تشاك هيغيل: أميركا لا تمتلك أي استراتيجية بسورية

18 ديسمبر 2015
هيغيل كشف تخبط واشنطن في معالجة الملف السوري (Getty)
+ الخط -

في أول ظهور إعلامي له منذ مغادرته لمنصب وزير الدفاع بالولايات المتحدة الأميركية، أكد تشاك هيغيل، في مقابلة حصرية خص بها مجلة "فورين بوليسي"، أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تمسك بكافة الخيوط بالبنتاغون، وأنه تعرض للغدر أثناء تنحيه عن منصبه، وأن أميركا لا تمتلك أي استراتيجية للتعامل مع الوضع بسورية.


مجلة "فورين بوليسي" استهلت تقريرها حول المقابلة بذكر تراجع باراك أوباما في آخر لحظة عن تنفيذ تهديده بضرب نظام بشار الأسد في حال استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. وفي هذا الصدد، أكد هيغيل للمجلة، أنه كان بصدد وضع آخر الترتيبات في 30 أغسطس/ آب 2013 لضرب نظام الأسد، ليفاجأ بقرار أوباما التراجع عن ذلك.

ورغم تجاوز النظام السوري للخط الأحمر الذي وضعه أوباما، بعدما تسبب في مقتل المئات من المدنيين خلال نفس الشهر، إلا أن الرئيس الأميركي ارتأى عدم اتخاذ أي خطوة عسكرية، وفق ما نقلته المجلة، وهو ما اعتبره هيغيل ضربة موجعة تلقتها مصداقية كل من أوباما والولايات المتحدة الأميركية.

كما لفت هيغيل لـ"فورين بوليسي" إلى أنه على امتداد الأيام والأشهر التي تلت ذلك،
أكد له وزراء الدفاع من مختلف دول العالم، أن ثقتهم بواشنطن تزعزعت بسبب التراجع المفاجئ لأوباما، وأنه مازال يسمع لحد اليوم تذمرا من عدة قادة دول بالعالم.

وبحسب المجلة، فإن هيغيل قرر الكشف عن هذا الأمر كمثال عن الصعوبات التي واجهها البيت الأبيض في رسم معالم سياسة منسجمة بخصوص سورية، وذلك من خلال تنظيم لقاءات كثيرة، كانت تنتهي في الغالب دون التوصل لأي قرار، رغم استفحال الأوضاع على الميدان، وارتفاع حصيلة القتلى بشكل مهول.

وكشف هيغيل لـ"فورين بوليسي" أن البيت الأبيض قام حين كان يشرف على وزارة الدفاع الأميركية، بالتدخل بكل تفاصيل البنتاغون ما شكل عائقا حقيقيا. واعتبر كذلك أنه ما زال يجهل السبب الذي دفع ببعض المسؤولين بالإدارة الأميركية إلى السعي لمحاولة "تدميره" شخصياً خلال الأيام الأخيرة، لتوليه حقيبة الدفاع.

"فورين بوليسي" أشارت إلى أنه رغم عدم تحديد هيغيل لأسماء هؤلاء المسؤولين، إلا أن انتقاداته موجهة بشكل واضح لمستشارة أوباما في الأمن القومي، سوزان رايس، وبعض من الموظفين العاملين معها، وذلك بسبب اختلاف وجهات نظرهما بخصوص السياسة التي يتعين اتباعها في الملف السوري، والموقف من تواجد الجنود الأميركيين داخل معتقل غوانتانامو.

كما ذكر مقال المجلة أن وزير الدفاع السابق يقدم صورة من داخل الإدارة الأميركية التي وجدت نفسها غير قادرة على التحرك لمعالجة الملف السوري، ووقف العمليات التي قام بها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأضافت أن التصريحات التي قدمها تصف إدراة أميركية تعوزها استراتيجة واضحة حول سورية خلال فترة ترؤسه البنتاغون، وتشير كذلك إلى أن إدارة أوباما لم تتمكن بعد من رسم استراتيجية محددة، رغم تصاعد حمام الدم وتزايد أعداد اللاجئين.

المساهمون