08 ابريل 2017
ترامب المسلي
ما دامت السياسة الأميركية لا تتغيّر بتغيّر الرئيس، وما دامت المؤسسات الأميركية الراسخة هي التي تدير فعلياً سياسة أميركا وعلاقتها بالعالم، فلنتمنَّ إذاً فوز المرشّح الذي سيسلينا أكثر، وأظن أن ترامب متفوقٌ بأشواط في هذا المجال على المرشحة الديموقراطية المنافسة هيلاري كلينتون.
فالرجل، بغض النظر عن أنه يعمل في مجال الترفيه، فهو شخصية مثيرة للجدل، ينتمي للذين يريدون التميز ولفت نظر الناس، ولو كان بكسر مزراب العين، كما يقول المثل اللبناني، وهو من ذلك الصنف من الرجال الذي، إن ضاقت به سبل إثارة الاعجاب، تعمّد سريعاً أن يبدو بغيضاً، وهو يريد أن يكون دائماً في قلب الاهتمام، وتحت بؤرة الضوء. وفيه صفةٌ مسليةٌ للغاية، وهي أنه متهتك، ولا يكترث كثيراً لحسابات المعايير الاجتماعية، يمكن أن يرتبط بامرأة تصغره بعقود، ويتخلى عنها، لأنه رأى أجمل منها، يمكن أن يبيع عقاراً ليغامر بإنتاج برنامج تلفزيوني مثير، ويمكن أن يشارك بتمثيل هذا البرنامج، يمكن أن يجري عمليات تجميل وحقن بوتوكس ويصبغ شعره، ويخرج منديلاً حريريّاً من جيبه، يمكن له أن يفعل أي شيء يخطر بباله، سريع الغضب، سريع العطب، لا يخفي كلمةً موجودةً في قلبه، ولا يحبسها ويتركها تجري على لسانه، مهما كانت نتائجها، يشتم من لا يعجبه بالطريقة التي يريد، ويهدّد ويتوعّد من يثير غضبه.
بينما منافسته الديموقراطية مرسّمة بالمسطرة والقلم، صاحبة طموح سياسي يجعلها تحسب خطواتها وكلماتها وملابسها وحركاتها وسكناتها، بطريقةٍ لا تشكل خطراً على مستقبلها السياسي، امرأة تغفر على الملأ لزوجها خيانةً من الطراز المدوّي والجارح، خلال وقت قصير من حدوث الفضيحة، لأنه، بحسابات الربح والخسارة، من الأفضل لمستقبلها السياسي، ومستقبل الأسرة أن تغفر بهذه الطريقة التي لا تمت للواقع بصلةٍ، وقد كشفت مذكرات زوجها الرئيس السابق، بيل كلينتون، أنها في تلك الفترة تعاملت معه كأي زوجة طبيعية، ضبطت زوجها في خيانةٍ من هذا النوع. وقد قال في المذكرات إنه في الفترة التي كان يتخذ فيها قرار توجيه ضربات جوية للعراق، كان ينام على الأريكة معاقباً. لكن، أمام الكاميرات وأمام الرأي العام، كانت هيلاري قد غفرت وتفهمت وتجاوزت التجربة. على الطرف الآخر، لو كان دونالد ترامب في موقفٍ مشابهٍ، وضبط زوجته في خيانةٍ من هذا النوع، فإنه قد لا يتردّد في إطلاق الرصاص عليها وعلى عشيقها، حتى لو كان في البيت الأبيض رئيساً لأميركا، وسيداً للعالم، وقائداً أعلى لأقوى جيش في التاريخ، سيسلينا كثيراً، وسيعوّضنا ببهلوانياته الشخصية عن خياراته السياسية.
وفي هذا الجانب، أي البهلوانيات السياسية، ربما تكون لطباعه الشخصية المتسرّعة والخرقاء فوائد، في لحظةٍ ماٍ، تنال منطقتنا بقدر ما تسمح به طبيعة النظام الأميركي، وآلية اتخاذ القرار فيه، فهو قد يغضب، مثلاً، من بشار الأسد، أو من عبد الفتاح السيسي، أو من بنيامين نتنياهو. وعندها، سيستطيع أن يخلص الولايات المتحدة من هذا الوقار الكريه والحكمة المزعجة والهدوء المميت، ويتخذ قراراتٍ غاضبةً وعنيفةً وخرقاء، وستكون شعوب المنطقة مستفيدةً من غضبته تلك.
قد لا يحصل شيءٌ من هذا، وكلنا نعلم أن القرار في الولايات المتحدة لا يتّخذ بهذه الطريقة، ويبقى لنا فرصة التسلية، فهو سيكون الرئيس الأميركي الذي يعطي رأيه في جوائز الأوسكار، وسيهتف في المباريات الرياضية، وسيقع في الحب من جديد، وسيخوض مغامراتٍ عاطفيةً تملأ وسائل الإعلام، وتثير تعليقاتٍ فكاهيةً، ستملأ العالم بالضحك. سيجلس بلباس البحر على الشاطئ، وسيتغزل بوزيرات خارجية الدول الأوروبية. وسيستمر بالمشاركة في مسابقات ملكات الجمال، وسيشتم كل من يخالفه الرأي أو اللون أو العرق أو المعتقد أو الرأي. ولن يتردّد في قول ما يخطر بباله، وسيرد عليه كثيرون، وسيرد عليهم، سيملأ الدنيا بالجدل، وسيحرّك المياه الراكدة، وسيتسبب بظهور أفكار جديدة في عرض الرد عليه، وتفنيد آرائه.
هذا هو الرئيس الأميركي الذي ينتظره العالم، وليس تلك المرأة الرصينة الجادّة التي ستتابع سياسة انكفاء أميركا عن التدّخل في العالم، ولن يخطر لها على الإطلاق أن تدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جولة جودو لحسم الأزمة السورية، ولا دعوة الرئيس الصيني إلى حفل شواءٍ للاتفاق على التصويت في مجلس الأمن في الموضوع اليمني، فلننتظر، ولنأمل أن نتسلى.
فالرجل، بغض النظر عن أنه يعمل في مجال الترفيه، فهو شخصية مثيرة للجدل، ينتمي للذين يريدون التميز ولفت نظر الناس، ولو كان بكسر مزراب العين، كما يقول المثل اللبناني، وهو من ذلك الصنف من الرجال الذي، إن ضاقت به سبل إثارة الاعجاب، تعمّد سريعاً أن يبدو بغيضاً، وهو يريد أن يكون دائماً في قلب الاهتمام، وتحت بؤرة الضوء. وفيه صفةٌ مسليةٌ للغاية، وهي أنه متهتك، ولا يكترث كثيراً لحسابات المعايير الاجتماعية، يمكن أن يرتبط بامرأة تصغره بعقود، ويتخلى عنها، لأنه رأى أجمل منها، يمكن أن يبيع عقاراً ليغامر بإنتاج برنامج تلفزيوني مثير، ويمكن أن يشارك بتمثيل هذا البرنامج، يمكن أن يجري عمليات تجميل وحقن بوتوكس ويصبغ شعره، ويخرج منديلاً حريريّاً من جيبه، يمكن له أن يفعل أي شيء يخطر بباله، سريع الغضب، سريع العطب، لا يخفي كلمةً موجودةً في قلبه، ولا يحبسها ويتركها تجري على لسانه، مهما كانت نتائجها، يشتم من لا يعجبه بالطريقة التي يريد، ويهدّد ويتوعّد من يثير غضبه.
بينما منافسته الديموقراطية مرسّمة بالمسطرة والقلم، صاحبة طموح سياسي يجعلها تحسب خطواتها وكلماتها وملابسها وحركاتها وسكناتها، بطريقةٍ لا تشكل خطراً على مستقبلها السياسي، امرأة تغفر على الملأ لزوجها خيانةً من الطراز المدوّي والجارح، خلال وقت قصير من حدوث الفضيحة، لأنه، بحسابات الربح والخسارة، من الأفضل لمستقبلها السياسي، ومستقبل الأسرة أن تغفر بهذه الطريقة التي لا تمت للواقع بصلةٍ، وقد كشفت مذكرات زوجها الرئيس السابق، بيل كلينتون، أنها في تلك الفترة تعاملت معه كأي زوجة طبيعية، ضبطت زوجها في خيانةٍ من هذا النوع. وقد قال في المذكرات إنه في الفترة التي كان يتخذ فيها قرار توجيه ضربات جوية للعراق، كان ينام على الأريكة معاقباً. لكن، أمام الكاميرات وأمام الرأي العام، كانت هيلاري قد غفرت وتفهمت وتجاوزت التجربة. على الطرف الآخر، لو كان دونالد ترامب في موقفٍ مشابهٍ، وضبط زوجته في خيانةٍ من هذا النوع، فإنه قد لا يتردّد في إطلاق الرصاص عليها وعلى عشيقها، حتى لو كان في البيت الأبيض رئيساً لأميركا، وسيداً للعالم، وقائداً أعلى لأقوى جيش في التاريخ، سيسلينا كثيراً، وسيعوّضنا ببهلوانياته الشخصية عن خياراته السياسية.
وفي هذا الجانب، أي البهلوانيات السياسية، ربما تكون لطباعه الشخصية المتسرّعة والخرقاء فوائد، في لحظةٍ ماٍ، تنال منطقتنا بقدر ما تسمح به طبيعة النظام الأميركي، وآلية اتخاذ القرار فيه، فهو قد يغضب، مثلاً، من بشار الأسد، أو من عبد الفتاح السيسي، أو من بنيامين نتنياهو. وعندها، سيستطيع أن يخلص الولايات المتحدة من هذا الوقار الكريه والحكمة المزعجة والهدوء المميت، ويتخذ قراراتٍ غاضبةً وعنيفةً وخرقاء، وستكون شعوب المنطقة مستفيدةً من غضبته تلك.
قد لا يحصل شيءٌ من هذا، وكلنا نعلم أن القرار في الولايات المتحدة لا يتّخذ بهذه الطريقة، ويبقى لنا فرصة التسلية، فهو سيكون الرئيس الأميركي الذي يعطي رأيه في جوائز الأوسكار، وسيهتف في المباريات الرياضية، وسيقع في الحب من جديد، وسيخوض مغامراتٍ عاطفيةً تملأ وسائل الإعلام، وتثير تعليقاتٍ فكاهيةً، ستملأ العالم بالضحك. سيجلس بلباس البحر على الشاطئ، وسيتغزل بوزيرات خارجية الدول الأوروبية. وسيستمر بالمشاركة في مسابقات ملكات الجمال، وسيشتم كل من يخالفه الرأي أو اللون أو العرق أو المعتقد أو الرأي. ولن يتردّد في قول ما يخطر بباله، وسيرد عليه كثيرون، وسيرد عليهم، سيملأ الدنيا بالجدل، وسيحرّك المياه الراكدة، وسيتسبب بظهور أفكار جديدة في عرض الرد عليه، وتفنيد آرائه.
هذا هو الرئيس الأميركي الذي ينتظره العالم، وليس تلك المرأة الرصينة الجادّة التي ستتابع سياسة انكفاء أميركا عن التدّخل في العالم، ولن يخطر لها على الإطلاق أن تدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جولة جودو لحسم الأزمة السورية، ولا دعوة الرئيس الصيني إلى حفل شواءٍ للاتفاق على التصويت في مجلس الأمن في الموضوع اليمني، فلننتظر، ولنأمل أن نتسلى.