عادت الجهود الدولية لتسوية الأزمة الليبية في كواليس مشاورات الإعداد لقمة برلين، إلى التقارب مجدداً بعد محاولة داعمي اللواء المتقاعد خليفة حفتر إرباكها ومحاولة التصعيد، إثر توقيع اتفاق بحري – أمني بين أنقرة وطرابلس.
وأكد دبلوماسي ليبي رفيع لـ "العربي الجديد" أن لقاء الثلاثاء الماضي، وهو اللقاء الرابع بين الفاعلين الدوليين بشأن الإعداد لقمة برلين، ساده نوع من التفاهم والتقارب، واستمرار السعي لوضع حلّ سياسي للأزمة الليبية، على الرغم من الخلاف المصري التركي.
وقال الدبلوماسي إن الجلسة انتهت إلى الاتفاق على ضرورة وقف القتال جنوب طرابلس، ورجوع الأطراف الليبية لطاولة التفاوض، لكن الجلسة لم تبحث آلية وقف إطلاق النار، بسبب اعتراض القاهرة على مطالب أبداها ممثلو بعض الدول لسحب حفتر قواته من جنوب طرابلس، إلى مواقع عسكرية غرب البلاد.
وأكد الدبلوماسي الليبي المطلع بشكل واسع على مجريات اللقاءات الأربعة في برلين، أن واشنطن كانت جادة إلى حدّ بعيد في ما يتعلق بضرورة تطبيق حظر توريد الأسلحة للأطراف الليبية، ووقف القتال، وضرورة العودة إلى المسار السياسي، مشيراً إلى فتور في الموقف الفرنسي الذي كان متحمساً لحماية مشروع حفتر العسكري في السابق.
ودولياً، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، عن تفاؤله بشأن نتائج مؤتمر برلين في قابل الأيام. وقال، في تصريحات صحافية أمام لجنة برلمانية إيطالية مساء أمس الأربعاء، "إننا نأمل أن يسفر عن تحقيق تقدم من أجل معالجة الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا"، مضيفاً: "حقيقة، نحن نتوقع سلوكاً جدياً من جانب الدول التي ستجلس على تلك الطاولة، خصوصاً تلك التي تتدخل في هذا الصراع".
ويبدو أن مسار مجريات التحضير للقمة في برلين بدأ يأخذ منحى الانفتاح على الأطراف الليبية، فخلال رسالة وجهها وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لنظيره في حكومة الوفاق، أمس الأربعاء، قال "إنه يمكن لمؤتمر برلين أن يؤسس لمصالحة ليبية ناجحة، عبر التواصل مع الليبيين وإبلاغهم بمسار المؤتمر ومجرياته"، بحسب مكتب الإعلام لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية، خليفة الحداد، أن التحولات الجديدة في مستجدات مشاورات برلين، بدأت تأخذ منحى تصاعدياً منذ التدخل الروسي في ليبيا، وانتهاء بالتقارب الكبير بين تركيا وحكومة الوفاق، مؤكداً أن "الهدوء الذي يسود مشاورات الإعداد لبرلين جاء نتيجة حسم تلك الخلافات"، مشيراً إلى أن الخلاف المصري التركي القائم لا يشكل عقبة كبيرة بالنسبة للدول الكبرى، سيما في المستوى الأميركي الروسي.
ويرى الحداد في حديثه لـ "العربي الجديد" أن واشنطن هي الفاعل الأساسي بعد أن التفتت الخارجية الأميركية مجدداً للملف الليبي، فهي من تقود في الحقيقة سلسلة التحركات في كواليس برلين نحو فرض حل سياسي.
وعن أهمية الملف الليبي بالنسبة إلى واشنطن، يقول الحداد إنه لا يمثل أولوية كبيرة، لكن ما لفت انتباه واشنطن وأجبرها على التعامل معه، أسباب جديدة منها انخراط روسيا العسكري إلى جانب حفتر، والتقارب التركي مع طرابلس، ما يمكن أن يؤجج الصراع المسلح الذي سيتيح بيئة خصبة لعودة "داعش" وإمكانية بشكل كبير لانتقاله من سورية إلى ليبيا، وهو ملف مهم بالنسبة إلى واشنطن.
