وتجمع في آرهوس المئات من الفلسطينيين والعرب والدنماركيين، في ساحة وسط المدينة، حاملين الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني.
وألقيت كلمات باللغة الدنماركية من عدد من الأحزاب والجهات، أهمها حزب "اللائحة الموحّدة" اليساري، وجمعية "آرهوس ضد الحرب"، والمؤسسات الداعية للتظاهرة وبلدية آرهوس، وأكدت الكلمات "التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض العدوان على غزة"، و"ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتصعيد المقاطعة والمحاسبة لإسرائيل"، وذلك بحسب كلمة هانس يورن عن الأحزاب الدنماركية.
وشهدت كوبنهاجن اعتصاماً حاشداً في ساحتها الرئيسية، توافد إليها المئات من الدنماركيين والفلسطينيين والعرب، رافعين الأعلام الفلسطينية والدنماركية والشعارات المنددة بإسرائيل، والمطالبة بتحرك دولي فاعل ضد حربها المتصاعدة في غزة.
ولفت المشاركون في الاعتصام انتباه الآلاف من المارة، كما انضم العديد منهم إلى المحتجين، ورفعوا علم فلسطين، الذي كانت توزعه جمعية "الصداقة".
وفي تطور لافت، حضر عدد من السياسيين والبرلمانيين الدنماركيين، للمشاركة في الاحتجاج، وألقى وزير خارجية الدنمارك الأسبق، هولغا نيلسن، كلمة ندّد فيها بما وصفه "وحشية وبربرية دولة إسرائيل". وأشار إلى أن "نظام الأبرتهايد الذي يتمسك به بنيامين نتنياهو، وحكومته سيصبح منطلقاً لنهاية إسرائيل".
وتساءل وزير الخارجية الأسبق عما يعنيه "أن تقوم دولة بسياسة القتل الانتقامي وتدّعي في الوقت ذاته أنها دولة قانون؟". وحذّر من أن "العدوانية المتصاعدة تحاول ضرب جهود الفلسطينيين لتشكيل حكومة موحدة، وهي تعزز من مواقف التطرف في الجانب الفلسطيني".
وذكّر بأن "منطقة الشرق الأوسط تشهد تطورات تراجيدية ممتدة من سورية إلى العراق ومحاولات ضرب الربيع العربي، ومحاولات "داعش" بناء دولة متطرفة، ومع هذه التطورات الخطيرة جداً تأتي الحرب الإسرائيلية على غزة". ورأى "أن خلف هذا التصعيد الإسرائيلي، سياسة ممنهجة من قبل حكومات إسرائيل لاستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، ووضع الشعب الفلسطيني في سجن كبير في الضفة الغربية وفي غزة. وهذه هي الأسباب الرئيسية لانفجار الصراع بشكل دائم".
وفي تطور واضح في لهجة الخطاب السياسي الدنماركي، أكد أنه "حين تقوم دولة بحرمان شعب من أبسط حقوقه الإنسانية، كما هو حال الشعب الفلسطيني المحروم من حق الحياة بكرامة، وحقه في السكن، وفي حرية الحركة، وفي المياه، فإن هذا الحرمان سوف يولّد انفجارات وكراهية واحتجاجات ونشاطات ضد سياسات إسرائيل". وأشار إلى أنه "إذا كان من غير المسموح إطلاق صواريخ من غزة، فإنه من غير المسموح بالتأكيد أن يؤخذ الفلسطينيون رهائن، ويتم تصفية فلسطينيين انتقاماً لما جرى بحق المستوطنين".
وتابع "تقع المسؤولية الرئيسية على دولة الاحتلال، التي تدمر إمكانيات الوصول إلى حل سلمي وتضعف المعتدلين، فسياسة الاستيطان التي يتزعمها نتنياهو تدمر فرص السلام".
وتوجه نيلسن إلى نتنياهو مباشرة باسم الحكومة الدنماركية، بالقول: "هذه السياسة يا نتنياهو سوف تقود في المحصلة إلى نهاية إسرائيل، فلم يعد هناك من وقت وحل سوى حل الدولتين وسريعاً". وهتف المعتصمون مع توالي الكلمات الدنماركية لحرية فلسطين مطالبين بوقف العدوان.
من جهته أكد سفير فلسطين في كوبنهاجن، عمرو الحوراني، في كلمة له أن "الحرب التي تُشن ضد غزة ليست ضد فصيل معين، بل هي حرب ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة مكشوفة لتدمير كل إمكانية لبناء الدولة الفلسطينية". ودعا "أبناء الشعب الفلسطيني والعربي في المهجر، للاستمرار في فعالياتهم للضغط على صنّاع القرار لاتخاذ مواقف حاسمة من دولة الاحتلال".
وعبّر عدد كبير من الدنماركيين والفلسطينيين المشاركين في الفعاليات عن غضبهم من الاحتلال الذي "يظن بأنه فوق القانون الدولي وبعيد عن المحاسبة، ولكننا في كل مكان لن نسكت للعنجهية الإسرائيلية".
وقالت الناشطة السياسية، تينا سورنسن، لـ"لعربي الجديد"، إن "ما قاله نيلسن يعبّر تماماً عن المزاج الشعبي والدنماركي، فقد سئمنا الكذب الصهيوني، وأصبح لزاماً علينا الخروج بمواقف بعيدة عن التخويف المسلط على السياسيين والإعلاميين".