استمع إلى الملخص
- امتدت المعركة لتشمل جبهات أخرى مثل لبنان واليمن والعراق، بمشاركة إيران، مما أوقع خسائر كبيرة للعدو، مشددًا على وحدة المقاومة في المنطقة.
- شدد على استمرار المقاومة الفلسطينية رغم الاغتيالات، داعيًا لتضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني وتكثيف الجهود الإعلامية والهجمات السيبرانية ضد الاحتلال.
الناطق باسم القسام: طوفان الأقصىى هزت العدو وغيرت وجه المنطقة
أبو عبيدة: لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهات المقاومة منذ 90 عاماً
قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كلمة مصورة في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، اليوم الاثنين، إن العملية "هزت العدو الصهيوني وغيرت وجه المنطقة، والتي ضربنا فيها العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة بكافة فصائلها إلى مراحلها النهائية"، مضيفاً أن عاماً مضى على "عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحاً في العصر الحديث والتي استهدفت فرقة عسكرية مجرمة، معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات".
وحول قرار حركة حماس شن معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، قال أبو عبيدة: "بعد أن وصل عدوانه على الأقصى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، وبعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى وانتهاك كل المحرمات والحصار المطبق على غزة، بعد كل هذا كان القرار بتنفيذ الهجوم الاستراتيجي التاريخي ضد فرقة غزة وحامياتها العسكرية وطوقها الاستيطاني المقيت الذي يجثم على قلوب أهلنا ويحاصرنا، ويرتكب ضدنا منذ عشرات السنين كل الجرائم التي عرفتها الأمم".
وأردف: "واليوم، فإن ملخص الواقع في المنطقة بعد عام من طوفان الأقصى هو كالتالي: شعب فلسطيني أسطورة على كل قصص البطولة، وغزة التي تتوارى خجلاً من عظمة شعبنا الذي يعلّم الدنيا معنى الكرامة وعشق الأرض والتوق للحرية ومقاتلة المحتلين والصمود الأسطوري رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها". وقال أبو عبيدة إنه "رغم بطش العدو ومن ورائه من قوى البغي والإجرام، وعلى رأسها الإدارة الأميركية وبعض الحكومات الغربية، فالتحية لشعبنا العظيم السند والظهير والنصير الذي لن تضيع تضحياته سدى بإذن الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم وصبركم وثباتكم، يا أهلنا يا تاج رؤوسنا".
وفي شرحه لتطورات معركة طوفان الأقصى على بقية الجبهات، قال أبو عبيدة: "أما في محيط فلسطين، فجبهات مشتعلة تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده، وتقطع أمل العدو بالبقاء مستقراً، جبهات تقاتل العدو مباشرة اليوم وتلتحم معه وتكبده خسائر كبيرة وتسدد له الضربات المؤلمة من لبنان العظيم الشامخ، ومن اليمن الحر المقاتل، ومن عراق الحضارة والمجد". وأضاف: "تحلق مسيرات لبنان واليمن والعراق وصواريخها في سماء فلسطين المحتلة، وتضرب مواقع وأهداف مهمة للعدو، فتستنزف قدراته الأمنية والدفاعية وتربك توازنه، وتكبده خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة، كما تفرض عليه تهجيراً وتغلق عليه المنافذ البحرية بشكل شبه كامل". وشدد على أنه "رغم حجم التضحيات والجرائم الصهيونية ضد شعوب المنطقة، فإن عمليات المقاومة العراقية المتصاعدة والمشاركة الفعالة في المعركة هي دليل على وحدة المقاومة في كل الجبهات، نوجه تحية لكل قوى المقاومة في المنطقة، ولشعوبنا الشقيقة الحرة".
وتابع: "وتشتبك الجمهورية الإسلامية في إيران مع العدو الصهيوني، وتوجه له ضربات الوعد الصادق واحد واثنين، وتنهمر الصواريخ الباليستية على قواعد العدو بالعشرات في سابقة تاريخية، تكسر قواعد طالما رسخها العدو مع شعوب ودول المنطقة، بأنهم بعيدون عن العقاب ومستثنون من المحاسبة على جرائمهم". ومضى يقول: "ويشعل البطل ماهر الجازي فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة، ملتحمة شعورياً وتاريخياً وجغرافياً مع بلادنا وشعبنا، ويعيش الكيان الصهيوني في العالم ككيان وحشي قاتل مجرم، منبوذ من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة، كيان لا يفكر سوى في بناء الجدران والأسوار والمناطق العازلة".
