وأكد ترامب أن "الضربة العسكرية تصب في مصحلة الأمن القومي الأميركي"، كما دعا الرئيس الأميركي "كل الأمم المتحضرة" إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في سورية، وذلك بعيد إصداره أمراً بتوجيه ضربة عسكرية استهدفت، فجر الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية سورية.
وقال ترامب إن "الديكتارتور السوري بشار الأسد شن هجوماً رهيباً بأسلحة كيميائية ضد مدنيين أبرياء مستخدما عامل أعصاب ساماً مميتاً"، مشدداً على أن الولايات المتحدة هي "مرادف للعدالة".
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن عن شن ضربة عسكرية في سورية بعد أقل من ساعة من اجتماعه مع الرئيس الصيني، اكسيانغ جينغ، في فلوريدا، وترددت أنباء أنه أبلغ الرئيس الصيني بها، فيما توقف البعض عند دلالات التوقيت وما إذا كانت الضربة لسورية رسالة من إدارة ترامب لكوريا الشمالية، وربما للصين، مفادها أن "الولايات المتحدة في كامل جهوزيتها للدخول في مواجهة عسكرية محتملة في شبه الجزيرة الكورية".
وقال ترامب في خطاب الإعلان عن الضربة العسكرية "أعطيت الليلة الأمر بشن ضربة عسكرية، على القاعدة العسكرية التي استخدمت في الهجوم الكيميائي". وقالت مصادر البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أراد إبلاغ رسالة قوية لنظام بشار الأسد تحذره فيها من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيليرسون، أن "واشنطن لم تطلب إذنا من موسكو لتنفيذ هجمات عسكرية في سورية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ستعمل عبر مفاوضات جنيف من أجل الإطاحة ببشار الأسد". وأضاف ""الضربة على سورية دليل على أن ترامب يتحرك عندما تقوم دول بتجاوز الخط".
وفيما حاول مناوئو الرئيس الأميركي في وسائل الإعلام الأميركية طرح علامات استفهام، والتشكيك بدوافع الخطوة الأميركية العسكرية المفاجئة، موجهين انتقادات لترامب لعدم حصوله على موافقة مسبقة من الكونغرس، أشاد الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس بالعملية العسكرية الأميركية في سورية، ودعا بيان مشترك للسناتورين جون ماكين ولندسي غراهام إلى استكمال العملية إلى حين الإطاحة بالأسد.
وأضاف ديفيز في تصريحات للصحافيين عن العملية أن "الجيش الأميركي أجرى عدة حوارات مع القوات الروسية، يوم الخميس، قبل الضربة، مستخدما خط اتصال أنشئ في وقت سابق لمنع حدوث اشتباك بطريق الخطأ في سورية، خلال المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".
من جانبه، رحب الائتلاف السوري المعارض بالضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سورية، داعيا إلى استمرارها.
وقال رئيس الـدائـرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان لوكالة فرانس برس "الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات".
وأضاف رمضان "ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة، أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية (...) أن تكون هذه الضربة بداية".
وشنّ الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضربة صاروخية استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في محافظة حمص، وقال مسؤول في البيت الأبيض إن "59 صاروخا موجها من طراز توماهوك، استهدفت مطار الشعيرات العسكري المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، والمتصل مباشرة بالأحداث الرهيبة التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون".