ولخّص وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، الموقف الرسمي من زيارة ترامب بتصريح أدلى به لهيئة الإذاعة البريطانية بالقول: "لن أدعي بأني أتفق شخصياً مع دونالد ترامب في كل شيء. ولكنه رئيس أهم حلفائنا. يأتي إلينا ليحتفل بأهم تحالف في التاريخ".
ولا يبدو حتى الآن موعد على جدول زيارة ترامب بشأن نقاشات مغلقة بينه وبين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي ستعلن استقالتها يوم الجمعة، إذ تعدّ الحاضر الغائب خلال زيارة الرئيس الأميركي. وقال هنت: "سيجلس (ترامب) مع تيريزا ماي في اجتماع سأكون موجوداً فيه، وربما يجتمع معها في اجتماع مغلق، كما يجري عادة".
وكان الرئيس الأميركي قد وصف زيارته لبريطانيا بأنها "شديدة الأهمية" قبيل مغادرته البيت الأبيض، مساء الأحد. ولمح إلى احتمال لقائه بوريس جونسون، أحد متصدري السباق لخلافة ماي في داوننغ ستريت. وقال ترامب: "أعتقد بإمكانية لقائه (جونسون). أعده صديقاً لي. تربطنا علاقة جيدة جداً".
كما سبق أن امتدح ترامب جونسون، السبت الماضي، عندما وصفه بأنه سيكون "قائداً ممتازاً، في محاولة لدعم حظوظ الأخير لخلافة تيريزا ماي في زعامة المحافظين، ورئاسة الحكومة البريطانية.
وامتدح ترامب أيضاً زعيم حزب "بريكست" نايجل فاراج، بالقول: "تربطني علاقة جيدة جداً بنايجل فاراج، ومع العديدين هناك (في بريطانيا)، وسنرى كيف ستجري الأمور. قد ألتقي به. يريدون أن نلتقي".
وكان ترامب قد أطلق تصريحات تماثل الخط السياسي لحلفائه جونسون وفاراج، عندما دعا بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق إذا رفضت بروكسل مطالب لندن، وحثّ الحكومة على ضمّ فاراج إلى فريق التفاوض البريطاني.
ومما زاد من إشكالية التصريحات الأميركية، تعليقات أدلى بها السفير الأميركي لبريطانيا وودي جونسون، لمح فيها إلى ضرورة أن تكون الخدمات الصحّية البريطانية جزءاً من المفاوضات بين البلدين بعد بريكست.
وقال السفير الأميركي لـ"بي بي سي"، مساء الأحد: "كل شيء يمكن المتاجرة به سيكون على الطاولة". وأجاب أن ذلك يشمل بالتأكيد الخدمات الصحيّة.
إلا أن وزير الصحّة مات هانكوك، الذي ينافس على خلافة ماي، رفض هذا العرض كلياً. وتبعه في ذلك جيريمي هنت صباح اليوم بالقول: "مات محق في ذلك. لا يمكنني تخيّل أي رئيس وزراء مستقبلي من أي حزب، يوافق على السماح بخصخصة الخدمات الصحية الوطنية كجزء من المحادثات التجارية، لأن الخدمات الصحية ذات إدارة عامة وملكية عامة".
في المقابل، هاجم ترامب عمدة لندن صادق خان بتغريدات على "تويتر"، لم تخل من الأخطاء الإملائية إذ أخطأ في تهجئة اسم خان، قائلاً إنه "شديد الغباء" و"غير ذي كفاءة".
وقال ترامب: "صادق خان يقوم بعمل سيئ جداً كعمدة للندن، وبكل حماقة يتصرف بكراهية تجاه رئيس الولايات المتحدة، أهم حلفاء المملكة المتحدة. إنه فاشل كبير ويجب أن يركز على الجريمة في لندن لا عليّ".
Twitter Post
|
وتابع بالقول: "يذكر خان جداً بعمدة نيويورك، شديد الغباء وقليل الكفاءة، دي بلاسيو، صاحب الأداء السيئ".
وكان خان قد نشر مقالاً في صحيفة "أوبزرفر"، يوم الأحد، يهاجم فيه اللغة التي يستخدمها ترامب واصفاً إياها بأنها "شبيهة باللغة التي استخدمها فاشيو القرن العشرين، وأنه أسوأ خطر تتعرض له الديمقراطية الليبرالية من اليمين المتطرف". وتعود العداوة بين خان وترامب لعدة سنوات شهدت تصريحات عدائية متبادلة.
إلا أن السبب الرئيسي في حملة ترامب على خان، هو سماحه بتنظيم تظاهرات ضخمة في العاصمة لندن ضد زيارته.
وستشهد العاصمة لندن تظاهرات ينتظر أن يحضرها مئات الآلاف، احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي.
ولم تسلم دوقة ساسكس الأميركية ميغان ماركل، هي الأخرى من انتقادات ترامب، إذ وصفها "بالكريهة"، عندما قيل له بأنها تعهدت بمغادرة الولايات المتحدة في حال نجح في الانتخابات الرئاسية عام 2016. إلا أن ترامب عاد لينفي إطلاقه مثل هذه التصريحات، رغم وجود تسجيل صوتي بذلك.
وتشمل زيارة ترامب لقاءً بالعائلة المالكة البريطانية في قصر بكنغهام، حيث يجتمع بالملكة وولي العهد. بينما يحضر في مناسبة أخرى حفلة ملكية مع الأمير هاري دوق ساسكس، وزوج ماركل التي ستتغيب عنها.