حررت قوات أردنية أميركية مشتركة تساندها قوات تركية سعودية، اليوم الخميس، حدوداً دولية مفترضة من عدو مزعوم، وألحقت به الهزيمة ودمرت قواته آلياته الغازية، واعتلقت من تبقى منهم.
وجاءت المعركة ضمن تمرين عسكري نُفّذ على هامش مناورات "الأسد المتأهب" التي انطلقت في الأردن في 27 مايو/ أيّار الماضي وتتواصل حتى 10 يونيو/حزيران الجاري.
وشارك في المعركة سلاح الطيران بمختلف تشكيلاته، والقوة المدفعية والصاروخية وأرتال الدبابات، والمشاة والاستخبارات العسكرية.
وحملت القوات الأردنية ـــ الأميركية العبء الأكبر من المعركة الوهمية، فيما حصر الإسناد التركي السعودي بسلاح الطيران.
وكان التمرين العسكري بمثابة حرب حقيقية في موقع التدريب الواقع في صحراء الرشيدية، القريبة من مدينة البتراء الأثرية (225 كيلومتراً جنوبي عمّان). كانت اصوات الانفجارات تصم الأذان، والغبار يحجب الرؤية كلما حلقت الطائرات العامودية فوقه، والدخان يتصاعد كلما حدث قصف.
واستغرق التمرين قرابة الساعة، لينتهي بتحقيق جميع أهدافه، اذ عاد المشاركون فيه إلى قواعدهم سالمين، من دون خسائر أو إصابات، وتبادلوا فيما بينهم عبارة " كان عملاً رائعاً"، فيما انشغلت مجندة أميركية بالتقاط صور "السيلفي" مع العائدين من المعركة الوهمية.
وهدف التمرين الذي كان بمثابة هجوم معاكس لاستعادة الحدود الدولية، إلى رفع قدرات القوات المشاركة فيه للتعامل مع حالات مشابهة قد تحدث في الحقيقة، حسب مدير التدريب المشترك في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، العميد فهد الضامن.
واكد الضامن للصحفيين، بعد انتهاء التمرين، أنّ جميع فعاليات المناورة حققت أهدافها المتمثلة بزيادة القدرات العملياتية ورفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة.
ورداً على علاقة "الأسد المتأهب" بما يحدث في سورية، وما إذا كانت النسخة الرابعة من المناورات، سينتهي بالانقضاض على سورية في إطار عملية عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، نفى الضامن صحة الأمر.
وأكد أنّ المناورة لا علاقة لها في ما حدث في المنطقة، مشيراً إلى أنّ عدم تنفيذ أيّ تمرين عسكري ضمن برنامج المناورة في شمال المملكة المتاخم للحدود الأردنية السورية.
وشدد الضامن على عدم الإبقاء على أسلحة أو أفراد بعد الانتهاء من المناورة في الأردن، خلافاً لما تم في المناورة بنسختها الثالثة العام الماضي، حين أبقى الطرف الأميركي على صواريخ باتريوت وطائرات "أف 16"، شاركت في المناورة بناء على طلب الأردن.
ويشارك في المناورة لهذا العام 12.500 عسكري يمثلون 20 دولة، ليس من بينها إسرائيل كما قال الضامن.
وركزت المناورة في نسختها الرابعة، على التدريبات الخاصة بمكافحة الإرهاب والتمرد وفرض النظام وعمليات الإخلاء والعمليات الإنسانية وأمن الحدود وإدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب الإلكتروني.
وبعد تحرير الحدود الوهمية، أجري تدريب بحري في مدينة العقبة ( 330 كيلومتراً جنوبي عمّان) على تحرير الرهائن والتصدي لعمليات القرصنة البحرية.
وشارك في التمرين القوات البحرية والجوية الأردنية، الأميركية، السعودية، الكويتية، والبريطانية.
وأحيطت التكلفة المالية "للأسد المتاهب" والجهات التي تتحملها بسرية، اذ أجاب الضامن على سؤال "العربي الجديد" حول الكلفة بقوله: "تمرين القوات المسلحة والخبرة التي تكتسبها أهم من الكلفة المالية"، من دون أن يكشف عنها.