ما من شك في أن غياب الحامل السياسي الفاعل لدى المعارضة السورية، وانفصال الجهة التمثيلية السياسية المتمثلة حاليا في الائتلاف الوطني، عن القوى العسكرية والمدنية التي تعمل على الأرض في الداخل، ودخولها في خلافات داخلية، قد تسبب في فقدان المعارضة الكثير من مصداقيتها، خارجياً، حتى لدى الدول التي تمتلك لوبيات ضمنها. وقد بذلت الكثير من المحاولات لتوحيد رؤى الفصائل المسلحة في الداخل والقوى السياسية التمثيلية. ولكن معظم تلك المحاولات لم تكن لتصمد أمام الضغوط المختلفة المتعلقة بتضارب مصالح الجهات الداعمة لتلك القوى، لتظهر في بداية أغسطس/آب الماضي مبادرة "واعتصموا" التي تمخّض عنها تشكيل مجلس "قيادة الثورة" في بداية الأسبوع الجاري، انطلاقا من الداخل، وبشرط عدم السماح للتدخلات الخارجية، كواحدة من أكثر تلك المحاولات جدية، من أجل تحسين صورة التمثيل السوري الذي تردى وفقد الكثير من مصداقيته.
إلا أن نجاح الطرح الذي تبناه مجلس قيادة الثورة، والذي يضم أكثر من مائة تشكيل عسكري، يتوقف بالدرجة الأولى على مدى قدرة مكونات هذا المجلس على التوافق فيما بينها، وتجاوز الخلافات السياسية والأيديولوجية والتي تحتاج إلى وضع أسس ناظمة لها، وعلى مدى قدرتها على التعاطي مع الفصائل التي لم تدخل في هذا الجسم الجديد، ويتوقف على مدى قدرة هذا التشكيل الجديد على مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظره، والتي يأتي في مقدمتها تحدي التمويل، والاعتماد على الذات، ومدى القدرة على النهوض بهكذا جسم، من دون دفع ثمن المعونات التي يتلقاها.
ويأتي الحصار الذي تفرضه قوات النظام، والانقطاع الجغرافي بين المناطق وصعوبة التواصل بينها، كواحد من التحديات الكبرى التي قد تعيق عمل المجلس، وربما يتسبب تباين مواقف الفصائل التي تقع تحت الحصار عن مواقف تلك التي تقع خارجه في زيادة هذا التحدي.
ويبدو أن وجود تنظيم "داعش" والموقف منه، وأولويات الفصائل بالنسبة لقتاله، قد يظهر كتحدّ لاحق. لكن يبقى الفيصل الأساس في نجاح هذا التشكيل هو مدى القدرة على تشكيل تمثيل سياسي حقيقي وتمثيل عسكري ومدني فعال في الداخل، لأن الدول التي تتعاطى مع القضية السورية تحتاج إلى مثل هذا التمثيل.
إلا أن نجاح الطرح الذي تبناه مجلس قيادة الثورة، والذي يضم أكثر من مائة تشكيل عسكري، يتوقف بالدرجة الأولى على مدى قدرة مكونات هذا المجلس على التوافق فيما بينها، وتجاوز الخلافات السياسية والأيديولوجية والتي تحتاج إلى وضع أسس ناظمة لها، وعلى مدى قدرتها على التعاطي مع الفصائل التي لم تدخل في هذا الجسم الجديد، ويتوقف على مدى قدرة هذا التشكيل الجديد على مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظره، والتي يأتي في مقدمتها تحدي التمويل، والاعتماد على الذات، ومدى القدرة على النهوض بهكذا جسم، من دون دفع ثمن المعونات التي يتلقاها.
ويأتي الحصار الذي تفرضه قوات النظام، والانقطاع الجغرافي بين المناطق وصعوبة التواصل بينها، كواحد من التحديات الكبرى التي قد تعيق عمل المجلس، وربما يتسبب تباين مواقف الفصائل التي تقع تحت الحصار عن مواقف تلك التي تقع خارجه في زيادة هذا التحدي.
ويبدو أن وجود تنظيم "داعش" والموقف منه، وأولويات الفصائل بالنسبة لقتاله، قد يظهر كتحدّ لاحق. لكن يبقى الفيصل الأساس في نجاح هذا التشكيل هو مدى القدرة على تشكيل تمثيل سياسي حقيقي وتمثيل عسكري ومدني فعال في الداخل، لأن الدول التي تتعاطى مع القضية السورية تحتاج إلى مثل هذا التمثيل.