ويؤكد الحداد أن اتجاهات تحركات واشنطن لإجبار داعمي حفتر على إطفاء الحرب القائمة جنوب طرابلس، تصبّ بكل تأكيد في هذا الملف، وهو ملف الإرهاب، أهم الملفات بالنسبة لواشنطن.
اقــرأ أيضاً
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أكد خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف، أنّ الحلّ في ليبيا سياسي، وهو وحده الذي سينهي العنف الحالي، مشيراً إلى عدم قدرة أي طرف من أطراف الصراع في ليبيا على حسم الصراع عسكرياً لصالحه.
وفيما أكد بومبيو أهمية التعاون مع موسكو لإنهاء الصراع في البلاد، رفض التعليق على فقدان الطائرة الأميركية المسيّرة فوق العاصمة طرابلس الأسبوع قبل الماضي، والتي رجح "أفريكوم" بأن الدفاعات الروسية الجوية مسؤولة عن إسقاطها، لكنه اكتفى بتذكير نظيره الروسي بقرار مجلس الأمن بشأن حظر توريد الأسلحة لليبيا.
ويرى الحداد هنا في الأمر، تغاضياً أميركياً واضحاً، ورسالة مفادها أن على روسيا أن تتخذ موقفاً واضحاً، وتتوقف عن دعم أطراف الصراع في ليبيا بالسلاح، مؤكداً أن الجانب الروسي بدأ في اتخاذ خيارات جديدة يدل عليها ما أعلنه الكرملين، أمس الاربعاء، عن أنه بدأ اتصالات بجميع القوى السياسية والعسكرية في ليبيا لمعرفة استعدادها لعقد اتفاقات، وإنهاء الأزمة، بعيداً عن الحل العسكري، بل وترحيبه بأي مبادرة في هذا الصدد.
لكنّ ذلك غير كافٍ بالنسبة إلى المحلل السياسي الليبي عبد الحميد المنصوري، الذي يرى أن النجاح السياسي الذي حققته حكومة الوفاق، بالتزامن مع نجاحها في وقف تمدد حفتر باتجاه العاصمة، كان من أسباب رجوع التوافق بين الفاعلين الدوليين في برلين.
ويشرح المنصوري رأيه لـ "العربي الجديد" بالقول إن "الحكومة في طرابلس، بتحالفها مع تركيا، أدخلت على المعادلة الليبية حليفاً فاعلاً في المتوسط، تمكن من ضرب الحلف العربي الموالي لحفتر، بل امتد ليؤثر على الموقف الأوروبي"، مؤكداً أن انخراط أنقرة في الملف الليبي هدّد مشروع حفتر بشكل كبير، وهو ما يعني أنه أصبح طرفاً أساسياً في مشاورات برلين.
اقــرأ أيضاً
وتابع المنصوري بالقول: "لا تجازف دول مثل مصر بالدخول في خلاف جديد مع تركيا يتجاوز الرقعة الليبية، كما أن دولاً مثل الإمارات تلزم الصمت منذ مدة، فضلاً عن أن توقيع تركيا اتفاقاً مع حكومة الوفاق أسقط مشروع سحب الشرعية منها، فقد باتت حليفا استراتيجيا لأنقرة".
وأكد المنصوري نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إقناع الرئيس الروسي بحسب دعمه لحفتر، لما له من علاقات قوية تربطه بموسكو، مستدلاً بتوقف العمليات القتالية جنوب طرابلس، وهو ما يراه مؤشراً على وجود مستجدات في كواليس حلف حفتر الإقليمي والدولي.
وكان الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلادمير بوتين، شددا على ضرورة وقف القتال واستئناف المسار السياسي في ليبيا كحلّ وحيد للأزمة، بحسب ما قاله المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عقب الاتصال الذي جرى بين الرئيسين والذي أكد أردوغان في وقت سابق، أنه سيحاول إقناع بوتين خلاله بإعادة النظر في موقفه الداعم لخليفة حفتر.
