تصاعد الخلافات بين فنزويلا وشركات أميركية

13 يوليو 2016
مظاهرات فنزويلية ضد الحكومة بالعاصمة كراكاس(Getty)
+ الخط -
تصاعدت وتيرة التوتر بين فنزويلا وشركات أميركية منها مصرف سيتي بنك الشهير، فقد أمرت الحكومة الفنزويلية بوضع اليد على مصنع شركة "كيمبرلي كلارك" الأميركية، وذلك بعدما أوقف إنتاجه من الورق الصحي ومواد النظافة الشخصية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وفي المقابل يعتزم سيتي بنك الأميركي إغلاق حسابات الحكومة الفنزويلية بالعملة الأجنبية في غضون شهر، وهو ما اعتبره الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو جزءاً من "حصار".
وقال وزير العمل الفنزويلي، أوزوالدو فيرا، في خطاب ألقاه داخل المصنع المصادر في ماراكاي، المدينة الواقعة على بعد حوالي 100 كلم غرب كراكاس الاثنين 11 يوليو/تموز، بأن الحكومة قررت وضع اليد على المصنع استجابة لطلب رفعه إليها العاملون فيه.
وعلى وقع تصفيق العمال، أعلن فيرا لدى توقيعه مرسوم وضع اليد على المصنع "نأمر بأن يتولى العمال فوراً تشغيل شركة كيمبرلي كلارك فنزويلا".
وحسب وكالة "فرانس برس"، أوعز الوزير الفنزويلي بإعادة تشغيل آلات المصنع، مضيفاً "اعتباراً من اليوم تعيد كيمبرلي كلارك فتح أبوابها وتستأنف إنتاجها".
ويندرج هذا الإجراء في إطار تنفيذ التهديد، الذي لوح به الرئيس نيكولاس مادورو قبل شهرين حين حذر المصانع الراغبة بوقف الإنتاج بسبب الأزمة الاقتصادية من أنها ستنتقل فوراً إلى أيدي العمال.
ويتهم مادورو أصحاب الشركات اليمينيين بأنهم السبب وراء الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد وبأن المعارضة تدعمهم من أجل "شن حرب اقتصادية" عبر افتعال حالة نقص في الأغذية والسلع لقلب نظام حكمه.

وأدى انخفاض أسعار النفط إلى انهيار اقتصاد فنزويلا، التي تستورد كل ما تستهلكه تقريباً ولم تعد تتمتع بالموارد المالية الكافية لتغطية وارداتها. وتعتمد فنزويلا، الدولة الأمريكية الجنوبية العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، بشكل كبير على احتياطاتها من النفط والغاز اللذين يشكلان 96% من صادرات البلاد.
يذكر أن فنزويلا تملك أكبر احتياطي من النفط في العالم يقدر بأكثر من 300 مليار برميل، ولكنه من النوع الثقيل عالي الكلفة الاستخراجية وغير مرغوب في الأسواق.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم الاثنين، إن سيتي بنك يعتزم إغلاق حسابات حكومته بالعملة الأجنبية في غضون شهر مندداً بهذه الخطوة من قبل أحد الوسطاء الماليين الأجانب لحكومته بوصفها جزءا من" حصار". وقال مادورو في كلمة "دون سابق إنذار يقول سيتي بنك إنه سيغلق خلال 30 يوماً حسابات البنك المركزي وبنك فنزويلا".
وأضاف إن الحكومة كانت تستخدم هذا البنك الأميركي في المعاملات في الولايات المتحدة وعالمياً.
وحسب رويترز، قال "هل تعتقدون أنكم ستوقفوننا بفرض حصار مالي؟ لا .لا شيء يوقف فنزويلا". ولم يتسن الوصول بشكل فوري إلى سيتي بنك، وهو أحد وحدات شركة سيتي جروب للتعليق على الإجراء المذكور ضد الهيئة المالية الفنزويلية وبنك فنزويلا، وهو أكبر بنك تجاري حكومي.
ومع تعرض اقتصاد فنزويلا العضو في أوبك لأزمة قامت عدة شركات أجنبية بالانسحاب أو تقليص عملياتها في فنزويلا.
ويقول منتقدون إن السياسات الاشتراكية لمادورو وسلفه الراحل هوغو تشافيز، تمثل كارثة بالنسبة لفنزويلا في حين تنحي الحكومة باللوم على خصومها السياسيين ورجال أعمال محليين في شن "حرب اقتصادية" ضدها.

المساهمون