تعز: نزوح مئات الآلاف.. والحرب تدمّر المنشآت

13 سبتمبر 2015
الحوثيون يدمرون منازل المواطنين في تعز (أرشيف/Getty)
+ الخط -

نزح موظف حكومي وأب لسبعة أولاد، محمد عبد الله (50 عاماً)، من مناطق الحرب في تعز (جنوب)، إلى العاصمة صنعاء حيث الوضع أفضل نسبياً، واستأجر شقة في عمارة من عدة أدوار بمبلغ 50 ألف ريال (حوالي 250 دولاراً)، وراتبه 100 ألف ريال (حوالي 400 دولار).

ومع ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة بسبب الحرب، عجز عن دفع الإيجار لثلاثة أشهر متتالية، وقال لـ"العربي الجديد"، إن المؤجر رفض تقدير ظروفه ومنحه تخفيضاً في الإيجار.
 
ومحمد واحد من نحو 1.5 مليون يمني اضطرتهم الحرب إلى النزوح الداخلي هرباً بأرواحهم، لكن الفقر لا يزال يحيل حياتهم إلى جحيم، قال محمد بأسى: "كنت أفضّل الموت مع أسرتي بسبب الحرب لنرتاح ولا أعيش المهانة بسبب الفقر".

عشرات الآلاف من اليمنيين اضطروا للنزوح تاركين مدنهم التي تحوّلت إلى ساحة حرب ومنازلهم التي تعرضت للنهب وهم يصارعون الفقر كل يوم محاولين البقاء على قيد الحياة.

وحسب تقارير دولية، نزح نحو 800 ألف من سكان مدينة تعز وحدها بعد أن أصبحت مدمرة بالكاملة في الحرب بين مليشيا الحوثي والمقاومة من أبناء المدينة، ولم يتمكن نازحوا عدن من العودة الى مدينتهم المحررة والمدمرة بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون في الطرقات والأحياء السكنية والفوضى الأمنية التي تشهدها المدينة.

وفي العاصمة اليمنية التي ينزح إليها سكان تعز وعدن، نزح منها حوالي 150 ألف شخص، بحسب المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، وأغلبهم نزحوا إلى الأرياف البعيدة عن القصف الجوي والحرب الداخلية.

ويعاني النازحون إلى الأرياف من ارتفاع تكاليف المعيشة، فأسعار السلع الغذائية قفزت إلى الضعف بسبب ارتفاع أجور المواصلات للأرياف. ويعيش النازحون ظروفاً صعبة لتوفير حاجاتهم الأساسية من مسكن وطعام وشراب.

وتقول المنظمات إن هناك حوالي 50 ألف شخص من محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، شمال اليمن، نزحوا إلى محافظتي عمران وصنعاء.

اقرأ أيضاً: اليمن: سكان تعز المحررة يواجهون ظروفاً معيشية صعبة

وأنشأت منظمات إغاثة مخيمات في صنعاء للنازحين من صعدة، ومن هذه المخيمات مخيم النازحين في منطقة ضروان (30 كلم تقريباً) شمال العاصمة اليمنية صنعاء، حيث توجد نحو سبعين أسرة تتفاوت أعدادها بين 5 و18 فرداً.

وقالت منظمة سياج للطفولة إن أكثر من 10 آلاف أسرة من مديريات محافظتي صعدة وحجة الحدودية مع السعودية نزحوا خلال الشهرين الماضيين.

وأكدت المنظمة أن النازحين في تهامة يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية وبحاجة عاجلة للغذاء ومياه الشرب وحليب الأطفال، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من السكان غير قادرين على النزوح بسبب الفقر وانعدام وسائل النقل.

وفي بيت الفقيه، أكبر مديريات الحديدة في اليمن في تهامة، غرب اليمن، كانت الأوضاع هادئة الى منتصف أغسطس/ آب، حيث حاول مسلحو الحوثي الدخول إلى قبيلة الزرانيق، وتم صدّهم، لتشتعل منطقة يمنية أخرى وتندلع مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة.

وقال أحد سكان مديرية بيت الفقيه، محمد حسان، لـ"العربي الجديد"، "تتعرض قبيلة الزرانيق في الحديدة لقصف عنيف بالمدافع والدبابات من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح بعد أن صدّت القبائل محاولتهم التوغل إلى داخل مناطقهم.

وذكر تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية، في يوليو/تموز، أن النازحين داخلياً في اليمن معرضون لمخاطر صحية تهدد بقاءهم على قيد الحياة، بسبب حركة التنقل الجماعية للسكان والنظام الصحي المتردي.

وتفيد تقارير الأطباء بارتفاع معدل حالات الإصابة بحمى الضنك والملاريا، فضلاً عن حالات الإسهال المائي الحاد في محافظة عدن، بسبب سوء المرافق الصحية ومحدودية فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب.

وتقول تقديرات المنظمات الدولية إن قرابة 80% من الشعب اليمني البالغ عدده 26 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المعونات.

اقرأ أيضاً:
اليمن: توقف الإنترنت يشل مصارف تعز
تعزّ المنكوبة!

المساهمون