ضغط دخول الرسوم الأميركية الجمركية الجديدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار حيز التنفيذ، على أسواق المال العالمية، إذ تراجعت مكاسب أسعار النفط الجمعة غداة انخفاض جميع مؤشرات الأسهم الأميركية، فيما تماسك اليوم سعر الذهب وارتفع اليورو وأسهم أوروبا.
فقد قلصت أسعار النفط مكاسبها اليوم الجمعة، بعد دخول زيادة أمر بها الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار حيز التنفيذ، ما يصعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط.
فقد قلصت أسعار النفط مكاسبها اليوم الجمعة، بعد دخول زيادة أمر بها الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار حيز التنفيذ، ما يصعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط.
في سوق النفط، ارتفعت الأسعار أكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة، في الوقت الذي ازداد فيه التفاؤل بأن الرسوم سيجري تجنبها، بعد أن قال ترامب إنه تلقى "خطاباً جميلاً" من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وفي ضوء عدم اتخاذ إدارة ترامب أي تحرك لوقف الزيادة، فرضت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية الرسوم الجمركية الجديدة بقيمة 25% على الشحنات المستهدفة بالزيادة، القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة بعد الساعة 12:01 بتوقيت الولايات المتحدة (4:01 بتوقيت غرينتش) اليوم الجمعة.
وبحلول الساعة 5:23 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 70.41 دولاراً مرتفعاً سنتين مقارنة مع سعر الإغلاق السابق، بعد أن ازداد إلى 71.23 دولاراً، وفقاً لبيانات "رويترز".
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وقلصت الأسهم الآسيوية مكاسبها في الوقت الذي قالت فيه الصين، إنها سترد على زيادات الرسوم الجمركية.
ولاحقاً، ارتفعت أسعار النفط الجمعة، فبحلول الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 67 سنتا إلى 71.06 دولارا، بعد أن لامست المستوى المرتفع البالغ 71.23 دولارا.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتا إلى 62.05 دولارا بعد أن بلغت 62.49 دولارا في وقت سابق، فيما يتجه خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط لتحقيق مكاسب محدودة على أساس أسبوعي.
تراجع أسهم اليابان
واليوم الجمعة، تكبّد المؤشر نيكاي الياباني أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من 4 أشهر، في الوقت الذي رفعت فيه الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على سلع صينية، ما يُصعد نزاعاً تجارياً يلحق أضراراً متزايدة باقتصادات أخرى في آسيا تعتمد على التصدير.
وأغلق المؤشر نيكاي منخفضاً 0.27% إلى 21344.92 نقطة، ليتراجع للجلسة الخامسة على التوالي.
وخسر المؤشر القياسي 4.1% هذا الأسبوع، مسجلاً أسوأ أداء منذ أن تراجع 5.7% في الأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وقال يوتاكا ميورا، المحلل الفني لدى ميزوهو للأوراق المالية، إن الأسهم اليابانية قد تنخفض أكثر إذا واصلت الأسهم الأميركية خسائرها بعد دخول الرسوم حيز النفاذ.
وقال ميورا: "لم تتكبد الأسهم الأميركية الكثير من الخسائر خلال الجلسة السابقة. يُظهر هذا أن هناك مستثمرين لم يعتقدوا أن زيادة الرسوم إلى 25% ستمضي قدماً".
وعلى الرغم من انخفاض الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل شركات الشحن، فإن شركات صناعة الآلات ذات الانكشاف الكبير على الصين، تمكنت من التعافي من بعض الخسائر التي تكبدتها هذا الأسبوع بفعل تغطية مراكز مدينة.
وأغلقت أسهم شركتي الشحن كاواساكي كيسن وميتسوي او.اس.كيه لاينز منخفضة 2.3% و1.5% على الترتيب، فيما ربح سهم فانوك لصناعة الروبوت 0.8% وأغلق سهم ياسكاوا إلكتريك مرتفعاً 2.3%.
