ويضمّ المعرض الذي أقيم في جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة، اليوم الثلاثاء، عدداً من المشاريع والابتكارات التي تمكن طلاب المراحل المدرسية المختلفة من العمل عليها وتطويرها، والتي تخدم في مجملها البيئة والإنسان، وتحديداً ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشارك عشرات الطلاب في المعرض العلمي والتكنولوجي بمشاريعهم المتنوعة التي عملوا على إنجازها خلال الفترة الماضية، والتي تنوع بعضها بين الطاقة وتوليد التيار الكهربائي باستخدام الطبيعة أو مشاريع السيارات صديقة البيئة وغيرها.
"جهاز ملبوس للكفيف"
وتقول الحايك لـ"العربي الجديد"، إنّ الدافع الرئيسي وراء العمل على مشروعها كان معاناة إحدى زميلاتها خلال العام الدراسي الماضي، إذ كانت كفيفة وكانت الطالبات يلجأن لمساعدتها في عملية التحرك خلال ساعات الدوام المدرسي اليومية.
وتوضح أنها قررت العمل على ابتكار جهاز ملبوس للمكفوفين يعمل على إرشادهم ومرتبط بتطبيق يعمل عبر الهاتف الذكي، يساهم في تعريف الكفيف بالعوائق التي سيتعرض لها على مسافات مقبولة ومن خلال ربطه بجهاز ناطق باللغة العربية.
ووفق ربى، لن يكون الجهاز مكلفاً كثيراً بالنسبة للكفيف أو المستفيد منه، إذ لن تزيد كلفته الإجمالية عن 80 شيقلا (22 دولارا أميركيا) وسيساهم في التخفيف على المكفوفين بشكل كبير.
وعن آلية عمل الجهاز، تشير ربى إلى أنه مرتبط بالتطبيق الذي يعمل بنظام أندرويد عبر الهاتف الذكي ومتصل بالبلوتوث، ويمكن للكفيف أن يستخدمه بكل سهولة ويسر من أجل تفادي العوائق والأشياء المعلقة والمرتفعة، بالإضافة إلى السيارات.
"البيت الذكي"
أما الطالبان أحمد عبدالهادي وزميله محمد عبيد، فتمكنا من إنجاز مشروع "البيت الذكي" الذي يتم التحكم فيه عن طريق تطبيق على الهاتف الذكي ومخصص لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكلٍ أساسي، إذ إنه مزود بمجسّات خاصة للتحكم به.
ويقول عبد الهادي لـ"العربي الجديد"، إن فكرة البيت الذكي تعمل على توفير التكنولوجيا في المنزل من أجل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بدرجة أساسية، والتحكم به يتم من خلال الهاتف الذكي الذي يوفر لمستخدمه إمكانية التحكم به عن بعد.
ويبين زميله عبيد لـ"العربي الجديد"، أن الدافع وراء ابتكار مشروعهم الشخصي هو وجود أعداد كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً في أعقاب مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وما نتج عنها من إصابات أدت لإعاقات.
ويشير الطالب في المرحلة الثانوية إلى أن إجمالي أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع يبلغ نحو 6200 شخص، فيما يبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في الضفة الغربية المحتلة نحو 1200 شخص، وهو الأمر الذي كان دافعاً للعمل على المشروع.
والجهاز يمكن مستخدمه من تلقي التحذيرات في حالات الطوارئ، خصوصاً عند حصول الحرائق أو تسرب الغاز داخل المنزل، كما أنه مزود بجرس إنذار للتحذير من ذلك، إلى جانب الإضافات التكنولوجية المختلفة التي جرى تزويد البيت بها، وفق عبيد.
في الأثناء، يؤكد الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم بغزة، أيمن اليازوري، على أنه ورغم الواقع السيئ الذي يعيشه الطلاب والظروف المعيشية واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الثاني عشر على التوالي، إلا أنهم واصلوا العمل والابتكار.
ويقول اليازوري في كلمة له خلال افتتاح فعاليات المعرض، إن الابتكار والمعرفة جزء أساسي وأصيل يساهم في نهضة المجتمعات وتطويرها، وهو مزيج يجمع ما بين التربية والتعليم ضمن الرسالة التي تعمل عليها المؤسسات التعليمية بغزة.