تسريب أسئلة امتحانات "البكالوريا".. سورية أيضاً

07 يونيو 2016
طلاب دفعوا مبالغ لشراء الأسئلة (Getty)
+ الخط -
في ظل أجواء الفوضى والفساد، تتواصل امتحانات الشهادة الثانوية العامة في سورية (البكالوريا)، وسط مخاوف من سحب الاعتراف الدولي بالشهادة السورية لتفشي عمليات الغش واتساع نطاقها.

وقال علي صيفي، وهو أستاذ مادة الجغرافيا في إحدى مدارس دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أشكالا شتى من الغش باتت منتشرة، وهدفها هو استثمار حالة الفوضى للوصول إلى النجاح بأقل جهد ممكن، من خلال شراء الأسئلة أو محاولة الوصول إليها عبر بعض النافذين في حكومة النظام ومليشياته".

وأوضح أن هناك طلابا في دمشق العاصمة دفعوا مبالغ تصل إلى مليون ليرة (أكثر من ألفي دولار) من أجل شراء أسئلة الامتحانات، أو تقديمها بإجاباتها لأحد الطلاب. غير أن ما أثار ضجة أكثر من غيره، هو مبادرة بعض الصفحات السورية الشبابية إلى نشر الأسئلة على "الفيسبوك" قبل الامتحانات بساعة، أو أقل في معظم المواد.

وأوضح المتابعون لصفحة "شعب مفرمفش" أن أكثر من 90 في المائة من الأسئلة المسربة من خلال الصفحة وردت بالفعل في أسئلة الامتحانات التي تم تقديمها، ما يشير إلى اختراقٍ كبير تمكنت إدارة الصفحة من تحقيقه في لجنة اختبار الأسئلة في الوزارة.

فيما أكد القائمون على الصفحة أنهم عمدوا إلى تسريب الأسئلة لـ"تحقيق العدالة" بين الطلاب، حيث "إن الأسئلة تصل بطبيعة الحال لآلاف الطلاب من خلال دفع مبالغ مالية طائلة أو عبر نفوذ ذوي الطلاب، لذلك قررت الصفحة تسريب الأسئلة لتصل إلى مئات آلاف الطلاب الذين لا يستطيعون دفع ثمنها".


ويقول الطلاب إنه كلما اقتربت ساعة الامتحان يقلّ سعر الأسئلة، حتى أنها بيعت بنحو خمسة آلاف ليرة قبل بدء الامتحان بدقائق، ومع دخول الطلاب قاعة الامتحان يصل سعرها إلى مئتي ليرة وسط عدم مبالاة من قبل وزارة التربية والتعليم، بينما تراجعت بشكل كبير أعداد المتقدمين للشهادة قياساً بالسنوات السابقة.

وفي محافظة حمص، تسربت أسئلة الرياضيات قبل فترة الامتحان بنصف ساعة، إلا أن انقطاع الاتصالات عن معظم أنحاء البلاد، قلّل من انتشار الأسئلة المسربة.

وفي مدينة القامشلي، بريف محافظة الحسكة، الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، اقتحم مسلح مركز فرفرة لامتحانات الثانوية العامة التابعة لريف تل حميس بعد انتحاله صفة حارس أمني، وذلك أثناء تقديم الطلاب لمادة الرياضيات.

ونقل الموقع الرسمي لحزب "يكيتي" الكردي عن إحدى الطالبات قولها إنّ "المسلح داهم المركز بعد حوالي نصف ساعة من بداية الامتحان مطالباً بإعادة أخته للمنزل بعد انضمامها لإحدى المجموعات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)".

وهدد المسلح بقتل جميع الطالبات إذا لم يتم إحضار أخته للمنزل، وكان يحمل متفجرات مع بندقية كلاشينكوف. وسلّم الشاب نفسه بعد تدخل مدير منطقة القامشلي وعدد من المسؤولين العسكريين التابعين للنظام السوري الذين تعهّدوا بإعادة أخته للمنزل.

وتجري جميع امتحانات الثانوية العامة في مدينتي القامشلي والحسكة تحت إشراف سلطات النظام السوري.

من جانبه، قال وزير التعليم العالي في حكومة النظام السوري إن هيئة المعلومات الأوروبية، طلبت تزويدها بما يثبت وجود أداة معيارية لمنح الوزارة شهاداتها للمواطنين السوريين، مشيرا إلى أن عدم الاستجابة لهذا الطلب قد يعني سحب الاعتراف بالشهادات السورية في الجامعات الغربية.

ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن الوزير قوله إنّ وزارته تحاول أن تتفادى سحب الاعتراف بالشهادة السورية في الجامعات الغربية.

جدير بالذكر أن نسب النجاح في امتحانات الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي بلغت العام الماضي 60.53 بالمائة، وفي الفرع العلمي بلغت 79.60 بالمائة، وهذه النتائج تعد زيادة بنسبة 10 في المائة عن نسب النجاح في الدورة الأولى من امتحانات الشهادة الثانوية في العام الذي سبق.