وتراجع سهم باناسونيك 6.5%، بعد أن توقعت الشركة انخفاض الأرباح التشغيلية للسنة المنتهية في مارس/ آذار 2020 بنسبة 27%، إلى 300 مليار ين (2.7 مليار دولار) مقارنة مع السنة السابقة.
وهوى سهم ميتسوبيشي موتورز 13.8%، بعد أن خفضت نومورا للأوراق المالية السعر المستهدف للسهم 23% إلى 560 ين، بسبب ارتفاع الين مقابل الدولار الأسترالي واليورو.
وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً شبه مستقر، إذ تراجع 0.08% إلى 1549.42 نقطة. وخسر المؤشر 4.2% هذا الأسبوع مسجلاً أيضاً أسوأ أداء منذ الأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018 حين هبط 6.5%.
تراجع أميركي ومكاسب أوروبية
وجاء هبوط الأسهم اليابانية غداة هبوط المؤشرات الرئيسية الأميركية أمس الخميس، قبيل جولة المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم أنها قلصت خسائرها بشكل كبير بعد أن قال ترامب إن من المحتمل الوصول إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول سرتيت منخفضاً 138.97 نقطة، أو 0.54%، إلى 25828.36 نقطة بينما تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 8.70 نقاط، أو 0.30%، إلى 2870.72 نقطة. كما أغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 32.73 نقطة، أو 0.41%، إلى 7910.59 نقطة، وفقاً لبيانات "رويترز".
لكن الأسهم الأوروبية خالفت الاتجاه اليوم الجمعة، وتعافت من أدنى مستوى في 6 أسابيع، في الوقت الذي يأمل فيه مستثمرون أنه ما زال بإمكان الولايات المتحدة والصين حلّ نزاعهما التجاري.
وبحلول الساعة 7:17 بتوقيت غرينتش، أضاف المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8%، لكن يظل المؤشر الأوروبي، الذي تأثر سلباً بفعل المخاوف التجارية معظم هذا الأسبوع، على مسار تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي هذا العام.
وتصدّر المؤشر داكس الألماني الشديد التأثر بالتجارة، المكاسب في المنطقة بارتفاع نسبته 1%.
صعود اليورو أسبوعاً ثانياً
وفي سوق العملات، ارتفع اليورو اليوم الجمعة ويتجه صوب تحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل تنامي المخاوف من أنّ أيّ تصاعد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين سيجبر صانعي السياسات الأميركيين على خفض أسعار الفائدة.
وبينما يعود مسؤولون أميركيون وصينيون إلى مائدة التفاوض في وقت لاحق اليوم، زاد المستثمرون بقوة الرهان على خفض أسعار الفائدة الأميركية، إذ تتوقع الأسواق حالياً بالكاد زيادة واحدة في أسعار الفائدة بحلول نهاية 2019.
وارتفع اليورو 0.1% إلى 1.1220 دولار اليوم، ويتجه صوب الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي. كما صعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية من بينها اليورو، قليلاً إلى 97.43، بحسب "رويترز".
لكن التوترات التجارية لم تؤثر بصفة عامة سوى بشكل محدود على أسواق الصرف الأجنبي، مع ارتفاع الأصول التي تُعتبر في العادة ملاذاً آمناً مثل الين الياباني 1.2% فقط هذا الأسبوع.
وتماسك الجنيه الإسترليني حول مستوى 1.30 دولار، بعد أن واصل تكبد بعض الخسائر هذا الأسبوع قبل بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الأول من العام، المتوقع أن ينمو 0.5% مقارنة مع 0.3% في الربع السابق.
تماسك أونصة الذهب
وتماسكت أسعار الذهب اليوم الجمعة، متلقية الدعم من تزايد التوترات التجارية، بعد أن دخلت زيادة للرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار حيز التنفيذ، ما يضع المعدن النفيس على مسار تحقيق مكسب أسبوعي.
وبحلول الساعة 7:05 بتوقيت غرينتش، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 1284 دولاراً، مرتفعاً نحو 0.4% خلال الأسبوع. كما تماسكت العقود الأميركية الآجلة عند 1285 دولاراً.