وأوضح أبو عبيدة: "لا يعتمد هذا الكيان إلا على سلاح الجو الأميركي الصنع والتوجيه، ولا يشده إلا حبال الإدارات الأميركية المعهودة، التي ستنقطع مهما طال الزمن، كما يعتمد على حبال أوروبية استعمارية منبوذة حتى من شعوبها، وعلى أنظمة مطبعة عاجزة لا تمثل ضمير أمتنا بشيء". ورغم ذلك قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام: "الناظر إلى هذا الوضع يدرك أن العاقبة لشعبنا وأمتنا ومقاومتنا أمام كيان عمره الإجمالي أقل من عمر أحذية مساجد وكنائس غزة والقدس وبيت لحم والخليل ويافا، هذا الكيان لم يعش عاماً واحداً دون مقاومة وقتال، تذكره في كل محاولة للاستقرار بأنه يسرق أرضاً عربية".
وشدد أبو عبيدة: "يواصل مجاهدونا ومقاومونا من كل الفصائل حالة صمود وقتال بطولي بكل عزيمة وصلابة، في كل شبر من قطاع غزة، حيثما تواجد جنود العدو أو آلياته أو حشوده العسكرية، يواجهون قتالاً بطولياً غير مسبوق". لافتاً إلى أن كتائب القسام طورت تكتيكاتها وتشكيلاتها القتالية وأساليب عملها بشكل مستمر، بما يتناسب مع الظروف الراهنة ومع كل السيناريوهات المحتملة.
ونوّه إلى أن "قرارنا وخيارنا هو الاستمرار في المواجهة، في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة ومكلفة للعدو بشدة طالما أصر على استمرار العدوان"، قائلاً إن "مما يشرف مقاومتنا وحركتنا وكتائبنا في هذه المعركة، وفي كل مسيرتها، أنها تقدم الشهداء من قادتها قبل جنودها".
ولفت إلى أن "الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركتنا والمقاومة، وعلى رأسهم القائد المجاهد الكبير إسماعيل هنية، رحمه الله، هو أكبر دليل على غطرسة العدو"، مضيفاً أن "فرحة العدو باغتيال قادتنا، ومن بينهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، هي فرحة وهمية ومؤقتة، متى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة؟ تاريخ ثورتنا الفلسطينية والعربية مليء بالأمثلة التي تثبت عكس ذلك، فرحته ستنقلب حسرة".
وقال أيضاً: "لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب".
وتابع: "الأبطال في الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون، رغم كل محاولات العدو لكسرهم منذ عملية السور الواقي قبل 22 عاماً، سياسة الاغتيالات ضد قادتنا هي خاتمة خير وعلامة نصر لنا، وحسرة وخيبة على المعتدين، الله سبحانه وتعالى وعد بنصر الأحرار، ونصر الله آتٍ".
وحول العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان، وجه أبو عبيدة رسالة إلى حزب الله جاء فيها: "نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان إننا على ثقة بصمودكم وشجاعتكم في تكبيد قوات العدو الصهيوني خسائر كبيرة ومؤلمة، كما وعد الشهيد السيد حسن نصر الله في مواقفه المعهودة، إننا نراهن على بسالتكم وقوتكم في المعركة". واستطرد: "لقد أنهكنا في غزة هذا الجيش المهزوم على مدار عام كامل بعد هزيمته المذلة في السابع من أكتوبر، وأفقدناه نسبة كبيرة من قدراته على الأرض، وقتلنا قوات نخبته المزعومة بالمئات، التحامنا وجهاً لوجه مع جنوده أثبت فشل طائراتهم ودباباتهم واستخباراتهم".
وبخصوص ملف الأسرى، أوضح أبو عبيدة: "نقول لجمهور العدو إنه كان بإمكانكم استعادة جميع الأسرى أحياء منذ عام لولا تعنت حكومة نتنياهو"، لافتاً إلى أن حالة الأسرى المتبقين لدى المقاومة الفلسطينية باتت في غاية الصعوبة صحياً ومعنوياً، ومؤكداً أن المخاطر عليهم تزداد يوماً بعد يوم، ومصيرهم مرهون بقرار من حكومة الاحتلال. وشدد: "لا نستبعد إدخال ملف أسرى العدو إلى نفق مظلم ومغلق ومؤجل إلى أجل غير مسمى".
ودعا أبو عبيدة في آخر كلمته إلى "أكبر تضامن إسلامي وعربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته ومع المقاومة الفلسطينية إسناداً عسكرياً وشعبياً وجماهيرياً"، كما دعا إلى إطلاق أكبر حملة إعلامية عربية وإسلامية وعالمية لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته، فضلاً عن دعوته إلى أكبر هجوم سيبراني على الاحتلال من خبراء الحرب الإلكترونية. وختم: "يجب أن يفهم الصهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر".