تركيا: عودة "جبهة التحرير الشعبية الثورية"

02 ابريل 2015
شنّت الشرطة حملة اعتقالات واسعة (فرانس برس)
+ الخط -
أعادت حادثة مبنى المحكمة المركزية في مدينة إسطنبول التركية، "جبهة التحرير الشعبية الثورية" التركية إلى الواجهة، بعد مهاجمة عُنصرَيها، محمد شفق يايلا وبختيار دوغرويول، أحد المدعين العامين، محمد سليم كيراز، واحتجازه، قبل أن يُقتلا أثناء تحريره. وتوفي كيراز لاحقاً متأثراً بجراحه. وبعد التأكد من هويتهما، شنّت قوات الشرطة التركية، أمس الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في مدن أنطاليا وإزمير وإكسي شهير، وألقت القبض على 32 شخصاً يُشتبه في انتمائهم لـ "الجبهة".

وتُعتبر الجبهة إحدى أجنحة اليسار التركي المتطرف، وأسسها دورسون كاراتاس (توفي في العام 2008)، وذلك في العام 1978، تحت اسم "حركة اليسار الثوري"، منشقاً عن "حركة الطريق الثوري". قبل أن يقع الخلاف في الحركة الجديدة، بين كاراتاس وبدري ياغان، ليؤسس "جبهة التحرير الشعبية الثورية" في العاصمة السورية دمشق، أثناء تأزم العلاقات السورية التركية، في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وتتبنّى الجبهة العقيدة الماركسية، وترفع شعارات مناهضة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وتعتبر أن تركيا تقع تحت سيطرة "الإمبريالية الغربية"، وتسعى لتدمير هذه السيطرة بوسائل عسكرية، من أجل ما تُطلق
عليه "التحرّر الوطني والاستقلال وبناء الاشتراكية". وتموّل أنشطتها بصورة رئيسية من خلال التبرعات في تركيا وأوروبا.

اقرأ أيضاً: تركيا: مقتل مدعي عام إسطنبول بعد احتجازه

وصنّفت أنقرة الجبهة ضمن لائحة من 12 "حركة إرهابية" في البلاد، كما أُدرجت الجبهة على "لائحة الإرهاب" في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي رصدت في العام 2014، جائزة قدرها ثلاثة ملايين دولار، لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال ثلاثة من قيادات الجبهة؛ وهم موسى أس أوغلو، زِرين ساري، سحر دميرشن، علماً أن العديد من قيادات الجبهة، يقيم في ألمانيا واليونان وإيطاليا وبلجيكا وهولندا.
وأشارت صحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة، مرات عدة، إلى أن "الجبهة تمتلك ثلاثة معسكرات تدريبية لها في كل من اليونان ولبنان وسورية، وتحارب إلى جانب النظام السوري"، ولم يُثبت صحة هذا الاتهام حتى الآن.

كما اتُهمت مجموعة من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بتشكيلها "ذراعاً سياسياً" للجبهة، منها جمعية "التضامن مع المعتقلين والمحكومين"، التي تأسست بعد انقلاب العام 1982، و"جبهة الحقوق والحريات"، و"جبهة الشعب"، الأمر الذي نفته هذه المؤسسات.

كما تُشير التقارير الاستخبارية إلى وجود ارتباط وثيق بين الجبهة والنظام السوري، خصوصاً أن القضاء التركي، وجّه اتهاماً لهما في تفجير مدينة الريحانية، في ولاية هاتاي الحدودية (لواء الاسكندرون) مع سورية في أيار/مايو 2013، الذي أودى بحياة 52 شخصاً، وجرح 100 آخرين.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" في الصحافة التركيّة ما بين مؤيّدٍ ومعارض
دلالات