قالت مصادر محلية في محافظة تعز، وسط اليمن، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات الحوثيين قصفت، اليوم الأحد، خزانات الوقود السائل وغاز الطهي، غرب المدينة، ما أدى إلى اشتعال حرائق هائلة خلّفت سحابة دخانية كثيفة في سماء المدينة.
وبحسب المصادر، فإن خزانات الوقود السائل بالمحافظة الأكثر سكاناً في البلاد بنحو 5 ملايين نسمة، لم تتأثر بالقصف، إلا أن حوالي 65 ألف أنبوبة من الغاز المنزلي كانت في مخزن يتبع شركة الغاز الحكومية في المحافظة، تم تدميرها بالكامل، ما سيؤدي إلى أزمة غاز.
وأكدت المصادر في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين استهدفوا منشأة الضباب "سد الجبلين" بقذائف الدبابات ما تسبب في اندلاع الحرائق وانفجار مخزن أسطوانات الغاز المنزلي.
وتحتوي الخزانات الموجودة غرب تعز، التي تقع على بعد 265 كلم جنوب العاصمة صنعاء، على حوالى 4 ملايين لتر من الوقود السائل، حيث تدور المعارك المسلحة منذ أكثر من 4 اسابيع، حيث يسعى الحوثيون إلى الضغط على المقاومة الشعبية بضرب الخزانات.
وأكد بيان صادر عن قيادة المجلس العسكري بالمدينة، أن تفجير مخازن الغاز المنزلي جريمة تضاف إلى سجل جرائم الحوثي وصالح في استهداف المنشآت الحيوية وتدمير الخدمات العامة في المدينة.
وأوضح البيان أن القصف جاء بعد توصل قيادة المقاومة مع بعض الضباط الشرفاء من حراس المنشآت إلى صيغة تفاهم لحماية المنشأة وتجنيبها المخاطر من خلال منع تواجد المليشيا الحوثية فيها قبل تقدم المقاومة وإبقاء المنشأة بيد حراسها من أفراد الشرطة العسكرية بعد دخول المقاومة وعدم دخول أي فرد من المقاومة فيها.
ولفت البيان ألى أن أعمدة اللهب غطت المنطقة بالكامل، وانه لم يتسنّ بعد حصر الأضرار البشرية والمادية الناتجة عن تفجير مخزن الغاز المنزلي.
وأكد محللون اقتصاديون لـ"العربي الجديد"، أن تفجير مخزن الغاز المنزلي في تعز سيؤدي الى أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي وسيفاقم معاناة المواطنين المعيشية.
وتشهد المدن اليمنية أزمة حادة في غاز الطهي المنزلي، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية في سبتمبر/ أيلول 2014، وبلغت الأزمة ذروتها منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية نهاية مارس/ آذار الماضي، واندلاع الحروب الداخلية بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في محافظات وسط وشرق وجنوب البلاد.
ودفعت أزمة الوقود السكان نحو تحويل المولّدات والسيارات للعمل بالغاز المنزلي بدلاً من البنزين، ما أدى إلى زيادة الطلب على غاز الطهي، ومن ثم شحّه في الأسواق المحلية.
وارتفع سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى 8 آلاف ريال (40 دولاراً). وقال المواطن خالد الحرازي لـ"العربي الجديد"، "الغاز متوفر، لكن في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة جداً".
وحددت الحكومة اليمنية سعر أسطوانة الغاز (26 كيلوغراماً) بنحو 1200 ريال (5.5 دولارات). ويستهلك اليمن 5 ملايين و590 ألف أسطوانة غاز في الشهر. ويقول خبراء إن أحد أهم أسباب أزمة الغاز عدم وجود خزانات احتياطية في المدن الرئيسية.
اقرأ أيضاً: الحرب تهدد تجار اليمن بالإفلاس