ويرى المنصوري أن كلّ ذلك سهّل المهمة على برلين لإنتاج حلّ سياسي وإنهاء القتال، مؤكداً أن الملف الليبي انتقل إلى مرحلة جديدة ينتظر الجميع شكلها الذي ستنتجه قمة برلين، مؤكداً أن ألمانيا ستعلن قريباً عن موعده بعد المستجدات الجديدة على الساحة.
وأكد دبلوماسي ليبي رفيع لـ "العربي الجديد" أن لقاء الثلاثاء الماضي، وهو اللقاء الرابع بين الفاعلين الدوليين بشأن الإعداد لقمة برلين، ساده نوع من التفاهم والتقارب، واستمرار السعي لوضع حلّ سياسي للأزمة الليبية، على الرغم من الخلاف المصري التركي.
وقال الدبلوماسي إن الجلسة انتهت إلى الاتفاق على ضرورة وقف القتال جنوب طرابلس، ورجوع الأطراف الليبية لطاولة التفاوض، لكن الجلسة لم تبحث آلية وقف إطلاق النار، بسبب اعتراض القاهرة على مطالب أبداها ممثلو بعض الدول لسحب حفتر قواته من جنوب طرابلس، إلى مواقع عسكرية غرب البلاد.
وأكد الدبلوماسي الليبي المطلع بشكل واسع على مجريات اللقاءات الأربعة في برلين، أن واشنطن كانت جادة إلى حدّ بعيد في ما يتعلق بضرورة تطبيق حظر توريد الأسلحة للأطراف الليبية، ووقف القتال، وضرورة العودة إلى المسار السياسي، مشيراً إلى فتور في الموقف الفرنسي الذي كان متحمساً لحماية مشروع حفتر العسكري في السابق.
ويبدو أن مسار مجريات التحضير للقمة في برلين بدأ يأخذ منحى الانفتاح على الأطراف الليبية، فخلال رسالة وجهها وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لنظيره في حكومة الوفاق، أمس الأربعاء، قال "إنه يمكن لمؤتمر برلين أن يؤسس لمصالحة ليبية ناجحة، عبر التواصل مع الليبيين وإبلاغهم بمسار المؤتمر ومجرياته"، بحسب مكتب الإعلام لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية، خليفة الحداد، أن التحولات الجديدة في مستجدات مشاورات برلين، بدأت تأخذ منحى تصاعدياً منذ التدخل الروسي في ليبيا، وانتهاء بالتقارب الكبير بين تركيا وحكومة الوفاق، مؤكداً أن "الهدوء الذي يسود مشاورات الإعداد لبرلين جاء نتيجة حسم تلك الخلافات"، مشيراً إلى أن الخلاف المصري التركي القائم لا يشكل عقبة كبيرة بالنسبة للدول الكبرى، سيما في المستوى الأميركي الروسي.
ويرى الحداد في حديثه لـ "العربي الجديد" أن واشنطن هي الفاعل الأساسي بعد أن التفتت الخارجية الأميركية مجدداً للملف الليبي، فهي من تقود في الحقيقة سلسلة التحركات في كواليس برلين نحو فرض حل سياسي.
وعن أهمية الملف الليبي بالنسبة إلى واشنطن، يقول الحداد إنه لا يمثل أولوية كبيرة، لكن ما لفت انتباه واشنطن وأجبرها على التعامل معه، أسباب جديدة منها انخراط روسيا العسكري إلى جانب حفتر، والتقارب التركي مع طرابلس، ما يمكن أن يؤجج الصراع المسلح الذي سيتيح بيئة خصبة لعودة "داعش" وإمكانية بشكل كبير لانتقاله من سورية إلى ليبيا، وهو ملف مهم بالنسبة إلى واشنطن.
ويؤكد الحداد أن اتجاهات تحركات واشنطن لإجبار داعمي حفتر على إطفاء الحرب القائمة جنوب طرابلس، تصبّ بكل تأكيد في هذا الملف، وهو ملف الإرهاب، أهم الملفات بالنسبة لواشنطن.
