لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، قد جاءء نتيجة لتفاهمات هادئة، تم التوصّل إليها في اتصالات "سرية وحثيثة"، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. 

ووفقاً للمسؤول الفلسطيني، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، اليوم الجمعة، فقد تمّ التوصّل إلى تفاهم مفاده مواصلة إسرائيل للبناء داخل "الكتل الاستيطانية"، ولكن مع تجميد البناء بشكل شبه مطلق خارج هذه الكتل، باسثناء عمليات بناء جارية لوحدات معدودة، وذلك لمنع زرع حقائق على الأرض.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" في هذا السياق، إنّ تصريحات المسؤول الفلسطيني لها، جاءت قبل ساعات من نشر تصريحات مصطفى، في مقابلة "بلومبيرغ"، والتي كشف فيها أنّ السلطة الفلسطينية تنازلت عن الشرط المسبق بتجميدد البناء الاستيطاني، لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.

وفي الوقت عينه، لفتت الصحيفة، إلى أنّ نتنياهو رسم صورة مغايرة لهذه التفاهمات مع السلطة الفلسطينية، خلال لقائه أول من أمس الأربعاء، مع قادة مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وأبلغ نتنياهو قادة المجلس، بحسب ما أفادت "يسرائيل هيوم"، أنّ التغيير الكبير في التفاهمات مع الأميركيين في موضوع المستوطنات، مع دخول إدارة ترامب، يتجلّى في أمرين: الأول؛ هو إلغاء القيود على البناء خارج الكتل الاستيطانية، والثاني؛ هو إلغاء القيود بشأن حجم وعدد وحدات البناء السكنية في المستوطنات.

وأضاف نتنياهو، وفق الصحيفة، أنّه خلافاً للوضع إبّان الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما، فإنّ الوضع الآن هو إتاحة البناء الاستيطاني في كل أنحاء الضفة الغربية، دون أي ذكر لأي قيد أو شرط بشأن البناء في المستوطنات القائمة خارج الكتل الاستيطانية. وأوضح نتنياهو أنّه يسمح الآن بالبناء داخل كافة المستوطنات بغض النظر عن موقعها ومكانها.