وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد ثابت ثابت في طولكرم، باتجاه منزله عائلته، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه وسط أجواء الحزن والغضب الشديدين، ومن ثم نُقل الجثمان إلى مسجد طولكرم القديم لأداء صلاة الجنازة عليه.
وجاب المشيّعون وهم يرفعون جثمان الشهيد على أكتافهم شوارع طولكرم، وصولاً إلى المقبرة الغربية وسط المدينة، حيث ووري الجثمان الثرى هناك.
واستشهد الجلاد في 10 فبراير/ شباط الجاري، وهو داخل مستشفى بيلنسون الإسرائيلي، حيث كان معتقلاً لدى الاحتلال، ومصاباً بجروح خطيرة، بسبب إطلاق جنود الاحتلال عليه النار في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بتهمة محاولته تنفيذ عملية طعن.
وشارك في التشييع ممثلون عن المؤسسات الرسمية والشعبية، وكذلك ممثلون عن فصائل العمل الوطني، بينما رفع المشيعون الأعلام الفلسطينية ورايات بعض الفصائل، وردّدوا هتافات حيّت الشهيد وعائلته، وأكدوا على أنّ الردّ على جرائم الاحتلال لن يطول، مطالبين الفصائل الفلسطينية بالوحدة من أجل مقاومة المحتل.
وقال رئيس هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" عيسى قراقع، في كلمة بعد مواراة الشهيد الثرى، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثلاث جرائم بحق الشهيد الجلاد، أولها عندما أطلق النار عليه واتهمه بمحاولة تنفيذ عملية طعن، واعتقله بعد ذلك، والجريمة الثانية عندما رفض أن يفرج عنه، وظل محتجزاً إياه كأسير داخل مستشفى، علماً أنّ الاحتلال لم يحقق معه، ولم يوجه له لائحة اتهام، أما الجريمة الثالثة فهي عندما أخفى علينا خبر استشهاده لمدة تجاوزت 24 ساعة".
وأضاف أنّ "هذه جريمة منظمة بحق الشهيد، فالاحتلال لم يرسل لنا تقريراً طبياً يشير إلى سبب وفاته داخل المشفى، وهو أكبر دليل على أنّه مورس ضدّ الشهيد إهمال طبي أدى إلى استشهاده".
وطالب قراقع المجتمع الدولي بالتحرّك ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، داعياً "المحكمة الجنائية الدولية، إلى محاسبة سلطات الاحتلال قبل ارتكابها جرائم أخرى بحق الأسرى القابعين خلف الزنازين".