وعاد النقاش حول الموقف من الجاليات الإسلامية في أميركا بعد اعتقال أحمد خان رحامي، الشاب الأميركي أفغاني الأصل، الذي يشتبه الـ(إف بي آي) في ضلوعه في عمليات التفجير، بعد ساعات من انتشار صورة شاب مسلم آخر، ذي أصول صومالية نفذ عملية الطعن في مينيسوتا.
واستعيدت إلى صدارة النقاش دعوات ترامب السابقة لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، والاقتراح، الذي جدد الدعوة إليه اليوم، الإثنين، بوضعهم على لوائح المراقبة الأمنية الدائمة.
ذلك الأمر استدعى من كلينتون عقد مؤتمر صحافي استثنائي خصصته لشرح خطتها لمواجهة مخاطر الإرهاب في أميركا والعالم، ولشن هجوم عنيف على ترامب وخطابه الانتخابي "الذي يستغل مخاوف الأميركيين الأمنية، واستخدام لغة تزرع الفرقة بين الأميركيين، وتقسمهم إلى مجموعات عنصرية ودينية". حسب قولها.
وانتقدت كلينتون دعوة ترامب لوضع المسلمين في أميركا على لوائح المراقبة الأمنية الدائمة، واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم، وقالت إن مثل هذه الدعوة، وغيرها من الدعوات التحريضية، لعزل المسلمين الأميركيين، تصب في مصلحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وترويج أيديولوجيته المتطرفة، وبالتالي تهدد الأمن القومي الأميركي.
وتستند كلينتون إلى تجربتها السابقة في وزارة الخارجية ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض، كزوجة للرئيس السابق، بيل كلينتون، في تقديم صورة للناخبين الأميركيين على أنها أقدر على التعامل مع قضايا الإرهاب من منافسها الطارىء على الحياة السياسية، والذي تجمع شهادات كثيرين من كبار المسؤولين الأمنيين على خطورة مواقفه على الأمن الاستراتيجي الأميركي.
والأرجح أن نجاح الأجهزة الأمنية الأميركية في تعقب واعتقال المسؤول عن التفجيرات بسرعة كبيرة، وعدم وقوع خسائر بشرية كبيرة جراء الهجمات الإرهابية في نيويورك ونيوجيرسي ومينيسوتا؛ تدعم وجهة نظر مرشحة الحزب الديمقراطي، التي تحرص على التعاون مع الجاليات الإسلامية لمكافحة العناصر المتشددة بين المسلمين الأميركيين.
ولعلّ ما يدعم هذه الفكرة، هو أنّ استراتيجيتها للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" هي امتداد لاستراتيجية الرئيس، باراك أوباما. والإنجاز الأمني المهم، الذي حققته الأجهزة الأمنية الأميركية، بتحركها السريع، والكشف عن الخلية الإرهابية، واعتقال الرأس المدبر للتفجيرات، هو، بشكل أو بآخر، نجاح لاستراتيجية أوباما في الحد من قدرة خلايا "داعش" و"القاعدة" على تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة في الأراضي الأميركية.