وصف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، اليوم الأربعاء، الضغوط الأميركية على الشركات الصينية مثل عملاق التكنولوجيا "هواوي" بأنه "تنمّر اقتصادي" وخطوة تستهدف عرقلة تطور البلاد، فيما تراجعت الأسهم على وقع التصعيد التجاري بين البلدين.
وقال وانغ في بيان بموقع وزارة الخارجية على الإنترنت إن "استخدام القوة الأميركية للضغط على المشاريع الصينية الخاصة، مثل هواوي، هو تنمر اقتصادي نموذجي"، مضيفاً، في بيان آخر، أن الصين تترك الباب مفتوحاً لإجراء مفاوضات تجارة مع الولايات المتحدة، لكنها لن تقبل بأي اتفاقات غير متكافئة.
يأتي ذلك فيما صعد أكبر اقتصادين في العالم زيادات الرسوم الجمركية على وارداته من الطرف الآخر بعد انهيار محادثات لحل النزاع، وتفاقمت الأزمة بعد أن وضعت واشنطن الأسبوع الماضي شركة هواوي الصينية لمعدات الاتصالات وأجهزة الهاتف على قائمة سوداء.
هواوي قالت اليوم إنها واثقة من قدرتها على حل مشكلة تعليق التعاون معها من جانب شريكتها في تصميم الرقائق آرم، بعدما قالت الولايات المتحدة إنها ربما تمنع الشركة الصينية من الاستفادة من التكنولوجيا الأميركية.
مؤسس الشركة، رن تشنغ، كان قد قال، يوم الثلاثاء، إن القيود التجارية التي تفرضها الحكومة الأميركية على تقنيات هواوي ليس لها أي معنى، إذ إن الشركة اتخذت بالفعل استعداداتها لتفادي العاصفة.
وفي حديثه إلى تلفزيون "سي.سي.تي.في" الحكومي، قال رن إن تطوير الجيل الخامس من هواوي لن يتأثر نظراً لعدم تمكن أي أطراف أخرى من اللحاق بتكنولوجياتها خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، مضيفاً أن الحكومة الأميركية تستهين بقدرات هواوي.
وقال هاي سيليكون، ذراع الرقائق في هواوي، يوم الجمعة، إنه أتم استعداده منذ فترة طويلة للسيناريو الذي يمكن فيه حظر شراء التكنولوجيا الأميركية بتأمين إمدادات ثابتة من الرقائق والمنتجات.
ولفت إلى أنه إذا استأنفت الولايات المتحدة العرض، فبإمكان هاي سيليكون التراجع لإنتاج كميات صغيرة، وأعرب عن اعتقاده بأنه سيأتي اليوم الذي تكتشف فيه الولايات المتحدة أنها تسير في طريق خاطئ وتقوم بتصحيح نفسها.
ونقلت سي.إن.بي.سي عن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، قوله اليوم الأربعاء إنه ليس من المقرر حالياً أن يزور مسؤولون أميركيون بكين من أجل الجولة التالية من المفاوضات بين البلدين.
كان منوتشين يتحدث إلى الصحافيين قبيل جلسة استماع للجنة الخدمات المالية بمجلس النواب.
وبلغت المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة طريقاً مسدوداً في وقت سابق من الشهر الجاري، مع فشل أكبر اقتصادين في العالم في التوصل إلى اتفاق إثر جولتي مباحثات في بكين وواشنطن.
ومنذ جولة المفاوضات الماضية التي انتهت في العاشر من مايو/ أيار، زاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم على الواردات الصينية وهدد بفرض رسوم على جميع السلع المتبقية القادمة من الصين.
ويوم الثلاثاء، أبلغ تسوي تيان كاي السفير الصيني لدى الولايات المتحدة قناة "فوكس نيوز" أن بكين ما زالت ترحب بإجراء محادثات.
تراجع الأسهم
وفتحت الأسهم الأميركية على انخفاض اليوم الأربعاء، إذ أثارت تقارير بأن واشنطن قد تفرض عقوبات على شركة صينية أخرى المخاوف من تصاعد في التوترات التجارية، بينما تأثر المؤشر ستاندرد اند بورز 500 سلباً أيضاً بخسائر في كوالكوم لصناعة الرقائق وسلسلة متاجر لويز لمستلزمات تحسين المنازل.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 0.23% إلى 25818.46 نقطة، ونزل ستاندرد اند بورز 0.29% ليفتح عند 2856.06 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 0.46% إلى 7749.81 نقطة.
وتراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، بفعل القلق من تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والضبابية التي تكتنف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.08%، مع نزول المؤشرين إم.آي.بي الإيطالي وكاك 40 الفرنسي وارتفاع فايننشال تايمز 100 البريطاني وداكس الألماني.
وقادت أسهم البنوك والأسهم المتأثرة بانفصال بريطانيا الخسائر، مع تحول بعض المستثمرين إلى سندات منطقة اليورو باعتبارها ملاذاً آمناً، في ظل تنامي الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتقديم استقالتها بعدما رفض مشرعون في حزبها اتفاقها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتنامى قلق المستثمرين أيضاً بفعل تقرير بأن الولايات المتحدة تدرس فرض قيود على شركة هيكفيجن الصينية لكاميرات المراقبة.
وانخفض مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 1.2%، مسجلاً أدنى مستوياته فيما يزيد عن 4 أشهر، مع تراجع أسهم بنك سانتاندر ولويدز وباركليز بنسب تراوحت بين 1.1 و2.7%.
وأغلق المؤشر فايننشال تايمز 100 مرتفعاً 0.07% بعدما بدد معظم مكاسبه المبكرة، بينما أغلق المؤشر داكس الألماني، شديد التأثر بالتجارة، مرتفعاً 0.2% بعدما هبط 0.7% أثناء الجلسة.
(رويترز، العربي الجديد)