وأوضح أن هذه الموجة الوبائية، التي ضربت أول الأمر منطقة الشرق الكبير الإدارية، تصل الآن إلى منطقة إيل دو فرانس حيث تقع باريس، وإلى شمال فرنسا وغيرهما من المناطق، وتضع النظام الصحي في حالة من "التوتر الهائل". وقال فيليب، بعد اجتماع عبر الفيديو مع أعضاء حكومته: "إننا ندخل أزمة ستدوم ووضعاً صحياً لن يتحسّن فوراً. سيتعين علينا أن نصمد".
كما شدد على ضرورة أن "يدوم العزل لأطول فترة ممكنة لكسر موجة الوباء هذه، ولمساعدة مستشفياتنا على مواجهة التدفق الكبير لحالات الإصابة الخطيرة بفيروس كورونا الجديد".
وأضاف أن أغلبية الفرنسيين يحترمون تعليمات العزل، وأن الأقلية التي لا تلتزم بها ستواجه "عقاباً شديداً"، وخصوصاً أن المخالفين "يعرضون صحتنا جميعاً للخطر، ولا سيما الأشخاص الأكثر هشاشة بيننا".
يأتي كلام فيليب في وقت وصل فيه عدد المتوفين بالفيروس في فرنسا إلى 1700، مع إعلان وفاة أولى لفتاة في السادسة عشرة من عمرها.
من جهة ثانية، تسعى الحكومة الفرنسية لإعادة 30 ألفاً من مواطنيها العالقين في الخارج بسبب تفشي فيروس كورونا، وفق ما أعلنه وزير الخارجية جان إيف لودريان، الجمعة. وقال لودريان في تصريح لإذاعة "أوروبا 1": إن باريس أعادت الأسبوع الماضي نحو 100 ألف من الفرنسيين إلى الوطن.
وكان لودريان قد صرّح، في وقت سابق، بأن فرنسا تحاول تسهيل عودة 130 ألفاً من مواطنيها العالقين في الخارج بسبب انتشار الوباء الذي يجتاح العالم في الوقت الحالي، وأجبر أكثر من ثلث سكان الأرض على البقاء في المنازل في إطار الحجر الذي فرضته حكومات عدة.
السماح بوصف "كلوروكين" كعلاج
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، أنه بات ممكناً للأطباء في المستشفيات الفرنسية وصف عقار "هيدروكسي كلوروكين" للمصابين بفيروس كورونا الجديد، إذا ما رأوا أن في ذلك فائدة لمرضاهم.
ونشر الوزير إذناً في الجريدة الرسمية، أمس الخميس، يسمح فيه بوصف "هيدروكسي كلوروكين"، ومزيج مضادّي الفيروس "لوبينافير" و"ريتونافير"، وذلك "تحت مسؤولية طبيب" للمرضى الموجودين "في المؤسسات الصحية التي تتولى عنايتهم"، مع إمكانية استكمال هذا الدواء في المنزل، تحت إذن طبيب، إذا ما استدعت حالة المريض ذلك.
ويشير هذا إلى تغيّر في سياسة الحكومة التي أبدت أكثر من مرة تريّثها في السماح بإعطاء هذا الدواء، مبررة ذلك بأنها تنتظر نتائج تجربة فرنسية أوروبية لمدى فعاليته، تُجرى على نحو 4 آلاف مصاب بفيروس كورونا.
وربما يكون لآراء البروفسور ديدييه راوولت، المدافع الأول عن إعطاء "كلوروكين" لمرضى كورونا، دور في هذا التغير، إذ حذّر في مقابلة مصورة نُشرت في 24 من الشهر الجاري من انتظار تطور الإصابة بكورونا قبل إعطاء المرضى دواء كهذا.
وقال إن وجود الفيروس يكاد ينعدم لدى المرضى الذين تصل العدوى عندهم إلى الجهاز التنفسي، وهي مرحلة متأخّرة نسبياً من الإصابة، إلى درجة يصعب معها أخذ عيّنة منه، داعياً إلى معالجة المرضى قبل فوات الأوان.
وإذا صح كلام راوولت، فإن نتائج التجربة الأوروبية حول علاجات ممكنة لكورونا، المسماة "ديسكوفري"، قد تصبح موضع شك، خصوصاً أنها تُجرى على حالات متقدمة وخطيرة من الإصابة بكورونا، كتلك التي تظهر إصابات بالرئة وصعوبات في التنفس. وتشمل تجربة "ديسكوفري" 5 أنواع مختلفة من العلاج ضدّ فيروس كورونا تقدّم لخمس مجموعات مختلفة من المرضى، بهدف تحديد فعالية كل من هذه العلاجات، وبدأت التجربة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لتستمر 15 يوماً يتلقى خلالها المصابون العلاجات.