"الأمن" يشرف على "التعليم" حتى إنهاء امتحانات الثانوية بمصر

ويأتي هذا الإجراء مع تصاعد أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة بشكل بات يؤرق النظام السياسي، ويغضب الطلاب وأولياء أمورهم، بعد اضطرار وزارة التربية والتعليم إلى إلغاء امتحان مادة التربية الدينية بعد تسريبه.

وكانت صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تخصصت في تسريب امتحانات الثانوية العامة، في مقدمتها صفحة باسم "شاومينج بيغشش الثانوية العامة"، سربت امتحان مادة التربية الدينية قبل الموعد المحدد بأكثر من ساعة، في ظل عجز أجهزة الدولة المصرية عن السيطرة على تلك الظاهرة.

هذا الأمر استدعى تدخل أجهزة سيادية مصرية لمحاولة وقف تلك الظاهرة، كونها تهدد الأمن المصري، فاستدعى جهاز المخابرات عددا من قيادات وزارة التربية والمطابع السرية للتحقيق معهم لمعرفة من يقف وراء تسريب الامتحانات، في حين أوفد مجلس الوزراء المصري مندوباً عنه للتواجد في غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم، كما انتدبت لجنة التعليم بمجلس النواب وكيل اللجنة، النائب عبد الرحمن البرعي، لمتابعة غرفة العمليات المذكورة، إلى جانب ممثلين عن أجهزة أمنية وسيادية.

وأعلن البرعي أنهم يبحثون إعداد تشريع يسمح بالتشويش داخل لجان الامتحانات على الإنترنت بدءاً من العام القادم، لمنع تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع الإشارة إلى أن القانون الحالي يمنع التشويش على شبكة الإنترنت.

وأوضح البرعي أن ممثلين عن وزارة الاتصالات ومباحث الإنترنت شاركوا في الاجتماع، لرصد محاولات التسريب أو الغش الإلكتروني، لافتا إلى رصد عدد من حالات الغش الإلكتروني، ومن المقرر تحويل الطلاب المتورطين إلى الجهات المعنية للتحقيق.

وكانت نيابة جنوب القاهرة قررت، الاثنين الماضي، حبس 12 مسؤولاً من وزارة التربية والتعليم 15 يوماً على ذمة التحقيقات على خلفية واقعة التسريب.

ولفتت مصادر داخل وزارة التربية إلى أن قيادات أمنية في جهاز المخابرات والرقابة الإدارية تولت بشكل رسمي عملية الإشراف على الوزارة، لحين انتهاء امتحانات الثانوية العامة التي بدأت السبت الماضي وتستمر لمدة شهر.

وفي محاولة لامتصاص غضب الرأي العام، أعلنت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية أنها بالتنسيق مع الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات نجحت في إلقاء القبض على أدمن صفحة "شاومينج بيغشش الثانوية العامة"، في اليوم الأول للامتحانات السبت الماضي، عقب تسريب امتحان مادتي اللغة العربية والتربية الدينية، إلا أن الصفحة عادت وأعلنت أنها ستسرب امتحان مادة اللغة الإنجليزية، وسربته فعلاً مع نماذج الإجابة، ما كشف زيف ما أعلنته وزارة الداخلية. ​
من جانبه، قال الخبير التربوي، الدكتور كمال مغيث، إن مسألة تسريب الامتحانات باتت أمراً يمسّ الأمن القومي، خاصة مع عدم استطاعة أيٍ من أجهزة الدولة مواجهة الأزمة، موضحاً في تصريح خاص أنها تعبّر عن مدى تردي حالة التعليم المصري وأنظمته المختلفة، سواء الدراسية منها، أو ما يتعلق بالامتحانات بشكل جعل من السهل اختراق منظومته.