تفاوت بالحذر من "هواوي" في الأسواق المغاربية

06 يونيو 2019
تستحوذ هواوي على حصة مهمة من السوق المغاربية(فرانس برس)
+ الخط -
تسيطر شركة "هواوي" على حصص مهمة من السوق المغاربية، وعلى الرغم من الأزمات التي تمر بها الشركة الصينية، إلا أن تأثيراتها لا تزال محدودة في كل من الجزائر والمغرب وتونس، مع ارتفاع حدة القلق من منتجات "هواوي" في السوق الليبية. ويتخطى حضور الشركة إمداد الأسواق المغاربية بالهواتف والتقنيات، إذ دخلت "هواوي" في مشاريع تقنية تعد بالتوظيف وإحداث تطويرات مختلفة... 

إذ قلل تجار الأجهزة الإلكترونية ووكلاء بيع منتجات شركة "هواوي" في تونس من تداعيات تأثير الحرب التي تشنها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توافر منتجات الشركة الصينية في محالهم، مؤكدين تسجيل منتجات "هواوي" زيادة في المبيعات السنة الماضية تجاوزت مختلف الماركات المنافسة لها.

واعتبر التجار أن تطورات الحرب التجارية الأميركية لا تطاول السوق التونسية بشكل مباشر نظراً لصغرها. وقال بشير العمدوني وهو مسؤول بمتجر لمبيعات مواد إلكترونية لـ "العربي الجديد" إن الكميات المعروضة من الهواتف والمنتجات التي تطلقها الشركة متوفرة، ولكن وقف التزويد ببرمجيات وخدمات ما بعد البيع قد يؤثر على إقبال التونسيين على هواتف "هواوي" في المرحلة المقبلة.

وفي يوليو/ تموز 2018 أبدت شركة "هواوي" الصينية رغبتها في زيادة استثماراتها في تونس في إطار برنامج "تونس 2020". وأكد المدير العام المساعد لهواوي تونس، عدنان بن حليمة، أن الشركة تعتزم توظيف مهنيين في تونس، وذلك في إطار المشاريع التي سيتم إطلاقها قريباً والتي ستستهدف السوق الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.

إلى ليبيا، حيث أظهرت جولة قام بها مراسل "العربي الجديد” في شارع المدار، أكبر شارع لبيع الهواتف الذكية في طرابلس العاصمة، ارتفاع حدة المخاوف من اقتناء أجهزة "هواوي".

وقال البائع حسن البوسيفي لـ “العربي الجديد” إن المشكلة تتمثل بامتناع الزبائن عن شراء هواتف هواوي والبعض يبيع هاتفه من هذا الصنف، وسط إقبال ضعيف جداً على هذه العلامة التجارية. في حين أشار زياد أبو لقاسم الذي يدير شركة للهواتف المحمولة لـ "العربي الجديد” إلى أنه أوقف التعامل مع شركة هواوي إلى حين انتهاء مشاكلها، مع تكدس منتجات هذه الشركة مع صعوبة تصريفها منذ أكثر من أسبوعين، بالرغم من تخفيضات الأسعار.

ولفت المهندس باسم أبو زيد، وهو مختص في تقنيات الهاتف المحمول، بحديثه لـ “العربي الجديد” إلى أن منتجات شركة هواوي لديها شعبية في ليبيا، وهي تشكل 35 في المائة من السوق المحلية. وأوضح أن ضعف الإقبال على منتجاتها يؤثر على عدد كبير من التجار.

وشرح الباحث الاقتصادي إيهاب المصراتي لـ "العربي الجديد” أنه في حالة استمرار المقاطعة الأميركية والحملة على هواوي فإن ذلك له تأثير سلبي على السوق المحلية.

أما في المغرب، فيحاول التاجر محمد بنسعيد طمأنة زبائنه الذين يطرحون تساؤلات حول مستقبل هواتف هواوي، وأشار في تصريح لـ "العربي الجديد”، إلى أن الهواتف التي بيعت قبل القرار الأميركي لن يلحق أصحابها أي ضرر، كما أن الهواتف التي سيتم بيعها في الثلاثة أشهر اللاحقة على القرار الأميركي لن تتضرر.

ورأى أن الاهتمام بالهواتف الصينية يأتي من كونها أضحت الأكثر تداولاً في السوق، حيث إن العديد من التجار بنوا مخططاتهم التجارية على أساس منتج الاتصالات الصيني.

وذهب المهندس، عمار بلفاطمي، إلى أن مستعملي هواتف الشركة الصينية بالمغرب، قد يتأثرون في حال عدم لجوء تلك الشركة إلى طرح تطبيقات يمكنها سد الثغرة التي يخلقها التوقف عن استعمال التطبيقات التي تتحكم فيها "غوغل" الأميركية.

وكانت هوواي فتحت مقرها الإقليمي الذي يغطي أفريقيا، بالمركز المالي للدار البيضاء، الذي يمنح امتيازات مهمة للمنضمين إليه. وتتمتع الشركة الصينية بحضور عبر التجهيزات التي توفرها، في شركة الاتصالات، غير أن ذلك الحضور كان يفترض أن يتعزز عبر تقنية G5 مجهولة المصير وسط تشديد الرقابة الأمنية على الشركة.

ولا يقتصر حضور شركة هواوي في قطاع الاتصالات بالمغرب، بل تشارك العلامة التجارية الصينية في مشاريع أخرى مثل شركة النقل بالدار البيضاء أو كاميرات المراقبة بالدار البيضاء ومراكش التي تعود لمديرية الأمن الوطني. وقالت شركة "هواوي المغرب" إن التجهيزات التي توفرها الشركة آمنة، وهي تشكل 50 في المائة من تجهيزات "اتصالات المغرب" وبين 60 و70 في المائة من "أورانج" وحوالي 90 في المائة من "إينوي".

في الجزائر، بعيش العملاق الإلكتروني "هواوي" سيناريو مغايرا لما يعيشه مصنّع الهواتف في العديد من دول العالم، حيث لا تزال العلامة الصينية من الأكثر تداولاً وسط الجزائريين، الذين اكتشفوا "هواوي" قبل سنتين فقط.

إذ تمر “هواوي" في سنوات "وردية" في الجزائر، حيث تحوز حسب الخبراء على قرابة ثلث سوق الهواتف في البلاد التي تحتوي على 6.5 ملايين وحدة، ما دفع بالعملاق الصيني إلى توسيع استثماره من خلال افتتاح مصنع تجميع الهواتف الذي سيرى النور في شهر يوليو/ تموز المقبل، بعدما تلقى الضوء الأخضر من الحكومة الجزائرية.

ولفت يونس وهو بائع في "بزار الهواتف" إلى أن الإقبال على شراء هواتف هواوي لا يزال مستقراً. وقال الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال محمد العيد تواتي إن "هواوي اقتحمت السوق الجزائرية منذ قرابة عامين فقط".

وأضاف لـ “العربي الجديد” أن "هواوي تعتبر الممون الوحيد للحكومة الجزائرية بالأجهزة الموجهة لخدمة الإنترنت، واستغلت “هواوي" العلاقة التي تربطها مع الجزائر لإطلاق مصنع إنتاج الهواتف، المنتظر تدشينه قريباً، ولا أتوقع أن تهتز مكانة العملاق الصيني مستقبلاً في الجزائر، إذا واصل المزج بين ثنائية الجودة والسعر".

*أعد التقرير: إيمان الحامدي من تونس، حمزة كحال من الجزائر، أحمد الخميسي من طرابلس، مصطفى قماس من الرباط.
المساهمون