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أكد خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف، أنّ الحلّ في ليبيا سياسي، وهو وحده الذي سينهي العنف الحالي، مشيراً إلى عدم قدرة أي طرف من أطراف الصراع في ليبيا على حسم الصراع عسكرياً لصالحه.
وفيما أكد بومبيو أهمية التعاون مع موسكو لإنهاء الصراع في البلاد، رفض التعليق على فقدان الطائرة الأميركية المسيّرة فوق العاصمة طرابلس الأسبوع قبل الماضي، والتي رجح "أفريكوم" بأن الدفاعات الروسية الجوية مسؤولة عن إسقاطها، لكنه اكتفى بتذكير نظيره الروسي بقرار مجلس الأمن بشأن حظر توريد الأسلحة لليبيا.
ويرى الحداد هنا في الأمر، تغاضياً أميركياً واضحاً، ورسالة مفادها أن على روسيا أن تتخذ موقفاً واضحاً، وتتوقف عن دعم أطراف الصراع في ليبيا بالسلاح، مؤكداً أن الجانب الروسي بدأ في اتخاذ خيارات جديدة يدل عليها ما أعلنه الكرملين، أمس الاربعاء، عن أنه بدأ اتصالات بجميع القوى السياسية والعسكرية في ليبيا لمعرفة استعدادها لعقد اتفاقات، وإنهاء الأزمة، بعيداً عن الحل العسكري، بل وترحيبه بأي مبادرة في هذا الصدد.
لكنّ ذلك غير كافٍ بالنسبة إلى المحلل السياسي الليبي عبد الحميد المنصوري، الذي يرى أن النجاح السياسي الذي حققته حكومة الوفاق، بالتزامن مع نجاحها في وقف تمدد حفتر باتجاه العاصمة، كان من أسباب رجوع التوافق بين الفاعلين الدوليين في برلين.
ويشرح المنصوري رأيه لـ "العربي الجديد" بالقول إن "الحكومة في طرابلس، بتحالفها مع تركيا، أدخلت على المعادلة الليبية حليفاً فاعلاً في المتوسط، تمكن من ضرب الحلف العربي الموالي لحفتر، بل امتد ليؤثر على الموقف الأوروبي"، مؤكداً أن انخراط أنقرة في الملف الليبي هدّد مشروع حفتر بشكل كبير، وهو ما يعني أنه أصبح طرفاً أساسياً في مشاورات برلين.
وتابع المنصوري بالقول: "لا تجازف دول مثل مصر بالدخول في خلاف جديد مع تركيا يتجاوز الرقعة الليبية، كما أن دولاً مثل الإمارات تلزم الصمت منذ مدة، فضلاً عن أن توقيع تركيا اتفاقاً مع حكومة الوفاق أسقط مشروع سحب الشرعية منها، فقد باتت حليفا استراتيجيا لأنقرة".
وأكد المنصوري نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إقناع الرئيس الروسي بحسب دعمه لحفتر، لما له من علاقات قوية تربطه بموسكو، مستدلاً بتوقف العمليات القتالية جنوب طرابلس، وهو ما يراه مؤشراً على وجود مستجدات في كواليس حلف حفتر الإقليمي والدولي.
وكان الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلادمير بوتين، شددا على ضرورة وقف القتال واستئناف المسار السياسي في ليبيا كحلّ وحيد للأزمة، بحسب ما قاله المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عقب الاتصال الذي جرى بين الرئيسين والذي أكد أردوغان في وقت سابق، أنه سيحاول إقناع بوتين خلاله بإعادة النظر في موقفه الداعم لخليفة حفتر.
ويرى المنصوري أن كلّ ذلك سهّل المهمة على برلين لإنتاج حلّ سياسي وإنهاء القتال، مؤكداً أن الملف الليبي انتقل إلى مرحلة جديدة ينتظر الجميع شكلها الذي ستنتجه قمة برلين، مؤكداً أن ألمانيا ستعلن قريباً عن موعده بعد المستجدات الجديدة على الساحة.